عندما يتحدث رجب طيب أردوغان عن مصر يهتز عرش قادة الانقلاب العسكري على الرئيس المصري محمد مرسي وترتعد فرائصهم، فيصفونه، وكل من يدافع عن شرعية مرسي وأحقيته بالعودة إلى كرسي السيد الأول في مصر، (يصفونه) بالمساند للظلامية والإرهاب، ويدعونه إلى عدم التدخل في شأنهم الداخلي، خطاب لا يوجهونه إلى دول أخرى تتدخل مباشرة! لقد كان موقف تركيا واضحا منذ تلاوة البيان "المشؤوم"، شأنها في ذلك شأن الديمقراطيات العالمية العتيدة التي تراوحت بين وصفه بالانقلاب على الديمقراطية أو إبداء القلق حيال ما ستؤول إليه الأمور بأم الدنيا، وهو تعبير ضمني على أن الأمر يتعلق بانقلاب عسكري، فقالت حينها، أي تركيا "إن ما حصل بمصر انقلاب عسكري" نقطة إلى السطر. أردوغان هاجم انقلابيي مصر على مائدة في حفل إفطار في هذا الشهر الفضيل، حسبما نقلته صحيفة "تودايز زمان" التركية في عددها ليوم الأحد، وقال "في الوقت الراهن، رئيس مصر بالنسبة لي هو مرسي، لأنه منتخب من قبل الشعب"، وتابع "إذا لم ننظر إلى الوضع على هذا النحو، فإننا نتجاهل شعب مصر، وذلك يعني تجاهل نفسك، لأننا في تركيا نحترم إرادة الشعب"، وانتقد الانقلابيين حين قال "كنا سنحترم النظام الانقلابي إذا فاز في صناديق الاقتراع"، متسائلا "لماذا وجدت صناديق الاقتراع؟ نتائجها تعكس إرادة الشعب، وهي الوحيدة التي تختار الحكومة التي ستسير شؤون البلاد، وإذا توقفت نجاحاتها فمن اللازم العودة إلى صناديق الاقتراع، وللشعب حين ذلك أن يحاكمها من خلال أصواته"، قبل أن يؤكد أن "الدور الوحيد للجيش هو حماية حدود البلاد، وليس الحكم". ولم تسلم دول الخليج الداعمة للانقلابيين من سهام رئيس الوزراء التركي حين قال "إن دولا أجنبية لم تدعم حكومة مرسي مالياً خلال رئاسته لسنة واحدة، في المقابل أبدت سخاء استثنائيا حين تعهدت بتوفير 16 مليار دولار لنظام الانقلاب في مصر"، في إشارة إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية والكويت التي باركت الانقلاب العسكري منذ أول وهلة وهنأت عدلي منصور الذي وضعه العسكر مكان مرسي في القصر الجمهوري. أردوغان لم يفوت فرصة حفل الإفطار للتذكير بما عانته تركيا من ويلات الانقلابات العسكرية في الماضي، وهو الأمر الذي لا يريده الزعيم التركي أن يراه يتكرر في مصر ويعاني الشعب المصري من تبعاته السلبية، مشددا بلهجته القوية المعتادة في كل خطاباته "قلبنا ينبض مع الشعب المصري، ومع أولئك الموجودين في ميدان التحرير وهؤلاء الموجودين في ميدان رابعة العدوية، أعتقد أن أولئك الموجودين في ميدان التحرير لا يعرفون الحقيقة، وعندما يعرفونها سينضمون إلى إخوانهم في رابعة العدوية".