اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، بعدد من المواضيع أبرزها الوضعية الاقتصادية في فرنسا وارتفاع معدل البطالة، ومصادقة البرلمان الألماني على قانون جديد للإيجار، وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن محاولات إثارة الفوضى في روسيا عبر تنظيم احتجاجات في الشوارع غير مرخصة. واهتمت الصحف أيضا بالأزمة التي خلفها إضراب ربابنة شركة الطيران النرويجية، وبقرار الحكومة اليونانية اعتماد إجراءات استثنائية لتسهيل أداء الديون المستحقة للدولة وبانطلاق الحملة الخاصة بالانتخابات الجهوية في الأندلس جنوب إسبانيا. ففي فرنسا اهتمت الصحف بالوضعية الاقتصادية ومعدل البطالة التي أصبحت تمس عشرة في المائة من السكان. وكتبت صحيفة (لاكروا)، في هذا الصدد، أن نسبة 10 في المائة من البطالة تشكل انتكاسة للحكومة التي كانت تأمل في احتواء هذا المشكل، مشيرة إلى أن معدل 10 في المائة لا يعكس واقع سوق العمل، مضيفة أن وراء هذه النسبة ملايين الأشخاص الذين لديهم عائلات أو بدونها، ينهون الشهر بشكل صعب، وتنتابهم بعض الأحيان خيبة أمل في إيجاد شغل. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن البطالة بلغت مستوى جديدا متم سنة 2014، حيث أصبحت تمس 10 في المائة من السكان النشطين، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بخيبة أمل بالنسبة لفرنسا على جبهة التشغيل. من جانبها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) أنه يتعين على الحكومة مواجهة تزايد معدل البطالة الذي قفز لدى الرجال بنسبة 3ر0 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من سنة 2014 وبنسبة 8ر0 في المائة خلال عام. وأضافت الصحيفة أن المستقبل القريب لا يبدو واعدا، مشيرة إلى أن النمو الطفيف الذي تعرفه فرنسا حاليا والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة لن تمكن سوى من الحد من فقدان الوظائف خلال الفصل الأول. وفي ألمانيا اهتمت العديد من الصحف بمواضيع منها مصادقة البرلمان الألماني "البوندستاغ"، أمس الخميس، على قانون جديد للإيجار للحد من ارتفاع أسعاره بشكل مبالغ فيه، وذلك بعد جدل سياسي طويل. وبهذا الخصوص، كتبت صحيفة (ستراوبينغر تاغبلات) أن مشروع قانون الإيجار الذي تم تعديله ويتضمن جملة من الأحكام على المخالفين، وافق عليه الائتلاف بعد خلاف طويل إلا أن ذلك، تقول الصحيفة، لن ينفع الأسر الفقيرة التي لن تتحسن حالتها لأن المالكين لا يبحثون إلا عن آفاق أوسع للكسب ووضع شروطهم التفضيلية، كدفع رسوم السمسرة وبعض التعويضات وبعض الاقتطاعات عن المطابخ المجهزة أو الأثاث. وخلصت الصحيفة إلى أن الوضع لن يتغير بسبب التجاوزات التي ترتكب في مجال الإيجار، وخاصة في المدن الكبيرة والبلدات. بالنسبة لصحيفة (لاندستسايتونغ) فإن القانون الجديد الذي يحدد أسعار الايجار ويضع إجراءات صارمة لتنظيمه من جديد، على الأقل "وجوده أفضل من لا شيء"، مشيرة إلى أن في كل سنة سيستفيد من القانون الجديد للإيجار ما يقرب من 400 ألف مستأجر وعلى الرغم من ذلك، تلاحظ الصحيفة، فإن التعديلات الجديدة لا تساير كثيرا التطورات الراهنة في مجال السكن خاصة وأنه في العديد من المدن لا يمكن كبح جماح أسعار الإيجار التي تعرف ارتفاعا سنة تلو أخرى. ووفق