واصلت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بالاتفاق الموقع مؤخرا بلوزان حول الملف النووي لطهران ، وبالحرب في اليمن التي تخلف عشرات الضحايا من الاطفال ، وبزيارة رئيس الحكومة اليونانية إلى موسكو ، بالإضافة الى عدد من القضايا المحلية من قبيل حرق المبنى الذي كان من المنتظر أن يستقبل 40 لاجئا من طرف مجهولين في إحدى الولايات الالمانية. ففي فرنسا واصلت صحيفة (لوموند) اهتمامها بالاتفاق الموقع مؤخرا بلوزان حول الملف النووي لطهران، مشيرة الى ان التقدم المحرز في هذا الملف يحظى بدعم مكثف في ايران، بمن فيهم المحافظون. واضافت الصحيفة ان هذا الدعم غير مسبوق منذ وصول الرئيس حسن روحاني في غشت 2013 الى الحكم، مؤكدة ان المحافظين ، نوهوا بالاتفاق الاطار بين ايران والاعضاء الخمسة الدائمين بمجلس الامن التابع للامم المتحدة اضافة الى المانيا، حول البرنامج النووي لطهران. وقالت الصحيفة ان المواقف المعبر عنها لفائدة هذا الاتفاق، ربما تجد تفسيرها في الصمت الذي التزم به حتى الان الرجل رقم واحد في الجمهورية الاسلامية علي خامنئي، الذي له اليد العليا في هذا الملف. من جهتها تطرقت صحيفة (ليبراسيون) الى الاجتماع المتوقع اليوم للمكتب السياسي للاتحاد من اجل حركة شعبية ، الحزب اليميني الذي حقق نجاحا كبيرا في الانتخابات الاقليمية الاخيرة بفرنسا، والذي يحضر اوراقه في افق الانتخابات الرئاسية لسنة 2017. واضافت الصحيفة ان الاجتماع سينكب على تنظيم انتخابات تمهيدية لاختيار مرشح اليمين للانتخابات الرئاسية ،مشيرة الى ان اجتماعا اخر سيعقد الاسبوع المقبل لتحديد تاريخ استقالة زعيم الحزب اذا كان يرغب في خوض غمار الانتخابات. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف باجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الشعبي (الحاكم)، المقرر اليوم الثلاثاء، لمناقشة إستراتيجية الحزب للانتخابات الجهوية المقررة يوم 24 مايو القادم، خاصة بعد هزيمة الحزب في انتخابات الأندلس. وأوضحت صحيفة (لا راثون)، في هذا الصدد، أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، دعا أعضاء حزبه للبحث عن الأصوات من خلال التركيز على الانتعاش الاقتصادي الذي عرفته البلاد مؤخرا بعد ست سنوات من الأزمة. وأشارت هذه اليومية، أيضا، إلى أن خطاب الحزب الشعبي خلال الحملة الانتخابية سيحذر من مخاطر التصويت على الأحزاب الناشئة، لاسيما حزب "بوديموس" من اليسار المتطرف. وتحت عنوان "راخوي يفرض هدنة داخل الحزب الشعبي قبل الانتخابات البلدية"، في إشارة للصراعات الداخلية التي تعرفها هذه الهيئة السياسية، أوردت (إلباييس) أن زعيم الحزب الشعبي سيبسط تفاصيل الاستراتيجية الانتخابية أمام اللجنة التنفيذية لحزبه. من جهتها، أوردت (أ بي سي) أن ماريانو راخوي نفى، في مقابلة مع الإذاعة الوطنية (إر إن أو)، وجود أزمة داخل حزبه، مشيرة إلى أن زعيم الحزب الشعبي دعا مسؤولي هيئته السياسية للانكباب على استحقاقات 24 مايو المقبل. وفي ألمانيا تناولت الصحف في تعليقاتها عددا من المواضيع إلا أن أبرزها كان الحريق المتعمد الذي استهدف مبنى كان يجري إعداده لإيواء عدد من اللاجئين في بلدة شرق ألمانيا مخلفا أضرارا جسيمة . وكتبت صحيفة (زود فيست بريسه) ، أن الأحداث في بلدة تروغليتس بولاية سكسونيا