اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأحد،بجملة مواضيع في مقدمتها القمة الإفريقية التي تعقد بكيغالي، والمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا،وموضوع الإرهاب ،فضلا عن قضايا محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (القمة الإفريقية) عن مؤتمر قمة الاتحاد الإفريقي التي تنطلق بكيغالي وقالت إنها تمثل "نقلة نوعية جديدة " في مسيرة العمل الإفريقي المشترك مبرزة أن القمة اختارت كشعار لها لهذه الدورة "2016 عام لحقوق الانسان مع التركيز على حقوق المرأة" وهو ما يعكس مدى الاهتمام الذي أصبحت توليه إفريقيا لحقوق الانسان بها. وأشارت إلى القضايا التي ستناقشها القمة كالوضع بجنوب السودان وموضوع الإرهاب الذي يضرب أكثر من منطقة في القارة والأزمة في ليبيا وغير ذلك من القضايا فضلا عن التكامل الاقتصادي، وإنشاء المنطقة الاقتصادية الحرة، وزيادة حجم التجارة البينية. أما صحيفة (الأخبار) فتناولت في مقال موضوع محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا وقالت إن "الغموض" هو الوصف الدقيق للحالة التركية، وهو الأكثر صحة للتعبير عما هو قائم حاليا هناك، رغم فشل المحاولة الانقلابية. وأعربت عن اعتقادها بأن صورة تركيا ووضعها الاقليمي ووزنها على الساحة الدولية والشرق أوسطية بالذات، سوف تتعرض لتغير كبير نتيجة ما جرى خلال مساء الجمعة وفجر السبت الماضيين. أما صحيفة (المصري اليوم) المستقلة فتحدثت عن البدء في إنتاج فيلم (المسيح) بتمويل يبلغ أكثر من 140 مليون دولارونقلت عن منتج الفيلم محمد عشوب قوله إنه حصل على موافقة الكنيسة على التصوير، وإن البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الراحل، قرأ السيناريو وأثنى عليه قبل وفاته. وأضاف أن الفيلم عالمى، وتشارك فى تمويله أكثر من جهة إنتاج عربية وأجنبية، مشيرا إلى أنه سيتم اختيار أحد المواهب من المسرح الكنسى لأداء شخصية السيد المسيح، بعد أن يشاهد المخرج أحمد ماهر عددا منهم لاختيار أحدهم، كما رشح الفنانة الإيطالية مونيكا بيلوتشى، والممثل الاسكتلندى شون كونرى، لبطولة العم وقال إن العمل يحمل طابعا دينيا وسياحيا . وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن أهم درس في الأحداث التي عرفتها تركيا هو "الشعب الذي أنهى المحاولة الانقلابية خلال ساعات قليلة، وأكد تمسكه برئيسه وحكومته والشرعية الدستورية"، موضحة أن "الإستقواء بالشعب هو الدرس الأهم في انقلاب البحرين، وانقلاب تركيا. وهذا ما يجب العمل عليه دائما في بيئة الشرق الأوسط التي تتميز باستقرار الفوضى، بعد انتهاء مرحلة الفوضى الخلاقة". وأبرز رئيس تحرير الصحيفة أن دول المنطقة مطالبة بإعادة تقييم علاقاتها مع شعوبها، فهي الفيصل في أي أزمة سياسية، وأن فكرة الإستقواء بشخصيات سياسية، أو جمعيات سياسية، أو تيارات سياسية فكرة تقليدية فاشلة، مشددا على أن "الاستقواء بالشعب هو الأهم في كافة المراحل السياسية لتطور الدولة، أثناء الأزمات، وبعدها، والتعويل على الإستقواء بأطراف أخرى دائما ما تكون نتيجته فاشلة، ولن يبني أمنا أو استقرارا أو تحولا ديمقراطيا أبدا". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (أخبار الخليج) أن قوة تركيا تكمن في وعي الشعب والتفافه حول خياراته، وأن الأتراك خرجوا دفاعا ليس عن الرئيس أردوغان وحزبه، ولكن دفاعا عن الديمقراطية التركية، ذلك أنهم "رفضوا الانقلاب منذ دقائقه الأولى، لأنهم يعلمون أنه إن نجح فسيدمر تركيا، ولن يقوم لديمقراطيتها رأس بعد ذلك"، معتبرة أن ذلك الدرس هو "أقسى الدروس، لنخب ثقافية ودينية وإعلامية، مستعدة لأن تبيع وطنيتها ومواقفها لأجندات ومصالح شخصية أو حزبية أو أجندات خفية مشبوهة". ومن ناحيتها، قالت صحيفة (الوسط) إن الشعب التركي اعتمد على المقطع الصوتي القصير جدا لأردوغان لكي يعلم ما يحدث حوله، وأيضا ليتواصل مع رئيسه، مشيرة إلى أنه "عند الأزمات تعرف مدى قرب الشعب من الحاكم، حتى المعارض معه، فلقد وقف الجميع وقفة سيدرسها التاريخ السياسي على مدى قرون". وعزت الصحيفة وقوف المعارضة إلى جانب أردوغان إلى "شرعية الدولة المدنية وإبعادها عن المؤسسة العسكرية والأحكام العرفية"، مؤكدة أن أردوغان "لن ينسى ما قام به شعبه، سواء كان مواليا أو معارضا، وسيعيد حساباته بالطبع، لأن الوطن أهم من كل شيء (..)