صحيفة (هانوفريشه أليغماينة) فإنه كان على السياسيين في ألمانيا أن يعترفوا بأن الإيجارات ارتفعت بشكل مبالغ فيه جدا في بعض المدن حيث أصبح العيش أمرا صعبا، مشيرة إلى أن تجربة سابقة من أجل وقف ارتفاع أسعار الإيجار كانت مخيبة للآمل، معتبرة، في نفس الوقت، أن السبب هو غياب ضمير الملاك. وفي روسيا اهتمت الصحف بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن محاولات إثارة الفوضى في روسيا باستخدام تقنيات الثورات الملونة بدءا من احتجاجات غير شرعية في الشوارع ووصولا إلى الدعاية للكراهية عبر الانترنيت. وفي هذا الصدد، قالت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) إن الرئيس الروسي شدد، في اجتماع لقيادة وزارة الداخلية، على أن أعمال المتطرفين "أصبحت أكثر تطورا فنحن نصطدم بمحاولات لاستخدام ما يسمى بتكنولوجيا الثورات الملونة بدءا من تنظيم احتجاجات غير قانونية في الشوارع وصولا إلى الدعاية الصريحة للعداء والكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي". وأضاف بوتين، وفق الصحيفة، أن جرائم المتطرفين تسمم البلاد باسم القومية المتعصبة، مشيرة إلى أن "مصدر قلق الرئيس هو ارتفاع جرائم التطرف والتي ازدادت بنسبة 15 في المائة". وبشأن الموقف الألماني من العقوبات المفروضة على روسيا، ذكرت الصحف الروسية أن وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير عارض عزل روسيا عن الاتحاد الأوروبي لمدة طويلة بسبب النزاع في شرق أوكرانيا. ونقلت الصحف عن شتاينماير قوله "لا أعول على عزل روسيا عن الاتحاد الأوروبي لمدة طويلة، والبحث عن حل سياسي قد يستمر طوال سنوات وحتى عشرات السنين، لكنه علينا أن نفعل كل ما يمكن لتسوية النزاع" مضيفا أن العقوبات الاقتصادية مطلوبة كأداة ضغط. من جانبها تناولت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بشأن تمديد العقوبات المفروضة على روسيا سنة أخرى، كما أشارت الى التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع الأمريكي الجديد ضد روسيا. وأشارت الصحيفة، في هذا الصدد، إلى أن الرئيس الأمريكي مدد سريان مفعول العقوبات المفروضة على روسيا سنة أخرى، بعد أن تشاور مع زعماء الاتحاد الأوروبي. وأبرزت الصحيفة أن ذلك تزامن مع تهديد وزير الدفاع الأمريكي الجديد، أشتون كارتر، روسيا باتخاذ الإجراءات اللازمة إذا لم تنفذ بنود الاتفاقية الخاصة بتدمير الصواريخ المتوسطة وقريبة المدى فيما نفت وزارة الخارجية الروسية المزاعم الأمريكية. وفي النرويج، لا تزال الصحف تتطرق إلى الأزمة التي خلفها إضراب ربابنة شركة الطيران النرويجية "نرويجيان اير شاتل"، أكبر شركة طيران في البلاد، والتي دخلت يومها السابع. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن شد الحبل بين إدارة الشركة وربابنة الطيران المضربين منذ يوم السبت الماضي أفضى إلى إحداث الشركة فروعا لها في بلدان اسكندنافية. ونقلت الصحيفة الاتهامات المتبادلة بين أطراف الأزمة، مبرزة أن ممثلي الربابنة يتهمون الشركة بانتهاء شروط العمل من خلال إنشاء فروع جديدة للشركة في النرويج والدنمارك والسويد قد يتوجه إليها الربابنة للعمل بها. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى الدعوات التي وجهت بعدم تلبية الربابنة لطلب الشركة بالعمل في الفروع الجديدة، وكذا حث ربابنة دول أخرى على عدم العمل لفائدة رحلات الشركة. وأشارت (افتنبوستن) إلى احتمال استئجار طائرات بأطقمها من قبل الشركة من أجل تأمين الرحلات المبرمجة، ونقلت عن مسؤول في شركة الطيران النرويجية اتهامه للمضربين بتجاهل حقوق الزبائن الأساسية. وذكرت أن هناك منظمات طيران دولية دعت إلى عدم مساعدة شركة الطيران من أجل التعاقد لتأجير طائرات مع كامل أطقمها بغية القيام بالرحلات المعتادة. من جانبها، نقلت صحيفة (في غي) المعاناة التي لقيها العديد من ركاب طائرات الشركة بفعل إضراب الربابنة الذي أثر على السير العادي للرحلات. ونقلت الصحيفة عن مسافرين يستعملون الطائرة في التنقل داخل النرويج، تأكيدهم أن الإضراب تسبب في تأخير القيام بالعديد من الأعمال خاصة أنهم أصبحوا يتنقلون عبر القطار الذي يتطلب وقتا أطول. وطالبوا بالتوصل إلى بنود اتفاق يضع حدا للإضراب الذي وصل إلى مستوى كبير من شد الحبل بين الطرفين وإلغاء العديد من الرحلات التي تأثر جراءها آلاف المسافرين. وفي اليونان كتبت صحيفة (إيثنوس) أن الحكومة اليونانية قررت اعتماد إجراءات استثنائية لتسهيل أداء الديون المستحقة للدولة حيث ستتقدم للبرلمان بمشروع قانون يسمح بموجبه لليونانيين بأداء متأخراتهم نحو الدولة كاملة بنهاية مارس الجاري مع الإعفاء من غرامات التأخير، أو أداء نصفها مع خصومات هامة في غرامات التأخير. وأضافت أن هذا الإجراء يهم جلب مداخيل للدولة خصوصا من الضرائب المتأخرة في وقت تحتاج اثينا السيولة لمواجهة متطلبات اداء خدمات الدين لصندوق النقد الدولي بنهاية شهر مارس الجاري. وكتبت صحيفة (تو فيما)، من جانبها، أن الضغوطات على أثينا لاعتماد تدابير سريعة في الاقتصاد بهدف منحها التمويل تتزايد وسيكون اجتماع الاثنين لمجموعة الأورو مصيريا لأن اليونان ستقدم حينها الإجراءات التي ستعتمدها لمحاربة التهرب الضريبي ومواجهة الأزمة الإنسانية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بانطلاق، منتصف الليلة الماضية، الحملة الخاصة بالانتخابات الجهوية في الأندلس (جنوب)، المقررة يوم 22 مارس الجاري. وكتبت صحيفة (إلباييس)، تحت عنوان "الأندلس تدرس التقسيم الجديد للسلطة بين الأحزاب السياسية"، أن هذه الاستحقاقات ستشكل فرصة لقياس مقاومة الأحزاب السياسية الرئيسية المتنافسة، مضيفة أن هذه الأخيرة تراهن على تغيير الأجيال للفوز في الانتخابات. من جهتها، ذكرت (لاراثون) أن "المختبر الانتخابي الأندلسي سيعطي برلمانا غير مستقر"، مشيرة إلى نتائج استطلاع نشرت أمس الخميس ومنح الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني الفوز في هذه الانتخابات المبكرة ، لكن دون الحصول على أغلبية مطلقة. وفي سياق متصل، قالت صحيفة (إلموندو)، تحت عنوان "الأندلس تتجه نحو سيناريو غير قابل للحكم"، إن رئيسة حكومة هذه الجهة، الاشتراكية سوزانا دياز، ستستخدم هذه الانتخابات لتعزيز مكانتها في قبة الحزب الاشتراكي بمدريد. أما صحيفة (أ بي سي) فأوردت أن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي تمنحه استطلاعات الرأي الفوز بهذه الانتخابات، سيضطر للدخول في ائتلاف مع حزب "بوديموس" الجديد للحصول على الأغلبية بغية تشكيل الحكومة بهذه الجهة.