اهتز جهاز الشرطة الهولندية على واقعة اعتداء عنصرية على شرطي هولندي من أصول مغربية من طرف زملائه في المهنة، وذلك بعد أن رفضوا تصديق أنه شرطي، ورفضوا التحقق من رقمه المهني في قاعدة بيانات الشرطة، معتبرين أن اسمه كاف لكي يظهر أنه لا ينتمي للشرطة، ويتم اعتقاله بعد ذلك. ويتعلق الأمر بشرطي مغربي يدعى أنس الرايس، يبلغ من العمر 29 سنة، قام بمرافقة والده وأخيه إلى مركز الشرطة بغرض التبليغ عن جريمة. وعند الوصول، رفضت عناصر الشرطة قبول كون أنس شرطيا. ولسوء حظه، لم يكن يحمل معه بطاقة العمل، ومع ذلك طلب منهم إدخال رقمه المهني للتأكد من صحة أقواله، إلا أن عناصر مركز الشرطة رفضت الأمر، وقالت له إن "مظهرك لا يوحي بأنك رجل شرطة". بعدها تطورت الأمور، وتم اعتقال أنس بطريقة عنيفة، واضطر لقضاء ليلة في مركز الاعتقال حتى يتم التأكد من هويته. ومن غريب المصادفة أن الشاب نفسه كان قد تلقى جائزة من الشرطة الهولندية؛ حيث تم اختياره ضمن رجال الشرطة الهولنديين المثاليين خلال العام الماضي. ويعتقد أنس بأن أصوله المغربية واسمه كان لهما دور في ما وقع وله من اعتداء عليه من طرف رجال الشرطة، وفي الشكوى التي تقدم بها الشرطي الهولندي. وأكد أن لاعتقاله خلفيات عنصرية، وقال: "لو كان لون بشرتي أبيض ويظهر علي أنني أوروبي لكنت تلقيت معاملة أخرى". وبالنظر لصعوبة الموقف الذي تعرض له أنس، فقد تم منحه عطلة حتى يتم التحقيق في الحادثة، كما تم سحب سلاحه الوظيفي إلى حين أخذ تصريحاته من طرف الشرطة الهولندية. ويوما بعد ذلك، قامت الأجهزة الأمنية الهولندية بإعادة مشاهدة فيديو اعتقاله من طرف زملائه، وتم السماح له بالعودة إلى عمله، إلا أنه لم يتم التحقيق مع رجال الشرطة الذين اعتقلوه. وفي الوقت الذي يصر فيه أنس على ضرورة متابعة من اعتدى عليه، بتهمة العنصرية، فإن رئيسه في العمل يطالبه بعقد جلسة صلح، وهو الأمر الذي يرفضه أنس. في المقابل، فإن إدارة الشرطة الهولندية تؤكد أنها تتعامل مع هذا الملف بكل جدية، وأنها تتابع التحقيقات التي لم تنته إلى حدود الآن.