أنهالت تطورت ، فبعد حرق المبنى الذي كان من المنتظر أن يستقبل 40 لاجئا عن آخره من طرف مجهولين ، تلقت أسرة عمدة البلدة السابق ماركوس نيرت تهديدات من قبل متطرفين يمينيين على خلفية انفتاحه ودعمه للاجئين وتنظيمه لمظاهرات ضد استهداف المبنى. وترى الصحيفة أن هذه الاضطرابات تطورت في ألمانيا ملاحظة أن الاعتداءات وإشعال الحرائق والتهديدات وأعمال العنف التي تستهدف الاجانب ليست ظاهرة منحصرة على شرق ألمانيا بل أصبح العداء للأجانب يوحد غرب البلاد وشرقها. صحيفة (ترايغيشه فولكسفروند) اعتبرت من جهتها أن اعتداء بلدة تروغليتس ليس حالة معزولة لأن الإحصاءات الحكومية الرسمية كشفت أن الهجمات على منازل اللاجئين أو الأجانب في زيادة مستمرة مشيرة إلى أن على السياسيين حل مشكلة اللاجئين لتفادي بعض المشاكل التي قد تكون لها عواقب وخيمة. أما صحيفة ( شتوتغارتر تسايتونغ) فاعتبرت أن الاعتداءات على الأجانب وصلت إلى مستوى خطير بعد اطلاق النار على عدد منهم في الهواء وإحراق المراكز التي سيقيمون فيها في ألمانيا إلا أن حادث بلدة تروغليتس وصل إلى نقطة تحول أخطر متسائلة ما إذا كانت الشرطة فعلا قادرة على التحكم في الوضع. وأكدت الصحيفة أنه حان الوقت لردع الإرهابيين بكل قوة وتقديمهم للعدالة من أجل تنقية الأجواء من التعصب والكراهية. صحيفة (نوي بريسه ) من جانبها تعتقد أن الذين يقفون ضد سياسة اللجوء ليسوا جميعهم من المتطرفين اليمينيين ولكن في بعض الأحيان مواطنون عاديون يرفضون سياسات اللجوء الأوروبية والألمانية من أساسها. لكن ، تقول الصحيفة ، إذا اغلقت أوروبا حدوده وقبلت بأن يكون البحر الأبيض المتوسط مقبرة جماعية للاجئين ، فذلك سيكون منافيا لقيمها. أما صحيفة (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) فحذرت من تصاعد أعمال العنف بصيغ مبتذلة مشيرة إلى أن لعنة الهجمات على مباني اللاجئين لم تتوقف ومخاطر تكرار هذا النوع من الجرائم مازال كالنار في الهشيم منذ حوالي عشرين سنة ولم يتغير معتبرة أن على المسؤولين إدراك مخاطر ذلك وإيجاد حلول مناسبة. وترى الصحيفة أن على السياسيين الألمان أن يفتحوا الحوار مع حركة "بيغيدا " المعادية للأجانب والإسلام ، ومع المواطنين . من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بالحرب في اليمن وتأثيراتها على الوضع هناك خاصة الأطفال الذين يعتبرون من أكثر الفئات تضررا. وركزت صحيفة (في غي) على الأطفال الذين يعتبرون ضحايا للحرب الدائرة في اليمن، مشيرة إلى أن من بين التسعة الذين قتلوا يوم السبت في العاصمة صنعاء هم من الأطفال. واعتبرت الصحيفة أنه في الأسابيع الأخيرة، تصاعدت وتيرة القتال في اليمن بشكل حاد، مشيرة إلى مقتل 74 طفلا على الأقل وإصابة 44 آخرين، وذلك حسب منظمة اليونسيف. وأشارت إلى الدعوات التي تطالب أطراف النزاع للقيام بهدنة للتمكن من إيصال مساعدات الوكالات الإنسانية للمدنيين. من جانبها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تأكيد الأممالمتحدة أن عدد القتلى من الأطفال يعتبر تقديريا لكون العدد قد يكون أعلى مما هو مصرح به. واعتبرت الصحيفة أن الأطفال يدفعون ثمنا لا يمكن احتماله في هذا الصراع، وأن العديد منهم أجبروا على الفرار من منازلهم وأن وضعهم الصحي والتعليمي في خطر. ونقلت تصريحا لممثل اليونيسف