دعا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال حديثه أمام حشد من أنصاره في إسطنبول، مساء اليوم السبت، الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى اعتقال وتسليم فتح الله غولن، الداعية والمفكر التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا، والذي يتهمه بالوقوف وراء محاولة الانقلاب التي فشلت مساء أمس فى تركيا. وخلال كلمته شكر أردوغان القضاء وقوات الأمن التركيين لإصدار وتنفيذ أوامر اعتقال المتورطين بمحاولة الانقلاب، كما دعا المواطنين الأتراك إلى الاستمرار في التظاهر طوال الأسبوع، معتبرا أن محاولة الانقلاب قامت بها "أقلية داخل القوات المسلحة تشكل ورما خبيثا في صفوفها والعمل جار على استئصاله". وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم قد قال قبل ساعات إن بلدا يستضيف "زعيم الكيان الموازي" في مصطلح تستخدمه السلطات التركية للإشارة إلى جماعة غولن "لا يمكن أن يكون صديقا لتركيا". وكان أردوغان قد حمل منذ بداية ظهوره علنا عقب الانقلاب جماعة غولن المسؤولية عن القيام به، بينما نفى هذا الأخير أي تورط في محاولة الانقلاب، مدينا إياها، في وقت طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم تركيا بتقديم أدلة تثبت تورط غولن في العملية الانقلابية. وندد الداعية والمفكر التركي فتح الله غولن المقيم في المنفى في الولاياتالمتحدة، "بأشد العبارات" بمحاولة الانقلاب في تركيا، وقال "أنفي بصورة قاطعة مثل هذه الاتهامات". وقال غولن "لا علاقة لي بمحاولة الانقلاب ولا أعرف من هم أتباعي الذين يتحدث عنهم أردوغان. وفي كل مرة يحدث فيها انقلاب في تركيا يتم اتهامي"، مضيفا في تصريحات خاصة لقناة "سكاي نيوز عربية" أقول لأردوغان وأعرف أنه لن يسمع رسالتي، أصلى من أجلي وأجلك ومن أجل سلام تركيا". وزاد الداعية التركي أن "الشقاق بيني وبين أردوغان بدأ في فترة ولايته الثانيه حين أستخدم الديمقراطية لدعم مشروعه الشخصي". مضيفا "أردوغان استخدم النظام القضائي لتدعيم حكمه وهو يتهمني بدعم أطراف في تركيا لا أعرف عنها شيئا". من جهته قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه لم يتلق أي طلب لتسليم غولن، معربا عن استعداد واشنطن لمساعدة أنقرة بالتحقيقات عقب فشل محاولة الانقلاب في تركيا الليلة الماضية. وأضاف كيري الذي يزور لوكسمبورغ اليوم السبت إن واشنطن لم تتلق طلبا لتسليم غولن، لكنها تتوقع أن "تثار أسئلة بشأنه"، داعيا الحكومة التركية إلى تقديم كل الأدلة بشأن تورط غولن في المحاولة الانقلابية، وقال "الولاياتالمتحدة ستتسلمها (الأدلة) وتدرسها وتقرر ما هو مناسب".