اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة، اليوم الجمعة، بالعديد من المواضيع أبرزها، مهلة اللجنة الأوروبية لفرنسا من أجل التوافق مع ميثاق الاستقرار والنمو، وارتياح الأبناك اليونانية بعد توصل أثينا لاتفاق مع الاتحاد الاوربي يتيح لها التوفر على مظلة مالية لأربعة أشهر، وتطورات الملف الأوكراني، والحرب الدولية على الإرهاب والأعمال الوحشية التي يرتكبها تنظيم (داعش). ففي فرنسا، اهتمت صحيفة (لوموند) بأجل سنتين الذي منحته اللجنة الأوروبية لفرنسا من أجل التوافق مع ميثاق الاستقرار والنمو، الذي يهدف أساسا الى تقليص العجز العمومي الى ما دون 3 في المائة من الناتج الداخلي الخام. وأضافت الصحيفة أن هذه المهلة ليست بالتأكيد هدية الى باريس ذلك أن سنة 2017 هي سنة انتخابات رئاسية، كما أن بروكسيل تطالب الحكومة الفرنسية بتقديم لائحة اصلاحات اضافية في أبريل المقبل، على اعتبار أن قانون (ماكرون) حول تحفيز النمو الذي تم تبنيه مؤخرا اعتبر "غير كاف". من جهتها، ركزت صحيفة (ليبراسيون) على الزيارة التي يقوم بها الرئيس فرانسوا هولاند الى الفلبين، مشيرة الى أن هذه الزيارة تعد نقطة انطلاق التحضير للمؤتمر الدولي للمناخ الذي ينظم بباريس في دجنبر المقبل. وأضافت أن فرنسا تنظر الى الفلبين كحليف محتمل لإنجاح المؤتمر، مشيرة الى أن اتفاقا شاملا وملزما كما يرغب في ذلك هولاند للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري لن يتم التوصل اليه ما لم يتم تجاوز الفجوة الحالية شمال -جنوب. وذكرت الصحيفة بأن هولاند يود ترك بصمة في التاريخ بانتزاع اتفاق تاريخي خلال المؤتمر الذي سيجمع 195 بلدا، ست سنوات بعد فشل مؤتمر كوبنهاغن. وفي بلجيكا، تساءلت (لوسوار) لماذا لا يتعامل الشركاء الأوروبيون مع فرنسا بنفس المعاملة مع البلدان الأخرى في الاتحاد الأوروبي، وذلك في اشارة الى مهلة سنتين التي منحتها المفوضية الأوروبية من اجل التوافق مع ميثاق الاستقرار والتقليص من العجز العمومي الى ما دون 3 في المائة من الناتج الداخلي. وأضافت الصحيفة أن هناك تهديدا للجبهة الوطنية، مشيرة في هذا الصدد الى أن الحكومات الفرنسية سواء من اليمين أو من الاشتراكيين تقوم دائما بتدابير صعبة لكي لا تتسبب في اثارة الشارع أو تعزيز وتقوية الجبهة الوطنية. وتحت عنوان '' تسيبراس يقوم بتجربة واقعية''، كتب (لا ليبر بلجيك) أن الحكومة اليونانية بدأت في التكيف مع الواقع لأنها الفرصة الأخيرة للبلاد. وكتبت أن الحكومة اليونانية توجد في مرحلة الهبوط، مشيرة في هذا السياق إلى أنه يبدو بوضوح أن هذا المنحنى أكثر واقعية من خلال قرار التخلي عن طلب إلغاء ديونها لأنه لا يمكن على حد سواء إلغاء الديون واقتراضها من الدائنين. وفي اليونان، كتبت الصحف أن الأبناك المحلية تنفست الصعداء قليلا بعد توصل أثينا لاتفاق مع الاتحاد الاوربي يتيح لها التوفر على مظلة مالية لأربعة أشهر، في انتظار تقدمها ببرنامج إصلاحات شامل. وأوضحت الصحف أن الابناك اليونانية شهدت يوم الثلاثاء فقط عودة 700 مليون أورو، وهو مؤشر ايجابي على جو الثقة السائد بعد أن عرفت المصارف اليونانية سحب أو تحويل نحو 20 مليار أورو منذ دجنبر الماضي الشهر الذي شهد الاعلان عن الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها. من جهة أخرى، كتبت صحيفة "كاثيمنيري" أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تزيبراس لم يقرر بعد ما اذا كان سيتقدم للبرلمان للتصويت على الاتفاق الاخير مع الاتحاد الاوربي بشأن تمديد برنامج الانقاذ لاربعة أشهر أو ما اذا سيعمل على تجاوز البرلمان ما دام ان بعض النواب في حزب سيريزا غاضبون لعدم وفاء الحزب بالتعهدات السابقة من ضرورة وقف سياسة التقشف ووقف العمل ببرنامج الانقاذ الاوربي وبسياسة الاملاءات. وقالت الصحيفة إن الحكومة قررت يوم الخميس انتظار قيام البرلمانات الاوربية الاخرى بالانتهاء من التصديق على الاتفاق الجديد وهي العملية التي تنتهي اليوم الجمعة قبل أن تقرر عرضها على البرلمان اليوناني. وجاء هذا التردد من قبل تزيبراس عقب اجتماع مع قيادة حزبه يوم الاربعاء استمر لأكثر من 11 ساعة وعرف نقاشات حادة عبر خلالها البعض عن عدم رضاهم على الاتفاق الجديد، وبكونه استمرار للاتفاقات السابقة التي وعد سيريزا خلال حملته الانتخابية بالغائها ووقف العمل بها جملة وتفصيلا لكونها تسببت في آلام اجتماعية عميقة في المجتمع بسبب سياسة التقشف المرتبطة بها. وقالت الصحيفة إنه في أعقاب الاجتماع جرى تصويت حول الاتفاق أقدم خلال 30 نائبا برلمانيا من أصل 149 على التصويت ضده أو الامتناع وهو ما قد يتسبب في مشاكل كبيرة للحزب في حال التقدم للبرلمان. وفي روسيا، اهتمت الصحف بزيارة الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس الى موسكو الذي تباحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، معتبرة أن الزيارة تكتسي أهمية ودلالة في هذه الظروف. وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة (نوفيا ازفستيا) أنه تم التوقيع خلال هذه الزيارة على العديد من الاتفاقيات بين البلدين بما في ذلك التعاون العسكري، مشيرة الى أن الرئيس القبرصي أكد على الموقف السلبي للاتحاد الاوربي بفرضه عقوبات ضد روسيا. وقال أن بروكسيل سناقش في مارس المقبل تمديد هذ العقوبات. وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا تواصل التعاون بنشاط مع دول الاتحاد الأوروبي، وأن هناك احتمالا لتقوية الضغوط على موسكو، مبرزة في هذا السياق، أن الرئيس الروسي قام الأسبوع الماضي بزيارة الى هنغاريا، حيث اعتبر رئيس الوزراء فيكتور اوربان بشكل علني أن العقوبات ضد روسيا تضر بالمصالح الوطنية لبلاده. وفي ما يخص الملف الأوكراني، نقلت صحيفة (كوميرسانت) عن وزير الخارجية الروسية سرغي لافروف قوله أنه "ثمة مراقبون محايدون، بمن فيهم من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، يرصدون تراجع تبادل إطلاق النار بشكل كبير، وذلك يعني أن الهدنة تحقق نتائجها". ويرى الوزير الروسي، تضيف الصحيفة، أن كييف تطرح شروطا تعجيزية لسحب الأسلحة الثقيلة من منطقة دونباس، وأكدت أنها لن تبدأ بسحب أسلحتها الثقيلة إلا في حال صمدت الهدنة يوما أو يومين دون طلق نار واحد، وهو شرط اعتبره لافروف غير واقعي وقال إن "الجميع يدركون عدم وجود هدنات مثالية". وفي نفس السياق، اعتبرت (روسيسكيا غازيتا) أنه على الرغم من الوضع الصعب في العالم، ومواجهة العقوبات غير القانونية ومحاولات