اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء،بموضوع الإرهاب، والانقلاب العسكري الفاشل في تركيا، وتطورات الأزمة اليمنية،ومواضيع أخرى محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال عن الوضع في تركيا عقب الانقلاب العسكري الفاشل الذي عرفته قبل أيام معربة عن اعتقادها بأن الانقلاب دفع بالرئيس التركي طيب أردوغان إلى " التجاوز" في الانتقام من خصومه . وأضافت الصحيفة أن رد فعل أردوغان من شأنه أن يساهم في " زيادة الانقسام الداخلي" في البلاد مشيرة إلى أن مشاكل تركيا الداخلية والخارجية قبل الانقلاب الفاشل "سوف تتضاعف وتصبح أكثر خطورة في المرحلة القادمة". أما صحيفة (الجمهورية) فتحدثت في افتتاحيتها عن عودة مصر لدورها الإقليمي والعربي مشيرة في هذا الصدد إلى مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة الاتحاد الإفريقي التي عقدت بكيغالي والاتصالات التي أجراها مع القادة الأفارقة دعما للعلاقات الثنائية، وعملا نحو وحدة القارة. وأضافت أن السيسي سوف يشارك بعد أيام في القمة العربية بنواكشوط "وسط تفاؤل عربي بانطلاق جامعة الدول العربية(..)برؤية عربية جديدة تتفق عليها القمة العربية كي تحفر الدول العربية مكانها الذي تستحقه وسط دول العالم". أما صحيفة (المصري اليوم) المستقلة فتحدثت عن سد النهضة التي تقوم إثيوبيا ببنائه على نهر النيل وموقف مصر الرافض لتأثيره على حصتها من المياه ونقلت عن وزير المياه والكهرباء الإثيوبي موتوما ميكاسا قوله إن موقف بلاده من مفاوضات سد النهضة لم يتغير مشددا على أن إثيوبيا لن توقف بناء السد انتظارا لنتائج الدراسات الفنية بع التعاقد مع المكتب الاستشاري الفرنسي . وأعلن أن بلاده تخطط لإنشاء المزيد من السدود على جميع الأنهار التى تنبع من الهضبة الإثيوبية، ومستعدة لتخفيف الآثار السلبية لسد النهضة، بالتنسيق مع مصر والسودان، إذا أكدت الدراسات الفنية وجود أضرار خطيرة من المشروع. وفي البحرين، قالت (الوطن) إنه ليس واردا التراجع في تجربة سياسية تطورت كثيرا، ولا تراجع في مسيرة الإصلاح والتحول الديمقراطي، بل يجب ترك التجربة تتطور كما هي، وتعزيز تطبيق القانون على جمعيات مازالت تتجاوز القوانين الوطنية، مؤكدة أن "الجماهير هي القوة الوطنية الأولى، وهي التي تتحكم في مثلث النفوذ السياسي في النظام". وأوضح رئيس تحرير الصحيفة أنه خلال الفترة التي أعقبت الأزمة الأخيرة تغير المشهد السياسي، وتراجع نفوذ الجمعيات السياسية الدينية، وبعض الجمعيات المخالفة للقانون تم حلها وانتهت، مشيرا إلى أن البعض عول على المستقلين، والبعض الآخر طالب بظهور قوى سياسية جديدة بعيدة عن الايديولوجيا، وبين الخيارين تظهر مطالبات ثالثة تتعلق بإنهاء تجربة الجمعيات السياسية في البحرين رغم أنها الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي. ومن جهتها، انتقدت صحيفة (أخبار الخليج) الموقف البريطاني والأمريكي حيال حكم القضاء البحريني بحل جمعية (الوفاق)، مشيرة إلى أن التأمل في هذا الموقف يفضي إلى نتيجة مفادها أن البلدين لا يدركان على الإطلاق حقيقة الأوضاع في البحرين وفي المنطقة، وإما أنهما يدركان لكنهما يريدان مزيدا من الدمار والخراب لهذه المنطقة من العالم. وأكد رئيس تحرير الصحيفة، في رسالة مفتوحة لوزيري خارجيتي البلدين، أن البحرين دولة مستقلة، ومن واجبها أن تحمي مواطنيها والمقيمين فيها بكل ما تملك من قدرة وطاقة، متسائلا: "ألا تعرفان أو تفهمان ما فعلته بلادكم بمنطقتنا؟ هل تريدان للبحرين أن تكون عراقا آخر؟ أو سوريا أخرى؟ أو ليبيا أخرى؟ لا.. يستحيل أن نسمح بحدوث هذا لبلادنا باسم حقوق الإنسان الغربية (..) وإننا لنتعجب حقا.. لماذا أنتم مهتمون إلى هذا الحد، وتدافعون إلى هذا الحد، عن حزب ثيوقراطي يتلقى أوامره من طهران، ورفض كل أشكال الحوار، لأن مصيره ليس بيده؟". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تولت قبل أيام قليلة زعامة حزب المحافظين ، ثم رئاسة الحكومة كثاني سيدة بعد مارغريت تاتشر تريد التشبه بها، من حيث قوة الشخصية والقرار وامتلاك الشجاعة والتميز، لعلها تحصل على لقب يليق بها أيضا. وأبرزت الصحيفة في هذا السياق أن ماي ، اختارت منذ البداية قضية تعتبر في حد ذاتها إشكالية كبيرة وخطيرة، وتمس السلام العالمي، حين أعلنت استعدادها للجوء إلى استخدام السلاح النووي. واعتبرت الافتتاحية أن القيادة القوية هي القيادة الحكيمة الواعية القادرة على اتخاذ القرارات الصحيحة في أحلك الظروف وأشدها، والتي تستخدم قوتها لصالح بلادها والبشرية، مضيفة أن ما أعلنته ماي يؤشر إلى سلوك مستقبلي خطر، لا يبشر بقيادة رشيدة وحصيفة لبريطانيا. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن ذهاب الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع علي صالح لمشاورات السلام في الكويت، كان بهدف أخذ فرصة لتنظيم أوضاعهم الميدانية بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم من جراء غارات قوات التحالف العربي، التي أثبتت فاعليتها وحررت مدنا وقطاعات كبيرة من أرض اليمن من أياديهم. وبحسب (البيان)، فقد باتت واضحة للمجتمع الدولي كل محاولات الانقلابيين لإعاقة السلام في اليمن، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي وافقت فيه الحكومة اليمنية على العودة للمفاوضات لتكون الفرصة الأخيرة، فإن الانقلابيين عادوا للمفاوضات ليفشلوها، والدليل على ذلك تراجعهم عما التزموا به مع العودة للمفاوضات. أما صحيفة (الوطن)، فأشارت من جانبها في افتتاحيتها، إلى أن الترقب يبدو اليوم سيد الموقف في تركيا، وذلك في انتظار الأحداث التي تعقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في البلاد، وما سينتج عنها. وأشارت إلى أن العالم يتخوف اليوم من تحول التطهير الذي يقع في تركيا والذي شمل الآلاف من القضاة والجنرالات العسكر والموظفين والمحافظين إلى انتقام وتصفية للخصوم، وبالتالي فإن تشديد حلفاء أردوغان وخاصة في (الناتو) حول أهمية سيادة القانون والسلطات الدستورية يحمل تحذيرا مضاعفا حيال التطورات والنتائج. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، في مقال، أن انقلاب أردوغان على "الجمهورية الأتاتوركية"، وتطهير الجيش وأجهزة الدولة، ومطالبته بإعادة عقوبة الإعدام التي توقف تنفيذها قبل أكثر من عشر سنوات ، أمور ليست بالسهلة، وإن رآها البعض من حقه فعل ذلك كردة فعل على محاولة الانقلاب الفاشل، "إلا أنها تضع الدولة التركية على صفيح ساخن، ومستقبله السياسي في خطر". وأشارت الصحيفة إلى أن الموقف الدولي يفهم منه أن هناك "عدم رضا" على انقلاب أردوغان، وهو ما قد يضع الدولة التركية في دوامة القلاقل الداخلية والخارجية، وتغيير مواقف أوروبا وأمريكا سياسيا وتجاريا في تعاملها مع تركيا أردوغان الجديدة، "كما أن البطش بالمؤسسة العسكرية بهذه