اهتمت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا الغربية بمجموعة من المواضيع منها انتخاب رئيسة مجلس النواب الإسباني وتمديد حالة الطوارئ في فرنسا، والوضع في تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة، ونشر توصيات لجنة التحقيق في هجمات بروكسل يوم 22 مارس. ففي إسبانيا، خصصت الصحف أبرز تعاليقها لانتخاب وزيرة التجهيز الحالية ومرشحة الحزب الشعبي، آنا باستور، رئيسة لمجلس النواب، الغرفة السفلى في البرلمان الإسباني. وكتبت (إلموندو) أن باستور، التي تنتمي لدائرة المقربين من رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، ماريانو راخوي، انتخبت في الدور الثاني رئيسة لمجلس النواب ب 169 صوتا، متقدمة على الاشتراكي باتشي لوبيز، الذي حصل على 155 صوتا، خلال الجلسة الافتتاحية للمجلس التشريعي الجديد. أما (لا راثون) فذكرت أن هذا الانتخاب جرى بفضل الاتفاق الذي تم أول أمس بين الحزب الشعبي وسيوددانس، يمين وسط، ودعم الحزب الباسكي الوطني الإقليمي، مشيرة إلى أن الرئيسة الجديدة لمجلس النواب ستستقبل اليوم الاربعاء من قبل الملك فيليبي السادس لتسلمه قائمة بقادة الأحزاب في البرلمان. من جهتها أشارت (إلباييس) إلى أن انتخاب باستور رئيسة لمجلس النواب يمثل أول نجاح لماريانو راخوي داخل البرلمان الجديد، خاصة وأن هذا الحزب المحافظ تمكن، أيضا، من فرض مرشحه بيو غارسيا اسكوديرو رئيس لمجلس الشيوخ (الغرفة العليا بالبرلمان الاسباني). وفي سياق متصل أوردت صحيفة (أ بي سي) أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس اتهم بعضيهما بتسهيل انتخاب مرشحة اليمين رئيسة لمجلس النواب. وفي فرنسا اهتمت الصحف بتبني المجلس الوزاري لمشروع قانون يمدد حالة الطوارئ السارية في البلاد منذ اعتداءات 13 نونبر. في هذا الصدد كتبت صحيفة (ليبراسيون) ان الحكومة تدافع امام البرلمان عن تمديد لستة اشهر ، فيما يحاول اليمين الاستفادة من الوضع للدفع باجراءاته، مضيفة ان الحكومة قدمت الثلاثاء مشروع قانون يمدد حالة الطوارىء لثلاثة اشهر ابتداء من 26 يوليوز، وهي المدة التي انتقلت الى ستة اشهر خلال النقاش بالجمعية الوطنية . وقالت الصحيفة ان فرانسوا هولاند وافق على احد الاجرءات العشر التي طالب بها الاثنين حزب الجمهوريين بعد اعتداء نيس ، مشيرة الى ان الجميع سيخرج رابحا من الناحية السياسية. من جهتها اشارت صحيفة (لوموند) الى انه من اجل الرد على هجوم المعارضة فان هذه الاجراءات الاستثنائية قد يتم تشديدها. من ناحية اخرى ذكرت الصحيفة انه بمدينة نيس يحتدم الجدل حول الاجراءات الامنية التي تم اعتمادها يوم 14 يوليوز ، مشيرة الى ان حزب الجمهوريين يطالب تشكيل لجنة تحقيق. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) ان الحكومة قبلت بتمديد حالة الطوارىء ستة أشهر مبرزة انها لم تستجب لتعديلات اليمين. وفي ألمانيا تركز اهتمام الصحف الصادرة اليوم على عدد من المواضيع كان أهمها الهجوم الذي شنه مراهق أفغاني بالسلاح الأبيض على عدد من المسافرين في قطار بفورتسبورغ جنوبألمانيا مخلفا خمسة جرحى إصابات بعضهم خطيرة. وكتبت صحيفة (دي فيلت) أن التحقيقات قادت إلى أن منفذ الاعتداء البالغ من العمر 17 سنة كان على تواصل مع التنظيم الارهابي المعروف باسم الدولة الإسلامية مشيرة إلى أن المراهق الافغاني " قد تبادل على ما يبدو رسائل مع داعش ، لكن السلطات الأمنية لم تكن تدرك ذلك ، ولم تكتشف قنوات الاتصال التي استخدمها الجاني . وهذا أمر مقلق ". وأشارت الصحيفة إلى أن المستشارة أنغيلا ميركل عبرت أن الجميع قلق من التهديدات التي الإرهابية إلا أنه اليوم برز وبوضوح أن الأراضي الألمانية ليست بمنآى عنها ، مما يستدعي بذل جهود لهزم هذا الخوف. أما صحيفة (تاغسشبيغل) فحذرت من القيام بالاستنتاجات المتسرعة في هذه العملية إلا أن " شريط الفيديو الذي تم بثه على الانترنت يشير بالملموس إلى وجود اتصال بين الشباب والشبكة الإرهابية للدولة الإسلامية في ألمانيا". وعبرت الصحيفة عن اعتقادها أن المعتدي الذي تم استقطابه من قبل الإرهابيين ، كان له استعداد ليقوم بأعمال خطيرة ، ليس إلا لجذب أكبر قدر من الاهتمام ، ويظهر قويا ومهما حتى إذا كان الموت مقابلا، وهذا ما يركز عليه الإرهاب المنظم ، وفق الصحيفة ، التي ترى أن الأمر يستدعي مكافحة فعالة للإرهاب والأفكار المتطرفة. بالنسبة لصحيفة (لايبسيغر فولكستسايتونغ) فإن أحدا لم يتوقع أن يقوم المراهق الأفغاني بهذا الاعتداء الدموي ، ولا حتى الأسرة التي تبنته في ولاية بافاريا إذ كانت تعتقد أنه يتصرف بشكل جيد وليست له مشاكل نفسية ، إلا أن هذا الشاب ، تضيف الصحيفة ، أخذ فأسا وهاجم الناس في قطار محلي . وتساءلت الصحيفة عما إذا كان يمكن فعلا اعتبار هذا الاعتداء عملا إرهابيا أو هياج شخص مختل عقليا؟ . وفي بريطانيا، اهتمت الصحف بانسحاب النائبة العمالية أنجيلا إيغل من السباق لرئاسة حزب العمال، ومراجعة صندوق النقد الدولي خفضا لتوقعاته بشأن اقتصاد المملكة المتحدة، والجولة الأوروبية لرئيسة الوزراء تيريزا مايو. وعادت صحيفة (التايمز) لقرار أنجيلا إيغل الانسحاب من السباق على زعامة حزب العمال البريطاني لمنح خصمها أوين سميث فرصة أفضل لقلب رئيسه الحالي جيريمي كوربين. واهتمت (فاينانشال تايمز) بمراجعة صندوق النقد الدولي خفضا توقعاته بشأن النمو العالمي بسبب "عدم اليقين" الذي أحدثه التصويت لصالح البريكسيت، والذي قد يؤدي إلى تباطؤ سريع وملحوظ للاقتصاد البريطاني. أما (الغارديان) فتطرقت لأول زيارة للوزيرة الأولى البريطانية تيريزا ماي لأوروبا، حيث ستزور يومي الأربعاء والخميس ألمانياوفرنسا لإبلاغهما أن حكومتها بحاجة لوقت قبل تفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة. واهتمت (ديلي إكسبرس) وصحف أخرى، بحادث إطلاق النار الذي وقع في بلدة سبالدينغ شرق بريطانيا، مخلفا لمقتل ثلاثة أشخاص، بينهم المشتبه فيه القاتل، مشيرة إلى أن الأمر ربما يتعلق بدراما عائلية. وفي إيطاليا واصلت الصحف اهتمامها بالوضع في تركيا بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة. وكتبت (ريبوبليكا)، تحت عنوان "انتقام تركي، فصل أو اعتقال 50 ألف شخص"، أنه بعد المحاولة الانقلابي في تركيا زاد التطهير والذي شمل الجيش ورجال التعليم والموظفين