، و12 ثانية كانت كافية هذه المرة لإرجاع الأمور إلى نصابها". وبالإمارات، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن العمل الإرهابي، الذي استهدف المحتفلين بالعيد الوطني الفرنسي في مدينة نيس، يعد تطورا نوعيا في طريقة عمل الجماعات الإرهابية، ولجوئها إلى أساليب غير معتادة في العمليات الإرهابية التي درجت على أسلوب العمليات الانتحارية والتفجيرات وإطلاق النار. وأبرزت الصحيفة أن هذه الجريمة الإرهابية بمعناها ونتائجها لا تستهدف فرنسا فقط، هي في الحقيقة "تستهدف الإنسانية جمعاء"، مضيفة أن اللافت في عملية نيس أن الإرهاب لجأ إلى أسلوب مخاتل وخادع. وشددت (الخليج) على أن الإرهاب هو خطر يطال الجميع من دون استثناء، وعلى الجميع الانخراط الجدي في معركة استئصاله. والمواجهة تقتضي التنسيق والتخطيط المشترك. ومن جانبها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها، أن دولة الإمارات العربية المتحدة كرست ثقافة الابتكار كنهج عمل للحكومة ومختلف جهات القطاعين العام والخاص، والأفراد، بحيث باتت الإمارات بحق وطنا للابتكار، وبات الآخرون يتطلعون إليها، وينتظرون الجديد من إبداعاتها وابتكاراتها ومبادراتها في مختلف المجالات. وأوضحت أن المتابع لمبادرات حكومة دولة الإمارات في السنوات القليلة الماضية يرى بوضوح روح الابتكار والإبداع في نتائج وإنجازات هذه المبادرات، وهو ما أدى إلى وصول دولة الإمارات للمراتب الأولى عالميا. أما صحيفة (الوطن)، فأكدت في افتتاحيتها، أن المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا أتت لتبين إمكانية تعرضها لهزات كبرى تفاقم من توتر المنطقة التي شهدت خلال السنوات الأخيرة أحداثا تهدد مصير دول عدة كما في سوريا والعراق. وأشارت الافتتاحية إلى أن المتابع للوضع الداخلي التركي يعي جيدا الانقسامات التي يمكن أن تنفجر في أي لحظة قبل أن تخلص إلى القول إن تركيا اليوم أحوج ما تكون للاستقرار والأمن وبسط السلطة الدستورية لأن ذلك سوف ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة بحكم كونها دولة مركزية ورئيسية بإمكاناتها، وأي خلل أو انفجار في الوضع الداخلي قد ينتج أزمات كبرى تضاف إلى مشاكل المنطقة. وبالأردن، كتبت صحيفة (الرأي) في مقال بعنوان "انقلاب مشبوه كان يجب إفشاله"، أن محاولة الانقلاب العسكري، التي جرت في ساعة متأخرة من مساء يوم الجمعة في تركيا كان يجب أن تفشل، مشيرة إلى أن نجاحها كان سيعني انتكاسة كبيرة في مسيرة هذه الدولة الإسلامية، التي تحتل موقعا "استراتيجيا" هاما بين الغرب الأوروبي والشرق الأسيوي والتي كانت جربت الانقلابات العسكرية على مدى نحو قرن بأكمله. واعتبرت أن تركيا بدأت مسيرتها الديموقراطية، التي حققت إنجازات هائلة ، عمليا مع حزب العدالة والتنمية والمعروف أن الانتعاش الاقتصادي الهائل يأتي في مقدمة هذه الإنجازات مما يعني أن نجاح هذه المحاولة الانقلابية كان سيؤدي إلى العودة إلى تلك الأيام السوداء البائسة وإلى قلب المعادلات السياسية في الشرق الأوسط كله لغير مصلحة العرب وعلى غرار ما كانت عليه الأوضاع قبل أن تدير تركيا وجهها، وإن ليس استدارة كاملة، تجاه هذه المنطقة "العربية" وتجاه قضاياها الضاغطة وعلى رأسها القضية الفلسطينية . وفي السياق ذاته، وفي مقال بعنوان "الشعب يسقط الانقلاب..!"، كتبت صحيفة (الدستور) أن الانقلاب الفاشل الذي جرى في تركيا لم يكن هدفه إنهاء حكم أردوغان وحزب العدالة والتنمية وإعادة الاعتبار لحكم العسكر فقط، وإنما كان الهدف إسكات صوت الشعب التركي وكسر إرادته وإلغاء منطق "الصناديق"، ثم القبض على روح الثورات العربية التي كانت تركيا أكبر الداعمين لها، تمهيدا لتعميم العسكرة في المنطقة، وإعادة الشعوب إلى بيت الطاعة. أما صحيفة (الغد)، فكتبت بدورها في مقال لرئيسة تحريريها بعنوان "الديمقراطية تنتصر" أنه ثمة دروس مهمة من ليلة محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم مشيرة إلى أن الشعب نزل إلى الشارع ليحمي منجزه الديمقراطي، فكان أحد عوامل فشل الانقلاب، انحيازا للرئيس ربما، لكن بدرجة أكبر حفاظا من هذا الشعب على ما حققه في السنوات الماضية من حياة مدنية ديمقراطية. وأضافت أن الشعب التركي كان هو الورقة الرابحة في تلك الليلة، "خصوصا أنه يدرك تماما معنى الحكم العسكري، بعد أن عانى كثيرا من الانقلابات العسكرية، فيما جنى مكتسبات الحكومات الآتية عبر صندوق الانتخابات، سواء كانت مكتسبات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية".