اهتمت الصحف الاوربية الصادرة اليوم الأربعاء بعدد من المواضيع من بينها مقترح رئيس المفوضية الاوربية احداث جيش أوربي، ورفض النقابات في بلجيكا مقترحا حكوميا حول التقاعد والأزمة الأوكرانية. ففي بلجيكا واصلت الصحف اهتمامها بحشد النقابات لقواها في مواجهة رفض الحكومة التصديق على اتفاق جديد حول التقاعد أبرمته النقابات مع اتحادات أرباب الاعمال، وكتبت "لا ليبير بيلجيك" أن النقابتين الليبيرالية والمسيحية انضمتا الى الفيدرالية الاشتراكية في رفض خطة الحكومة. وقالت الصحيفة ان هامش المناورة لدى الحكومة قليل اذ انها التزمت لدى الاتحاد الاوربي بتمديد سنوات الخدمة. وقررت النقابات تنظيم تجمع حاشد الاربعاء مع اعلانها عن سلسلة مبادرات ستجري في الجهات. صحيفة "لافونبير" كتبت في هذا السياق أن النقابات ستزيد من التصعيد محذرة من ردود أفعال العمالالتي قد تصبح غير متحكم فيها، مضيفة أن الامور الخلافية كبيرة من الضرائب الى الاجراءات المعمول بها في مجال البطالة واصلاح أنظمة التقاعد والقدرة الشرائية. وفي فرنسا سلطت صحيفة "لوموند" الضوء على مقترح رئيس اللجنة الاوروبية جان كلود يونكر القاضية خلق جيش أوروبي قادر في نظره على مواجهة التحديات الامنية الجديدة. وأضافت الصحيفة أن يونكر يعتبر من خلال هذه الفكرة أن السياسة الامنية المشتركة معطلة، مؤكدة أن هذه الفكرة لم يتحمس لها الكثيرون خاصة المملكة المتحدة التي تعارض بشكل تام كل فكرة للاندماج في مجال الدفاع . وقالت الصحيفة ان الدعم الضمني الوحيد لفكرة يونكر جاء من ألمانيا ،حيث دعت وزيرة الدفاع الالمانية أورسولا فون لين الى اندماج الجيوش الاروبية، فيما صرحت ناطقة باسم المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أن هذه الاخيرة تشاطر هذا المشروع المستقبلي دون أن يتم تحديد أجندة في هذا الشأن. من جانبها تطرقت صحيفة "ليبراسيون" الى حادث اصطدام مروحتين بالارجنتين يوم الاثنين الماضي والذي أودى بحياة ثمانية فرنسيين ضمنهم ثلاثة أبطال رياضيين. وأوضحت الصحيفة أن هناك لحد الان ثلاث فرضيات تفسر وقوع الحادث ، تكمن الأولى في حصول عطل بمحرك احدى المروحيتين ، دقائق بعد اقلاعها، والثانية في دخول احداهما في مطب للرياح الساخنة فيما تتمثل الفرضية الثانية في وقوع خطإ بشري. من جانبها نشرت صحيفة "لوفيغارو" استجوابا مع المندوب الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيير موسكوفيسي ، يعتبر فيه الاصلاحات الاقتصادية بفرنسا غير كافية ، ويدعو حكومة مانويل فالس الى تحديد أي اصلاحات ستنهجها وضمن أية آجال وأية أشكال . وأضافت أن موسكوفيسي أكد أن أجل سنتين الذي منحته البلدان ال27 لفرنسا من أجل تقليص العجر الى ما دون ثلاثة في المائة، ترافقه اجراءات جد صارمة لا تستبعد امكانية اللجوء الى عقوبات اذا لم تفي باريس بالتزاماتها. وفي روسيا اهتمت الصحف بالأزمة الأوكرانية وتصريحات رئيس مجلس الدوما (البرلمان الروسي) سيرغي ناريشكين التي قال فيها إن واشنطن لا تتقبل بقاءها على هامش عملية السلام في أوكرانيا، لذلك تحاول إعادة تفسير اتفاقيات مينسك، بحيث أصبحت "طابورا خامسا" لإطار "النورماندي". ونقلت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) عن ناريشكين قوله إن اتفاقيات مينسك خلقت الأمل لدى كثيرين بقرب التسوية السلمية في أوكرانيا خصوصا بعد مصادقة مجلس الأمن عليها. غير أن الطريق الى تسوية كاملة مازال بعيدا، وذلك ليس بسبب استمرار خرق نظام الهدنة فقط. وأكد ناريشكين في مقال نشرته الصحيفة أن "التهديد الأساسي للسلام يأتي مجددا من وراء المحيط، اذ تجرأ الأوروبيون على الاستغناء عن مشاركة الأمريكيين، فيما لا يستطيع هؤلاء تقبل أنهم فجأة باتوا على هامش العملية السلمية". وذكر أنه يجب البحث هنا عن الأسباب في "التحركات الأميركية اللا منطقية في الوقت غير المناسب"، مثل تدريب العسكريين الأوكرانيين من قبل مدربين أمريكيين، والتصريحات عن توريد أسلحة قاتلة لأوكرانيا، وتمديد العقوبات ضد روسيا لعام والضغط على الاتحاد الأوروبي. أما بشأن الوضع الميداني في أوكرانيا، فقد أثنت الصحف الروسية على إعلان القوات الأوكرانية أنها سحبت كل مدفعيتها الثقيلة من خط التماس في شرق أوكرانيا. ومن جهة أخرى تبادلت كييف ودونيتسك الاتهامات بخرق الهدنة. وعلى صعيد آخر تناولت صحيفة "نوفيه ازفيستيا" التصريحات التي أدلى بها رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر والمتمثلة في ضرورة انشاء جيش موحد للاتحاد الأوروبي ،مشيرة الى أن هذا الموضوع ستتم مناقشته خلال قمة الاتحاد التي ستنعقد في شهر يونيو المقبل. وأبرزت الصحيفة أن يونكر لم يخف الهدف من إنشاء هذا الجيش، حيث قال "طبعا إنشاء الجيش الأوروبي وزجه في المعركة مباشرة غير ممكن، ولكن هذا الجيش الموحد سيظهر لروسيا مدى جديتنا في الدفاع عن القيم الأوروبية. وقالت الصحيفة إن فكرة انشاء الجيش الأوروبي الموحد ليست جديدة موضحة أن يونكر ترأس حكومة لوكسمبورغ سنوات طويلة ، وهو من المتحمسين جدا لإنشاء هذا الجيش، حتى أنه ادرجها في برنامجه خلال الحملة الانتخابية لمنصب رئيس المفوضية الأوروبية. من جهتها، انصب اهتمام الصحف النرويجية بالأزمة التي عرفها قطاع النقل الجوي خلال الإضراب الذي شنه ربابنة الطائرات التابعين لشركة الطيران النرويجية "نرويجيان أير شاتل"، أكبر شركة طيران في البلاد. وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة (في غي) عن مسؤول في شركة الطيران تأكيده أن الآثار الاقتصادية والمالية للإضراب الذي استمر 11 يوما لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أنه رغم الأضرار التي لحقت بالشركة جراء هذه الحركة الاحتجاجية فإن الرابح الأكبر في الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المضربين وإدارة الشركة هم الزبناء. وأكدت، بناء على استطلاع للرأي، أن العديد من الأشخاص كانوا متعاطفين مع المدير العام للشركة بيورن شيوس (48.6 في المائة) و26.1 تعاطفوا مع الربابنة المضربين، في حين لم يعبر 25,2 في المائة عن أي رأي. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أنه رغم انتهاء إضراب ربابة الطائرات والتوصل إلى اتفاق بين أطراف الأزمة، إلا أنه لا تزال هناك مشاكل عالقة. وأكدت الصحيفة أن هناك العديد من الرحلات الجوية الملغاة من جدول رحلات الشركة التي أعلنت أنها ستستأنف رحلاتها الداخلية. من جهتها، ذكرت صحيفة (داغبلاديت) أن المواطنين النرويجيين تتبعوا جميعهم الصراع الذي جرى بين الربابنة وإدارة الشركة، وتم إحداث صفحات في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" تعبر عن مساندة هذا الطرف أو ذاك. وأوردت الصحيفة دعوات لأنصار المدير العام للشركة التي كانت تحثه على عدم الاستسلام أمام ضغوط الربابنة. ونقلت عن أستاذ جامعي تأكيده أن التعاطف الذي حظي به المدير العام للشركة في مواقع التواصل الاجتماعي يرجع إلى الثقة الكبيرة التي يتمتع بها لدى عامة النرويجيين. كما أشارت إلى أن هناك تخوفا ساد في أن يؤثر استمرار الإضراب على سوق العمل بالنرويج. وبإسبانيا، واصلت الصحف اهتمامها بالأزمة التي نشبت بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا بعد فرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما عقوبات على عدد من المسؤولين