لم يخب ظن الذين توقعوا بأن ينعكس الهجوم على أسبوعية "شارلي إيبدو" على وضعية المسلمين في أوروبا وذلك من خلال ردود الفعل العنيفة في حق مسلمي القارة العجوز، حيث فتحت الشرطة البلجيكية يوم أمس تحقيقا حول حادثة إشهار شرطي بلجيكي السلاح في وجه زميله ذي الأصول المغربية وذلك على خلفية نقاش بينهما حول الإسلام. ونشب الخلاف بين الشرطيين خلال المسيرة التي تم تنظيمها في العاصمة البلجيكية بروكسيل يوم الأحد الماضي للتنديد بالإرهاب، فخلال تأمينهما لهذه المسيرة اختلف الشرطيان حول الدين الإسلامي، ليقوم بعد ذلك الشرطي البلجيكي بحمل السلاح في وجه زميله في العمل، وهو الأمر الذي دفع النائب العام في بروكسيل إلى فتح تحقيق عاجل للوقوف على ملابسات هذا الحادث "الخطير والمخيف" حسب توصيف النائب العام البلجيكي. وقال الناطق باسم الشرطة في مدينة بروكسيل إن هذه الحادثة سيبث فيها القضاء في أقرب وقت، كما أن تحقيقا داخليا تم فتحه من طرف قيادة الشرطة البلجيكية لاتخاذ الإجراءات اللازمة في حق الشرطي البلجيكي في حال ثبت تورطه في تهديد زميله المغربي، وحذر نفس المتحدث من تحميل هذا الحادث حمولات عنصرية إلى حين صدور نتائج التحقيق. تحذيرات الشرطة البلجيكية لم تجد لها أذنا صاغية لدى رجال الإعلام البلجيكي بل وحتى الجمعيات الحقوقية التي اعتبرت أن هذا الحادث مؤشر على دخول بداية انتشار الإسلوموفوبيا في بلجيكا، غير أن ما يزيد من خطر هذا الحادث هو أنه وقع داخل جهاز الشرطة الذي من المفترض فيه الحفاظ على حياده أمام جميع المواطنين البلجيكيين مهما كانت أصولهم وديانتهم. وحسب رواية أمنيين كانوا حاضرين مع الشرطيين في نفس السيارة، فإن الخلاف بدأ حول مسائل تهم الإسلام، قبل أن ينتقل الخلاف إلى سب وشتم لتتطور الأمور في النهاية إلى حمل الشرطي البلجيكي سلاحه الوظيفي في وجه الشرطي المغربي الذي قام بوضع شكاية لدى المحكمة. وقررت الشرطة البلجيكية توقيف المعتدي تجريده من سلاحه في انتظار الانتهاء من التحقيق حول هذه الحادثة التي ما هي إلا فصل جديد من فصول الإسلاموفوبيا التي اجتاحت أوروبا وجاءت أحداث شارلي إيبدو لكي تؤججها ففي فرنسا مثلا تم رصد أكثر من 50 اعتداء على المسلمين وأماكن عبادتهم خلال الأيام القليلة الماضية.