التدخل في شؤون دول رابطة الدول المستقلة، فإن روسيا لا تبحث عن المواجهة مع الغرب، مضيفة وفق بيان للخارجية الروسية أن موسكو تسعى للحفاظ على إمكانية الحوار والدفع ببرامج بناءة ومدروسة سواء في العلاقات المباشرة مع الدول الغربية أو من خلال مجلس الأمن أو منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وغيرها من المنظمات". وأضاف أن تهديد واشنطن وبروكسل بفرض عقوبات جديدة على موسكو يعكس عدم الرغبة في تنفيذ اتفاقات مينسك التي تم التوصل إليها في 12 فبرايرالجاري. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية الصادرة اليوم بالحرب الدولية على الإرهاب والأعمال الوحشية التي يرتكبها تنظيم (داعش). وأشارت صحيفة (في غي) في هذا الصدد إلى تحذير الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من ما أسماه "العنف الوحشي" لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق الشام (داعش). ونقلت عن ينس ستولتنبرغ تأكيده أن المجال التنموي يمكنه أن يحد من انتشار الجماعات المتطرفة خاصة الدولة الإسلامية والمجموعات الإرهابية الأخرى، وتعبيره عن القلق اتجاه ما تقترفه هذه المنظمة الإرهابية في عدد من الدول، خاصة في ليبيا. كما أكدت أن الحلف يعبر عن انشغاله بشأن التحديات الدولية القائمة خاصة مواجهة الخطر الإرهابي الذي يشكله هذا التنظيم الهمجي. ومن جانبها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى مشاركة مسيحيين أمريكيين في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال العراق. وذكرت أن وحدات تتواجد بمنطقة نينوى العراقية مدعومة ماليا من قبل متبرعين غالبيتهم من الولاياتالمتحدة، وتتكون من مسيحيين حملوا السلاح للدفاع عن أنفسهم ضد الجهاديين الذين سيطروا على مناطق واسعة من العراق في يونيو الماضي. وأضافت أن هناك أجانب مسيحيين يقاتلون ويدعمون الحرب ضد الجهاديين في شمال العراق، خاصة في منطقة نينوى التي تقع ضمن المناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية بعد هجوم كبير شنه في يونيو الماضي وتسبب في تهجير آلاف الأشخاص بينهم عدد كبير من المسيحيين. من جهتها، تحدثت صحيفة (افتنبوستن) عن تشريد نحو 12 مليون شخص في سوريا، معتبرة أن أزمة اللاجئين في هذا البلد وصلت إلى نقطة حرجة. ونقلت عن مفوض الأممالمتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس، قوله إن الحرب في سوريا أدت خلال السنوات الأربع الأخيرة إلى تشريد ما يقرب من 12 مليون شخص. وأكد أن مئات الآلاف فروا إلى البلدان المجاورة مثل تركيا، التي تستضيف حاليا أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم، محذرا من المخاطر التي قد يتعرضون لها، خاصة أن عددا كبيرا من اللاجئين السوريين هم دون 18 عاما. وفي ألمانيا، تناولت الصحف عددا من المواضيع كان أبرزها حصول فرنسا على مهلة جديدة من المفوضية الأوروبية من أجل خفض العجز في ميزانيتها من خلال إجراءات تقشفية. وكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ) في تعليقها أن فرنسا تمكنت من الحصول مرة أخرى على مهلة لتحقق هدف خفض العجز في ميزانيتها إلى 3 في المائة من إجمالي الناتج القومي بحلول سنة 2017 فقط، مشيرة إلى أن المهلة