الفنزويليين. وكتبت (إيل موندو)، تحت عنوان "السلطة ضد الإمبراطورية"، أن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو يسعى إلى سن "قانون مناهض للإمبريالية"، يخوله الحكم بمراسيم لمواجهة العقوبات الأمريكية. وأشارت اليومية، في هذا الصدد، إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم، في الوقت الراهن، فرض عقوبات على فنزويلا بشأن وضعية حقوق الإنسان في هذا البلد الأمريكي اللاتيني. من جهتها أوردت (لا راثون) أن مادورو "طلب تخويله سلطات خاصة للتشريع ضد الإمبراطورية"، مشيرة إلى أن هذا القانون سيسمح له بأن يحكم على هامش الجمعية الوطنية. وأضافت الصحيفة أن النظام الفنزويلي رد على العقوبات الأمريكية بتعيين أحد المسؤولين المعنيين بهذا الإجراء وزيرا للداخلية، في إشارة للائحة الموظفين السبعة التي نشرتها الإدارة الأمريكية والممنوعين من دخول التراب الأمريكي. أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن هذه هي المرة الثانية، منذ وصوله إلى السلطة، التي يطلب فيها الرئيس الفنزويلي من برلمان بلاده "شيكا على بياض"، وهو ما فاجأ المعارضة، التي ترى أنها مجرد ذريعة لتوسيع سلطات مادورو. وتحت عنوان "تدابير البيت الأبيض تثير أزمة سياسية في فنزويلا"، أشارت صحيفة (إيل باييس) إلى أن زعماء الإكوادور وبوليفيا وحتى الزعيم الكوبي السابق، فيدل كاسترو، انتقدوا قرار واشنطن ضد بلدان أمريكا اللاتينية. وفي اليونان كتبت "تو فيما" أن التوتر الذي يهيمن على علاقات الحكومة اليونانية الجديدة وشركائها قاد الى زيادة الشك والريبة كما أن وسائل الإعلام زادت في حدة ذلك. وأضافت الصحيفة أنه في برلين يتحدثون عن الشعب اليوناني باحتقار، بينما تتحدث صحفهم وكأنهم تحت رحمة هجوم، وفي أثينا يحس العديدون كما لو أن الالمان تجاوزوا الحدود، وأن شويبله (وزير مالية ألمانيا) المبتز لا يرحم ويتواطأ لإسقاط الحكومة اليونانية المنتخبة حديثا. وأشارت الى أنه في هذا الاطار يظل الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 20 فبراير بين اليونان والمانحين (تمديد مظلة الانقاذ المالي لاربعة أشهر) غير فعال ولم يسفر عن نتائج ما عدا إثارة الشكوك، مضيفة أن شركاء اليونان يطلبون إجراءات ملموسة للمصادقة عليها بينما يواصل البنك المركزي الاوربي رفض التخفيف من اجراءاته المالية تجاه اليونان وبالتالي يتواصل مسلسل خنق الحكومة الجديدة. وأبرزت الصحيفة أنهم (شركاء اليونان) عاملوا المقترحات اليونانية لاصلاح اقتصادها التي تقدمت بها باستهزاء وعندما قدمت الحكومة المزيد، قالوا ان وزير المالية ومساعديه غير مؤهلين وأحالوا الموضوع على فريق تقني يريدون أن يرسلوه الى أثينا، كما أن البنك المركزي الاوربي بدوره يطلب أن يكون له حضور فعلي في أثينا لمراقبة المالية الحكومة قبل اتخاذ أي قرار جديد. وقالت الصحيفة ان المحصلة هي غياب الثقة وزعزعة الاستقرار الاقتصادي وتنفير رجال الاعمال، فبينما تريد الحكومة الجديدة بداية جديدة للمفاوضات مع الشركاء يريد هؤلاء الانطلاق من حيث وقفت المفاوضات مع الحكومة السابقة مجبرين رئيس الوزراء الجديد على قبول الامر الواقع على خلاف كل وعوده الانتخابية وبرنامجه لانهاء سياسة التقشف ما يعني انتحاره السياسي. صحيفة "كاثيمينيري" كتبت أن وفدا من المفتشين سيبدأ اليوم الاربعاء زيارة لاثينا التي تستعد بدورها لفتح حساباتها ودفاترها المالية والاقتصادية لبحث الفريق، فيما ينطلق اليوم في بروكسيل اجتماع للجنة تقنية تضم خبراء من البنك المركزي الاوربي وصندوق النقد الدولي والاتحاد الاوربي ستنكب على دراسة مقترحات أثينا للاصلاح المالي والاقتصادي.