والأئمة الذين يشتبه في صلتهم بغولن. من جهتها أوردت (المساجيرو) أن الحملة القمعية تندرج في إطار عملية استعادة زمام الأمور والتي تروم بحسب الحكومة "استئصال" أنصار الداعية غولن المنفى إلى ولاية بنسلفانيا من أجهزة الدولة. وتحت عنوان "أردوغان يطارد الاساتذة والمعلمين"، أوردت (كورييري ديلا سيرا) أنه رغم النداءات الدولية لم يوقف التطهير والقمع بعد المحاولة الانقلابية في تركيا، التي تطالب الولاياتالمتحدة بتسليم فتح الله غولن، المتهم من قبل أنقرة بتدبير هذا الانقلاب الفاشل. وفي البرتغال، تطرقت الصحف لتحذيرات صندوق النقد الدولي بشأن هشاشة النظام المصرفي الأوروبي، لاسيما البنوك البرتغالية والإيطالية، وزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند للبرتغال. وهكذا نقلت (دياريو دي نوتيسياس) عن صندوق النقد الدولي أن النظام المصرفي الأوروبي، "وخاصة البنوك الإيطالية والبرتغالية" يتهددها خطر عام أضحى "أكثر وضوحا" في الآونة الأخيرة. أما (بوبليكو) فكتبت، تحت عنوان "كابوس نيس خيم على زيارة هولنداللشبونة"، أن هجوم الخميس الماضي وتداعياته على مستقبل الحكومة الاشتراكية الفرنسية خيم بشكل كبير على الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أمس للشبونة. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف باختتام الجزء الأول من أشغال لجنة تقصي الحقائق حول اعتداءات 22 مارس ببروكسل. وكتبت (لوسوار) أن اللجنة طالبت بمزيد من التنسيق على جميع المستويات، خاصة على مستوى إرسال سيارات الإسعاف واختيار المستشفيات التي تتم تعبئتها، وجرد لائحة بأسماء الضحايا، مضيفا أن أعضاء اللجنة سينقلون في شتنبر المقبل إلى الجزء الثاني من الأشغال والذي سيخصص لطريقة عمل الأجهزة الأمنية، قبل أن ينكبوا نهاية 2016 على محاربة التطرف. وبالنسبة ل(لاليبر بلجيك)، فالهدف الآن هو تسريع عملية اتخاذ القرارات وخاصة التواصل بشأنها بشكل سريع وفعال، مؤكدة على ضرورة عدم تكرار ما حدث في مطار (زافنتم) ومحطة ميترو الأنفاق (مالبيك) حيث تم تسجيل تأخر وصول سيارات الإسعاف، وغياب تسيير العمليات). من جانبها، واصلت الصحف السويسرية تعليقها على تداعيات هجمات نيس وخاصة تمديد حالة الطوارئ والحرب على الجهاديين. فتحت عنوان " تمديد حالة الطوارئ واستمرار الجدل "، أكدت (لاتريبون دو جنيف) أن الخلاف أصبح كبيرا بين الطبقة السياسية الفرنسية مما جعل الأغلبية المعارضة يسعون إلى تهدئة الأوضاع. وكتب صاحب العمود أنه " بالنظر للظرفية فإنه من المستحيل بالنسبة للمعارضة رفض تمديد حالة الطوارئ، مشيرا إلى أن حكومة مانويل فالس تبحث عن الحصول على أكبر عدد من الأصوات لتلميع صورتها. من جانبها، اعتبرت (24 أور) أن حالة الطوارئ التي لم تثبت فعاليتها، وسيلة بالنسبة لليسار لتدارك الأمور في وقت يعطي فيه اليمين صورة الطرف الصارم والمسؤول. وأكدت (لوطون) في مقال يحمل عنوان " من نيس إلى حلب، مصير مشترك "، أنه بعد الهجمات الأخيرة على مدينة نيس، فإن البلدان المنخرطة في الحرب على الإرهاب " مدعوة لتوخي الحذر في ردها حتى لا تزيد الوضع خطورة أكثر مما هو عليه في سوريا ".