ركزت الصحف الصادرة اليوم الاربعاء في بلدان أوروبا الغربية ، على قضايا الإرهاب على خلفية مقتل زوجين شرطيين أمس بباريس على يد شخص سبق وأن أعلن ولاءه لتنظيم داعش ، وعلى مسألة الانسحاب المحتمل للمملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في ضوء ارتفاع نسبة المؤيدين لمغادرة الاتحاد قبيل استفتاء 23 يونيو. ففي بلجيكا ، حذرت الصحف من هجوم إرهابي وشيك بناء على مذكرة إخبارية تم توزيعها على دوائر الشرطة. وذكرت (لاديرنيير أور) أن السلطات البلجيكية تحذر من تهديد "وشيك"، مشيرة إلى أن خلية مكافحة الإرهاب في بلجيكا وجهت لجميع مراكز الشرطة رسالة إنذار بخصوص وجود تهديدات وشيكة. وحسب الجريدة فإن مقاتلين من المحتمل أنهم غادروا سوريا قبل حوالي أسبوع ونصف للالتحاق بأوروبا عبر تركيا واليونان توزعوا على مجموعتين من أجل القيام بهجمات إرهابية في بلجيكاوفرنسا. من جانبها، ذكرت (لاكابتال) أن الأهداف المحتملة لهذه التهديدات تتمثل في مركز تجاري ودائرة للشرطة، مضيفة أن مقاتلين مدججين بالسلاح غادروا سوريا قبل أسبوع ونصف للقيام بهجمات في بلجيكاوفرنسا. أما (لاليبر بلجيك) فقد اهتمت بمقتل شرطي ورفيقته من قبل جهادي واصفة هذا العمل بالإرهابي. وعادت الجريدة للنقاش الذي اندلع عقب هذا الحدث بين الحكومة والمعارضة اليمينية في فرنسا حول ضرورة إحداث مركز للاعتقال خاص بالجهاديين. وفي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها للمناظرة التلفزيونية التي جمعت مساء أول أمس الاثنين، بين زعماء الأحزاب السياسية الأربعة الرئيسية في البلاد، وذلك في إطار الحملة الانتخابية لاستحقاقات 26 يونيو الجاري. وهكذا أوردت (إلباييس) نتائج استطلاع قام به مركز الدراسات "ميتروسكوبيا"، والتي أظهرت أن زعيم حزب بوديموس، اليسار الراديكالي، بابلو اغليسياس، كان الأكثر إقناعا في النقاش، مضيفة أن الزعيم الذي حظي باستحسان المستطلعين كان الأمين العام لحزب سيوددانس، يمين وسط، ألبرت ريفيرا. أما صحيفة (أ بي سي)، المقربة من اليمين، فكتبت أن قيادة الحزب الشعبي تعتبر أن زعيمه، ماريانو راخوي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، توفق في تعزيز موقعه بعد هذه المناظرة الرباعية، مشيرة إلى أن الحزب الاشتراكي وصف تدخل زعيمه، بيدرو سانشيث، بالفعال. من جهتها، أشارت صحيفة (إلموندو) إلى أن الزعماء السياسيين الأربعة تلاعبوا ببعض البيانات التي قدمت خلال هذه المناظرة، لاسيما تلك المتعلقة بالمجال الاقتصادي، وذلك بهدف مهاجمة حكومة ماريانو راخوي المحافظة، أو الدفاع عن مواقف أحزابهم. أما صحيفة (لا راثون) فلاحظت أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيث، تجنب التعليق على نتائج النقاش خلال تجمع انتخابي عقد أمس الثلاثاء بمدريد، مشيرة إلى أن زعيم اليسار بدا مقتنعا بأنه سيجذب الناخبين المترددين. وفي ألمانيا، اعتبرت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) أن عملية القتل في باريس كشفت عن حقيقة هامة تكمن بالخصوص في أن الاعتداء