اهتمت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم السبت بمواضيع أبرزها الأزمة الاقتصادية والمالية التي تعاني منها روسيا، وارتفاع معدل البطالة في فرنسا، فضلا عن العقيدة الجديدة للجيش الروسي التي أقرها الرئيس فلاديمير بوتين. ففي النرويج ركزت الصحف اهتمامها بالخصوص على ملف الأزمة الاقتصادية والمالية التي تمر منها روسيا جراء انخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمية، والعقيدة الجديدة للجيش الروسي التي اعتمدها الكرملين وأقرها الرئيس فلاديمير بوتين. وأشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن العقيدة الجديدة للجيش الروسي تتمثل في أن حلف شمال الأطلسي وزعزعة الاستقرار هي أكبر التهديدات التي تواجهها البلاد، مؤكدة، استنادا إلى النسخة الجديدة لهذه العقيدة العسكرية التي أقرها الكرملين أمس الجمعة، أن روسيا تنظر بقلق إلى تعزيز القدرات الهجومية للحلف الأطلسي على أبواب روسيا مباشرة والإجراءات التي اتخذها لنشر منظومة شاملة مضادة للصواريخ. وذكرت الصحيفة بتوسيع حلف الأطلسي، بما في ذلك إدماج دول البلطيق في سنة 2004 . من جانبها، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن روسيا تعلن الاحتفاظ لنفسها بالحق في استخدام ترسانتها النووية إذا ما تعرضت هي أو أحد حلفائها لعدوان أو في حال وجود "تهديد لوجود الدولة نفسه". وذكرت الصحيفة أن الحلف نفى تلك المزاعم وأن جميع قراراته اتخذت لضمان سلامة أعضاء المنظمة الدفاعية، معتبرة أن الوثيقة الاستراتيجية الجديدة تظهر كذلك أن روسيا قد تستخدم ما يسمى ب"دقة الأسلحة التقليدية" باعتبارها إحدى وسائل الردع. وفي السياق ذاته، قالت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية إن العقيدة العسكرية الجديدةلروسيا تم اعتمادها، أمس الجمعة، من قبل الرئيس فلادمير بوتين ثلاثة أيام بعد تخلي أوكرانيا عن عدم انحيازها وقرارها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. واعتبرت الصحيفة ان العقيدة الجديدةلروسيا، التي تشير إلى التهديدات الرئيسية المتمثلة في المطالبات الترابية تجاه روسيا وحلفائها، تستهدف بشكل مباشر حلف الأطلسي كرد فعل على تموقع الحلف إلى جانب أوكرانيا. وأضافت أنه من بين المخاوف المعبر عنها في العقيدة الجديدة، هناك توسع الناتو ونشر بطاريات مضادة للصواريخ بالقرب من الحدود الروسية. من جهتها خصصت صحيفة (لوموند) تعليقاتها للأرقام السلبية للبطالة التي نشرت مؤخرا، والتي كشفت أن عدد طالبي الشغل ارتفع ب181 الف شخص منذ يناير الماضي. وأكدت الصحيفة أن الإحصائيات أظهرت أن العدد الإجمالي لطالبي الشغل الذين لا يزاولون أي نشاط (فئة أ) ارتفع الى ثلاثة ملايين و488 ألف شخص بالحواضر متم نونبر وإلى ثلاثة ملايين و751 الف و900 شخص طالب شغل باحتساب مناطق ما وراء البحار، مضيفة ان الوضع يستمر في التفاقم، إذ ارتفع معدل البطالة ثلاث مرات بشكل سريع خلال السنوات الثلاث الأخيرة، أي بزيادة نحو ألف عاطل في اليوم منذ شتنبر. وسجلت (لوموند) أن جهود الحكومة في مجال مكافحة البطالة لم تعط بعد نتائجها. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمفاوضات السلام التي تقودها مجموعة الاتصال الخاصة بالأزمة الأوكرانية، بين أوكرانيا والانفصاليين في الشرق، في العاصمة البيلاروسية مينسك والتي أسفرت عن عملية تبادل مئات الأسرى التي انطلقت أمس. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (فرانكفورتر أليغماينة تسايتونغ) أن مصير هذه المفاوضات المتعثرة والتي لم تخرج إلا بقضية تبادل الأسرى، غير واضح، مضيفة أن تسوية النزاع في شرق البلاد سيستأنف في كل مرة يتم فيها الضغط على الجانبين. وترى الصحيفة أن من أهم المواضيع التي كان على الأطراف المعنية تناولها الحاجة الملحة إلى المساعدات الإنسانية بالنسبة للمناطق التي يحتلها الانفصاليون، خاصة في فصل الشتاء البارد، معتبرة أنه "من البديهي أن لا تقوم الحكومة الأوكرانية بتمويل المنطقة التي تضم أكثر من خمسة ملايين شخص ومدها بالمساعدات" بعد أن ضمها الانفصاليون بطرق غير شرعية. من جانبها، كتبت صحيفة (تاغسشبيغل ) أن "الدبلوماسيين الغربيين حققوا تقدما بسيطا يعد بالمليمترات"، إلا أنها اعتبرت أن أهم نقطة إيجابية تم التوصل إليها في المفاوضات تهم بالخصوص تأكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، أنه تم تفادي مع نهاية عام 2014 "أسوأ حرب مباشرة بين الجيشين الروسي والأوكراني". وأضافت أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي القيام بجهود دبلوماسية أكبر في الأيام القليلة المقبلة، خاصة من جانب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأمريكي باراك أوباما واقتراح عروض جديدة على موسكو من أجل إنهاء المخاوف من أي حرب محتملة. من جانبها، عبرت صحيفة (فراي بريسة) عن تشاؤمها من المفاوضات التي لم تخرج باتفاق مقنع، مشيرة إلى أنه لم يبد كلا الجانبين رغبة في الاقتراب من الحل " بل بدا تصلب في وجهات النظر". أما صحيفة (تورينغه لاندستيسايتونغ) فاعتبرت أن المفاوضات لم "تترك مجالا لأحد أن يخدع نفسه، لأنه من الواضح جدا أن روسيا ترغب في إظهار قدرتها على خلق مشاكل في أوكرانيا، وبالتالي إثارة الخوف، وخاصة في أوروبا الشرقية، بنواياها الهجومية الخطيرة". وفي إسبانيا، تناولت الصحف التقرير السنوي الذي قدمه رئيس الحكومة ماريانو راخوي، خلال مؤتمر صحفي عقده عقب آخر اجتماع مجلس للوزراء. وهكذا كتبت (أ بي سي) الموالية للحكومة، أن رئيس الحكومة أكد أن 2015 ستكون سنة "الإقلاع النهائي" للاقتصاد وأنه شدد على "اليقظة والحزم" لمواصلة السير على النهج نفسه من أجل ترسيخ الانتعاش الاقتصادي. وأضافت اليومية أن زعيم الحزب الشعبي، الذي أعلن نيته الترشح لولاية ثانية، مستبعدا في الوقت نفسه تنظيم انتخابات مبكرة بإسبانيا، اعتبر أن "الأزمة أضحت جزءا من الماضي". من جهتها، أوردت (إلباييس) أن راخوي قدم أرقاما إيجابية لإعطاء الانطباع بأن إسبانيا تجاوزت بشكل نهائي الأزمة، فيما يظل معدل البطالة من بين الأعلى داخل الاتحاد الأوروبي بعد فقدان 650 ألف وظيفة منذ سنة 2011 . وسجلت اليومية، تحت عنوان "أرقام وحقائق في خدمة حصيلة مناسبة"، أنه ليس بمقدور الحكومة التراخي وتسويق صورة بلد تعافى اقتصاديا قبل أن تتم استعادة مستويات التشغيل وتدابير الحماية الاجتماعية التي كانت سائدة قبل الأزمة. أما (إلموندو) فأوردت أن رئيس الحكومة شدد أيضا خلال هذا المؤتمر الصحفي، على أهمية الاستقرار السياسي بإسبانيا وتداول السلطة بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، وهو ما اعتبره المراقبون هجوما على "حزب بوديموس" الصاعد بقوة في استطلاعات الرأي.