جوليان هارنيس الذي قال فيه إنه ينبغي احترام هؤلاء الأطفال وحمايتهم من قبل جميع أطراف النزاع وفقا للقانون الإنساني الدولي. من جهتها، أشارت صحيفة (داغبلاديت) إلى أن الصراع في اليمن يقود البلاد إلى كارثة إنسانية، موضحة أن 100 ألف شخص نزحوا خلال الأسابيع الأخيرة داخل البلاد بفعل القتال. ونقلت الصحيفة عن منظمة اليونسيف تأكيدها أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضررا من الوضع الحالي في أحد أفقر بلدان المنطقة. وفي روسيا سلطت الصحف الضوء على الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس غدا الاربعاء الى موسكو ، يبحث خلالها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علاقة روسيا والاتحاد الأوروبي في ظل سياسة العقوبات التي تتبعها بروكسيل. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة ( كوميرسانت )عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ، قوله أنه ستتم خلال هذه الزيارة مناقشة العلاقات بين موسكو والاتحاد الأوروبي لكسر سياسة العقوبات التي تنتهجها بروكسيل ضد موسكو، وكذلك موقف أثينا الممانع لهذه السياسة وفقا لتصريحات ممثلين عن القيادة اليونانية" وبحث القضايا الدولية الملحة، فضلا عن التطرق الى الوضع الاقتصادي الحالي في اليونان. وأضافت الصحيفة أن زيارة لتسيبراس تعد الأولى من نوعها إلى العاصمة الروسية موسكو بعد توليه منصب رئيس وزراء اليونان،حيث تأتي في ظل توتر العلاقات بين روسيا والدول الغربية على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات المتبادلة بين الطرفين، وتوتر العلاقة بين اليونان نفسها ودول منطقة اليورو على خلفية أزمة الديون اليونان. وفي نفس السياق وعشية زيارته لموسكو أجرى رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس حوارا مع صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أشار فيه الى أن زيارته للعاصمة الروسية موسكو تعد فرصة جيدة لوضع أسس جديدة للعلاقات الروسية-اليونانية، وإعطاء دفعة جديدة للعلاقات التي لها جذور تاريخية عميقة جدا في النضال المشترك ، مضيفا في هذا الصدد ان هذه العلاقات عرفت في السنوات الماضية فتورا وبرودة . وقال رئيس وزراء اليوناني للصحيفة ، انه يجب أن ندعم ذلك، وان ندفع بالعلاقات إلى تنمية حقيقية ،مبرزا أننا نتواجد في وضع جيوسياسي متوتر بشكل خاص، و نواجه تحديات مشتركة، ونحن بحاجة لمعرفة كيفية مواجهتها. وأشار الى انه من الضروري أن نفهم الشعوب والبلدان ويمكن أن نتعاون بالفعل في العديد من المجالات التي تهم الاقتصاد والطاقة والتجارة، والزراعة، وسنرى ما في وسعنا ان نقدمه لمساعدة بعضنا البعض. وعلى صعيد آخر أشارت الصحف الى قلق واشنطن من تطوير العلاقات الروسية التشيكية وقالت أن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما ( البرلمان الروسي ) أن واشنطن أظهرت خوفها من الفشل في عزل روسيا، وذلك بموقفها من زيارة رئيس التشيك المقبلة لموسكو لإحياء ذكرى النصر. وكان الرئيس التشيكي ميلوش زيمان قد أعرب عن استيائه من استنكار السفير الأميركي لدى براغ نيته زيارة موسكو لإحياء الذكرى ال70 للنصر على النازية، رافضا لقاء السفير في قصره. وأضاف"لا أستطيع تصور السفير التشيكي في واشنطن ينصح الرئيس الأميركي حول وجهة سفره".