قال مصدر أمني فرنسي إنه تم تحديد هوية المسلحين الثلاثة الذين نفذوا الهجوم على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" والذي راح ضحيته 12 شخصا، حسبما نقلت وسائل إعلام فرنسية. وقال المصدر إن المتهمين الثلاثة يحملون الجنسية الفرنسية وتتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عاما.
واشار إلى أن اثنين من المسلحين شقيقان (سعيد وشريف كواشي)، أما الثالث فيدعى حميد مراد، وجميعهم من أصول جزائرية.
وكان أحد الشقيقين قد حكم عليه سنة 2008 بتهمة الانتماء إلى خلية عراقية في باريس.
كما أفادت صحيفة "لو بوان" أن الشقيقين كواشي عادا من سوريا الصيف الماضي.
في هذه الاثناء، أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولند الحداد العام في البلاد الخميس على ارواح ضحايا الهجوم المسلح على مقر شارلي إيبدو والذي اسفر عن مقتل 12 شخصا.
وقال هولند في خطاب موجه للشعب الفرنسي الأربعاء 7 يناير أن الحرية ستبقى دائما أقوى من الهمجية، وبين أن الوحدة هي السلاح الأمثل لمواجهة مثل هذه الأزمات، واضاف أن هذا الهجوم استهدف حرية التعبير.
وصرح وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف الثلاثاء 7 يناير، أن الحكومة الفرنسية وضعت كل الوسائل اللازمة من أجل القبض على منفذي الهجوم على صحيفة "شارلي إبدو".
وأضاف برنارد كازنوف أن 3 مسلحين هاجموا مقر صحيفة "شارلي إيبدو" وقاموا بقتل 12 شخصا وجرحوا 11 آخرين أربعة منهم في حالة حرجة ولاذوا بالفرار، مؤكدا أنه تتم حاليا ملاحقة هذه العناصر لاعتقالهم ومعاقبتهم.
وأكد وزير الداخلية أن الحكومة جندت اجهزتها كافة لهذه الحالة الطارئة، وتم وضع وسائل الإعلام والمجمعات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت المراقبة المشددة.
طريقة الدخول للصحيفة وإطلاق النار
وقالت الرسامة الكاريكاتورية كورنين راي "كوكو" والتي تعمل في صحيفة "شارلي إيبدو" في تصريح، إن المسلحين الملثمين دخلوا إلى مقر الصحيفة تحت التهديد، مبينة أنها هي من قامت بفتح البوابة المشفرة للمهاجمين.
واوضحت انه بمجرد دخولهم قاموا بأطلاق النار على الرسامين"ولنسكي" و"كابو" وأرداهما قتيلين.
وأكدت الرسامة الكاريكاتورية أن المسلحين يتكلمون اللغة الفرنسية بطلاقة ويدعيان أنهما تابعان لتنظيم القاعدة، وذكرت كذلك أن الهجوم المسلح لم يدم سوى 5 دقائق.
وأضافت أن الهجوم تزامن مع اجتماع أسبوعي لرسامي الكاريكاتور بالصحيفة، مشيرة إلى أن المهاجمين ربما كانوا على علم به.
شرطي فرنسي من أصول مغاربية
يذكر أن الشرطي الذي قتله المسلحون الملثمون من أصل مغاربي، يدعى أحمد ويبلغ من العمر 42 عاما.
وكان أحمد الذي يخدم في شرطة باريس المتجولة بالدراجات، أول من وصل إلى مكان الحادث، حيث أصابه المسلحون برصاصة قبل أن يجهزوا عليه برصاصة في الرأس لاحقا، ولم يدافع الشرطي عن نفسه رغم حمله للسلاح.
وحسب صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، أن المسلحين الثلاثة لاذوا بالفرار من مكان الهجوم، واستقلوا سيارة اخرى كانت مركونة في أحد الشوارع القريبة، بعد أن صدموا شخصا واختطفوا آخر كرهينة بمنطقة "بونتان" بباريس.
وكانت الشرطة الفرنسية أعلنت الأربعاء 7 يناير مقتل 12 شخصا وإصابة 20 بإطلاق نار نفذه ملثمان استهدف مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة "تشارلي إيبدو" في باريس.
وروى صحافي فرنسي اسمه بينوا برينجيه الذي شهد الهجوم أن ملثمين مسلحين شنا الهجوم بينما أفاد بيار كوسيت، وهو مذيع في "أوروب 1"، أن المهاجمين المزودين بأسلحة أوتوماتيكية وقاذفة صواريخ صرخا :"تم الثأر للنبي"، وهما تمكنا لاحقاً من الفرار في سيارتين ومعهما رهينة بعد تبادل للنار مع رجال الأمن.
وذكرت وكالة فرنس برس مقتل 4 من أبرز رسامي الكاريكاتور في صحيفة شارلي أيبدو خلال الهجوم.
وقد توجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى مقر الصحيفة في العاصمة باريس. وقال:"نحن في أيام صعبة، نحن نواجه التهديد لأننا أمة حرة". وتحدث عن إحباط عشرات الهجمات الإرهابية خلال الأسابيع الأخيرة، متعهداً مراجعة الإجراءات الأمنية في البلاد وحماية مبادئ الجمهورية.
وأعلنت السلطات الفرنسية حالة التأهب القصوى في منطقة باريس على أثر الهجوم.
وفي هذه الأثناء يعاين محققو الشرطة الفرنسية السيارة التي استعملها المهاجمون المسلحون وهي من طراز "سيتروين C3 " سوداء اللون.
يذكر أن المجلة الأسبوعية الساخرة "شارلي إيبدو" سبق وأصدرت في نوفمبر عام 2011، عددا خاصا تحت عنوان "شريعة إيبدو"، تضمن رسوما تسخر من الرسول محمد، ما أثار موجة احتجاجات أدّت إلى إحراق مكاتبها وتعرض موقعها على الإنترنت للقرصنة.
وفي 19 سبتمبر 2012، قررت "شارلي إيبدو" نشر رسوم كاريكاتورية للرسول وذلك بعد مرور أسبوع على اندلاع موجة احتجاجات ضد الفيلم الأمريكي المسيء للإسلام "براءة المسلمين".