رغم ذلك كانت مخيبة لآمال حكومة باريس التي كانت تأمل في التمديد إلى غاية سنة 2018. وأشارت الصحيفة إلى أن المفوضية حذرت من أنها يمكن أن تتخذ اجراءات ضد فرنسا في حالة عدم تحقيق هذا الهدف بحلول الموعد الجديد. من جهتها، انتقدت صحيفة (فرانكفوتر أليغماينة تسايتونغ) في تعليقها الإجراءات الانتقائية التي تعامل بها الاتحاد الأوروبي اتجاه فرنسا رغم أنها وصلت عامها السابع ولا تختلف في جهودها عن الحكومات الأخرى في الاتحاد الأوروبي لإصلاح عجزها. وأضافت أن الاتحاد لم يسبق له أن تعامل مع أي بلد في الاتحاد بهذا التساهل مثل فرنسا، مشيرة إلى أن بعض المسؤولين في المفوضية الأوربية تعاملوا كمحامين لحكومة باريس الاشتراكية بعيدا عن الالتزام بقواعد ميثاق المفوضية، مشددة على ضرورة التعامل بنفس المستوى مع باقي دول الاتحاد الأخرى. وتناولت الصحف أيضا تصويت البرلمان الالماني "البوندستاغ " اليوم على تمديد صفقة إنقاذ الخاصة باليونان، وكتبت صحيفة (دي فيلت) أنه من المقرر أن يستمر النقاش حول الموضوع لساعات ثم يخضع الموضوع للتصويت من قبل أعضاء البرلمان للتعبير عما إذا كانوا يتفقون مع طلب اليونان أم لا. وأضافت الصحيفة أنه يتعين عدم نسيان قائمة التزامات الإصلاح التي قدمتها اليونان "الغامضة". من جانبها، اعتبرت صحيفة (تاغسشبيغل) أن فشل اليونان في الوفاء بتعهداتها في غضون بضعة أشهر "مؤكد"، وسيكون عليها طلب التمديد مرة أخرى، مسجلة أن تشكيل حكومة أثينا لم يمر عليه إلا وقت قصير. متسائلة كيف يمكن لها وضع خطة تحارب الفساد، وتقلل من نسبة الفقر، وتوفر الاستثمارات لسداد القروض في الوقت المحدد¿ هذه الاهداف سيكون من الصعب تحقيقها في هذا الوقت القياسي وفق الصحيفة. وبإسبانيا، اهتمت الصحف بالاجتماع الذي عقد أمس الأربعاء بهافانا بين الرئيس السابق للحكومة الإسبانية، الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو والرئيس الكوبي راوول كاسترو، الذي أثار جدلا حادا بين الحكومة والحزب الاشتراكي. وكتب (أ بي سي)، تحت عنوان "الحكومة تتهم ثاباتيرو بعدم الولاء للقائه راوول كاسترو"، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون خوسيه مانويل غارسيا مارغايو، انتقد ثاباتيرو ورئيس الدبلوماسية السابق ميغيل أنخيل موراتينوس، لعدم تقديم أجندة اتصالاتهما بكوبا لوزارته. من جهتها، أوضحت (لا راثون) أن مارغايو وصف اللقاء بين ثاباتيرو وراوول كاسترو في هافانا بغير الملائم، مضيفة أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني يصر على أن الزعيمين الاشتراكيين أبلغا وزارة الخارجية بتفاصيل هذه الزيارة، باستثناء الاجتماعات المتوقعة على اعتبار أن الأجندة "لم تكن قد حددت" بعد. أما صحيفة (إلموندو) فأشارت إلى أن الصحافة الرسمية الكوبية أولت اهتماما خاصا لزيارة رئيس الوزراء الإسباني السابق، مشيرة إلى أن النظام الكوبي نظم حملة دعائية للاستفادة من هذا اللقاء. وبدورها، كتبت (إلباييس) تحت عنوان "لقاء بين ثاباتيرو وكاسترو يثير أزمة مع الحكومة"، أن وزير الخارجية الإسباني السابق ميغيل انخيل موراتينوس، الذي رافق ثاباتيرو في هذا الاجتماع، هاتف مارغايو لحل هذا الحادث، وأكد له أن هذا النوع من الزيارات "لن يتكرر".