الطريقة، يعتبر حكاية أخرى تحتاج إلى التأمل والتمحيص". من جهتها، تحدثت صحيفة (الدستور) عن موضوع الإرهاب، فكتبت أن هذه الآفة هي اليوم معضلة هذا الزمان، وقد تكون مشكلة الحكومات على اختلافها و تباينها، مشيرة في مقال إلى أنه ولإحداث النقلة النوعية المطلوبة من حالة الهمجية والبربرية نحو المدنية الحقة، "نحتاج" كبشر إلى إحداث تغيير جوهري في التركيبة الفكرية للناس. وأضافت "أننا بحاجة ماسة لخلق الفكر البنائي والثقافة التنويرية العقلانية الإنسانية الرافضة للعصبية والتطرف والعنف"، وللتغلب على ثقافة الإرهاب، تضيف الصحيفة، "علينا كأفراد بداية الخروج من حالة الأنا المنغلقة القسرية الرافضة للآخر"، وعلى الدول والحكومات بالمقابل التأكيد على غرس ثقافة أكثر تحضرا و إنسانية، وبالتالي "هكذا نحارب جذور الإرهاب الفكري وكذا لعنة هذه الظاهرة". أما صحيفة (الغد)، فتناولت في مقال موضوع الانتخابات البلدية الفلسطينية، واعتبرت أنه إذا ما أجريت هذه الانتخابات في موعدها المقرر في أكتوبر المقبل، ستكون حركة "فتح" قد سجلت انتصارا جديدا، يتمثل في تنظيم الانتخابات والاستمرار فيها؛ في البلديات والاتحادات الطلابية والنقابية، بالمقارنة مع حركة "حماس" التي توقفت الانتخابات في ظل سيطرتها على قطاع غزة. وأشارت إلى أنه، في المقابل، فإن الانتخابات قد تكون علامة فارقة من حيث كونها مؤشرا مهما على القوة والشعبية، مضيفة أنه هذه المرة، بحسب بعض التقارير، سيدخل لاعب جديد هو "الدحلانيون"، أي "جماعة" العضو المفصول من حركة "فتح" محمد دحلان، الذي اختار أن يعيش في الخارج، عندما بدأت ملاحقته قانونيا وقضائيا من قبل السلطة الفلسطينية بعد خلافاته مع قيادة الحركة. وبلبنان، أبرزت (الجمهورية) أن الاهتمامات السياسية أمس توزعت بين التطورات الداخلية، منها جلسة الحوار الجديدة بين (حزب الله) وتيار (المستقبل)، وبين التطورات الإقليمية التي يتصدرها المشهد التركي والتفاعلات والمضاعفات الناجمة من الانقلاب، وما يرافقها من مواقف إقليمية ودولية تطرق بعضها إلى الأزمة السورية. أما (الأخبار) فعلقت على أزمة الانترنيت "غير الشرعي" بالبلاد، مشيرة الى أن تشعبات الهدر في الدولة أكثر من أن تحصى، الى حد أنه بعضها "يتجاوز المنطق". وذكرت في هذا الصدد أن ما تداولته في لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، أمس، شكل مفاجأة على هذا الصعيد، إذ أشارت اللجنة الى أن "الدولة اللبنانية كانت تبيع الانترنت لنفسها"، والمفاجأة أيضا، تقول الصحيفة، "التي ظهرت كشفت أن الدولة كانت قد اتخذت وسيطا، يشتري من الدولة، ثم يبيع لها، بعد أن يحقق أرباحا تصل إلى نحو 250 في المائة. وفي ذات السياق أوضحت (السفير) أن ملف الانترنت غير الشرعي لا يزال يقاوم "فيروس الوقت والأشباح"، مشيرة الى أن هذا الملف عاد الى الضوء من بوابة لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، لتتكشف مع نهاية جلستها، أمس، وقائع إضافية في هذه القضية، "المتشعبة الأبعاد والشبهات"، والتي قدرت ما رتب على الدولة خلال عامين ونيف هدرا ماليا، يقارب مبلغ النصف مليار دولار. من جهة أخرى اهتمت (المستقبل) بجلسة الحوار بين (تيار المستقبل)، الذي يتزعمه سعد الحريري، و(حزب الله)، مساء أمس، والتي توافق فيها الجانبان على ضرورة المضي قدما في إقرار ميزانية الدولة، معلقة أن أي تبدل لم يطرأ في موقف حزب الله إزاء الاستحقاق الرئاسي.