يتجاوز العاصمة الفرنسية. وكتبت الصحيفة " القتل أصبح يغذي المخاوف ، ويطرح أسئلة حول مستوى الأمن في الظرفية الراهنة ، وكيف يمكن الحفاظ عليه في الوقت الذي تنظم فيه البطولة الأوروبية لكرة القدم (...) عموما أصبح الإرهاب جزء من الواقع الأوروبي ". من جهتها ترى صحيفة (باديشه تسايتونغ) أنه من الواضح أن هناك الكثير من المهاجمين المتشددين المحتملين ، مما يتعين فرض مراقبة عليهم على مدار الساعة . وأضافت أن العملية تنفذ في الوقت الذي تقام فيه البطولة الأوروبية لكرة القدم واستمرار الاضطرابات المتعلقة بقانون الشغل التي لم تترك لعدد كبير من قوات الأمن فرصة لتنفس الصعداء ، مشيرة إلى أن فرنسا التي تستضيف هذا المهرجان الرياضي الكبير رغم كل هذه الضغوطات لن تتخلى عنه. بالنسبة لصحيفة (رويتلينغر غينرال أنتسايغر ) أن الحكومة الفرنسية حاولت إثبات قدرتها على مواجهة الإرهابيين عندما أعلنوا الحرب لكنها لم تتمكن ، علما أن الهدف الرئيسي للمتشددين ليس قتل الناس ولكن نشر الخوف والرعب ، حتى أن المواطنين في فرنسا لم يعودوا قادرين على عيش حياتهم بشكل طبيعي. وفي سويسرا ، واصلت الصحف تغطيتها ل" المجزرة المروعة" التي ارتكبت في أورلاندو بالولاياتالمتحدةالأمريكية، و التي أدت الى مقتل 50 شخصا وإصابة عدة أشخاص آخرين. وتحت عنوان "دعاة الكراهية"، تساءلت صحيفة "لا تريبيون دي جنيف" حول ما إذا كانت جريمة أورلاندو هي نتاج عمل إرهابي أو جريمة كراهية مستنكرة "نفاق" السياسيين المحافظين الذين يقبلون بالملايين من الدولارات من اللوبي المساند لحمل الأسلحة في الولاياتالمتحدة ، وبالتالي يساهمون في مقتل أناس أبرياء ينتمون إلى أقليات مثل ما حصل في مدينة أورلاندو . من جهتها ، كتبت صحيفة " 24 أورو" أن هجوم أورلاندو قد يوسع الفجوة بين دونالد ترامب الجمهوري والديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق للرئاسة، باعتبار أن مسألة حمل السلاح أصبحت نقطة رئيسية في الحملة الانتخابية. وفي نفس الموضوع، تساءلت صحيفة " لوتان" إذا ما كانت مذبحة أورلاندو ستعبئ من جديد أنصار تقييد الحق في حمل السلاح مذكرة بأن لوبي السلاح له تأثير كبير على السياسة الأميركية. وفي فرنسا، خصصت الصحف صفحاتها الاولى لمقتل زوجين شرطيين بباريس على يد شخص أعلن ولاءه لتنظيم داعش. ففي افتتاحية بعنوان "المتعصبون"، كتبت صحيفة " ليبيراسون" أن داعش تكثف دعواتها للقتل في بلدان تحددها كأهداف، مشيرة إلى أن الامر يتعلق بأفراد مرتبطون بالتنظيم باتصالات عرضية أو بواسطة الإنترنت ، على استعداد للقيام بعملياتهم بعد توصلهم بأوامر التنظيم. وقالت صحيفة " لوفيغارو" من جهتها ، إن الحكومة كانت تخشى وقوع عمل إرهابي خلال بطولة كرة القدم "يورو 2016" حيث ركزت بشكل خاص على المشجعين ومناطق إجراء المباريات. وكما هو الحال دائما، تضيف الصحيفة ، فإن "العدو" يضرب في المناطق الأقل توقعا . وفي هولندا ، اهتمت الصحف بالهجوم الذي أودى بحياة زوجين شرطيين في فرنسا حيث كتبت صحيفة "دي فولكس كرانت" تحت عنوان " قاتل الزوجين الفرنسيين كان يحمل قائمة بأسماء كفار للقضاء عليهم " ، أن العروسي عبد الله الذي قتل ضابط الشرطة الفرنسي ورفيقته وضع قائمة بأشخاص لقتلهم ، مشيرة الى ان المدعي العام الفرنسي فرانسوا مولان أكد أن العروسي كان يعتبر هؤلاء الأشخاص كفارا. وتحت عنوان "الجهادي الفرنسي كان يريد قتل مغني الراب والصحفيين" ، ذكرت صحيفة " إن إر سي" أن الشرطة الفرنسية ألقت القبض على ثلاثة أشخاص في إطار التحقيق حول هذه الجريمة، مشيرة إلى أن الأشخاص المعنيين كانوا على صلة وثيقة بعبد الله العروسي. وبعد أن تحدثت عن هوية القاتل، وعلى سوابقه في مجال الجريمة والاعمال الجهادية ،أشارت الصحيفة الى أن تنظيم داعش تبنى هذه العملية بعد وقت قصير من حدوثها. وفي بريطانيا ، ركزت الصحف على تقدم أنصار الخروج من الاتحاد الاوروبي ، وبالهاكرز الروس الذين تمكنوا من التسلل إلى شبكة اللجنة الوطنية الديمقراطية بالولاياتالمتحدة . و أبرزت صحيفة "فاينانشال تايمز" القلق الذي يسود في الأسواق المالية بسبب الارتفاع الكبير في نسبة أنصار مغادرة الاتحاد الاوروبي المسجل في استطلاعات الرأي. وقالت الصحيفة، أن بورصة لندن سجلت أمس الثلاثاء انخفاضا ب 2 في المائة ، وكذلك بورصة باريس التي سجلت للجلسة الخامسة على التوالي انخفاضا ب 2.29 في المائة ، ثم بورصة وول ستريت التي سجلت بدورها نتائج سلبية . أما صحيفة "الاندبندنت" فسلطت الضوء على النداء الذي وجهه زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين للتصويت ضد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء 23 يونيو، والذي أكد فيه كذلك أن العضوية في الاتحاد الأوروبي تحمي حقوق العمال. من جانبها اهتمت صحيفة "الديلي تلغراف "، بموضوع الهاكرز الروس الذين تسللوا الى شبكة اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي حيث تمكنوا من الوصول إلى بيانات حول دونالد ترامب، الفائز في انتخابات الحزب الجمهوري التمهيدية، ومنافس المرشحة الديمقراطية للبيت الأبيض. ووفقا لصحيفة "الغارديان"، فان القراصنة الروس تسللوا الى شبكة الحزب الديمقراطي وتمكنوا من مراقبة الرسائل الإلكترونية والوصول إلى قاعدة البيانات التي تم جمعها حول المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وفي البرتغال، أولت الصحف اهتماما خاصا بموقف الاتحاد الأوروبي من خروج محتمل من الاتحاد حيث كتبت صحيفة "دياريو دي نوتيسياس" تحت عنوان "الاتحاد الأوروبي يستعد لمواجهة فوز محتمل لأنصار مغادرة الاتحاد" أن ناقوس الخطر يدوي على نحو متزايد في بروكسل. وأضافت الصحيفة أنه في حالة فوز أنصار الانسحاب من الاتحاد الاوروبي ، قد يجتمع رؤساء اللجنة والمجلس والبرلمان الأوروبي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روت، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، لمناقشة خطة عمل لمواجهة الوضع ، مذكرة في هذا الصدد بأن استطلاعات الرأي الخمسة الأخيرة ليومي الاثنين والثلاثاء، تبين أن المعسكر المناهض للانسحاب يتراجع.