اهتمت الصحف الصادرة ببلدان أمريكاالجنوبية، على الخصوص، باحتفالات الذكرى المئوية الثانية لاستقلال الأرجنتين وبالاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم للتصويت على مقترح يتعلق بتحويل الدوري المحلي من صيغته الحالية إلى بطولة على شاكلة الدوريات الأوروبية، وكذا بآثار الأزمة الاقتصادية بالبرازيل على قدرة الحكومات المحلية على دفع رواتب الموظفين. وتناولت أيضا آخر تطورات استقالة رئيس مجلس النواب البرازيلي، إدواردو كونيا، وإجراء عزل الرئيسة ديلما روسيف، المعلقة مهامها حاليا من قبل مجلس الشيوخ، فضلا عن إصلاح النظام التعليمي بالشيلي وسبل مكافحة اعمال العنف في منطقة أراوكانيان، جنوب هذا البلاد الأمريكي اللاتيني. فبالأرجنتين، توقفت الصحف المحلية عند الاحتفالات التي شهدتها الأرجنتيني بمناسبة الذكرى المئوية الثانية لاستقلالها وكذا بالاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم للتصويت على مقترح يتعلق بتحويل الدوري المحلي من صيغته الحالية إلى بطولة على شاكلة الدوريات الأوروبية. وأبرزت الصحف أن العاصمة بوينوس أيرس شهدت، في إطار الاحتفالات المخلدة لهذه الذكرى، استعراضا شاركت فيه العديد من الفرق الموسيقية العسكرية المحلية والأجنبية، تحت أنظار الآلاف من الأرجنتينيين وبحضور الرئيس ماوريسيو ماكري وعدد من المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين، مبرزة التفاعل الكبير الذي ابداه الأرجنتينيون مع اداء هذه الفرق منذ انطلاقها من شارع "ليبرطادور (المحرر)" الشهير، الذي سارت فيه، ولمسافة تفوق الكيلومترين، حتى الوصول إلى داخل ملعب البولو، حيث قدمت عروضها تباعا. كما أبرزت الصحف الأداء الجيد والملفت الذي قدمته الفرق الأجنبية المشاركة في هذه الاحتفالات، وبينها الفرقة الموسيقية التابعة للقوات الجوية الملكية، مشيرة إلى أن الاحتفالات بذكرى استقلال الأرجنتين عن إسبانيا في تاسع يوليوز من سنة 1816، عرفت حضور فرق عسكرية موسيقية من كل من بوليفيا والبرازيل والشيلي واسبانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا والباراغواي والبيرو والأوروغواي، فضلا عن المغرب، البلد العربي والإفريقي الوحيد المشارك في الاحتفالات. رياضيا، تطرقت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" إلى الاجتماع الاستثنائي الذي سيعقده أعضاء الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم للتصويت على مقترح مثير للجدل يتعلق بتحويل الدوري المحلي من صيغته الحالية، حيث يتنافس على اللقب 30 فريقا في إطار مجموعتين، إلى بطولة على شاكلة الدوريات الأوروبية تحت مسمى "سوبر ليغا". وأشارت الصحيفة إلى أن مؤيدي المقترح يرون أنه سيساهم في زيادة تنافسية الكرة الأرجنتينية وإشعاع الدوري المحلي وتعزيز الاستقلالية المالية للأندية عن الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم الذي يمر بدوره بأزمة مالية خانقة وفي رفع مداخيل الأندية الكروية، في حين يرى معارضوه أنه سيساهم في زيادة الهوة الكروية والمالية بين الأندية الكبرى والصغرى. وأضافت اليومية أن أبرز نقطة خلافية بين مسؤولي الأندية الكروية الأرجنتينية تتمثل في كيفية توزيع عائدات حقوق البث التلفزي للمباريات المحلية والقارية التي تخوضها الفرق الأرجنتينية، والتي يشرف "برنامج حرة القدم للجميع" الحكومي على تدبيرها. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية بآثار الأزمة الاقتصادية بالبلاد على قدرة الحكومات المحلية على دفع رواتب الموظفين، وبآخر تطورات استقالة رئيس مجلس النواب، إدواردو كونيا، وإجراء عزل الرئيسة ديلما روسيف، المعلقة مهامها حاليا من قبل مجلس الشيوخ. وكتبت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن الأزمة الاقتصادية البرازيلية ساهمت في عجز حكومات الولايات البرازيلية أكثر فأكثر عن تسديد أجور الموظفين وتكاليف الخدمات. وذكرت اليومية أن الديون التي راكمتها الحكومات المحلية بلغت 4ر11 مليار ريال، بزيادة بنسبة 82 في المائة قياسا بنفس الفترة من السنة الماضية، مشيرة إلى أن معظم هذه الديون هي عبارة عن خدمات غير مدفوعة الأجر، وإلى أن الحكومات اضطرت أمام هذا الوضع إلى الشروع في دفع الأجور على دفعتين أو ثلاث دفعات، ما قد يفضي بها إلى نفس وضعية حكومة ولاية ريو دي جانيرو التي اضطرت إلى إعلان حالة الطوارئ حتى تحصل على موارد مالية طارئة. وأضافت الصحيفة أن ولاية ريو حصلت على هذه الموارد الطارئة لضمان تمويل تنظيم دورة الألعاب الأولمبية القادمة (من 5 إلى 21 غشت المقبل)، في حين سيتعين على باقي الولايات انتظار موافقة مجلس الشيوخ للاستفادة من هذه التمويلات. وفي موضوع آخر، وصفت يومية "إستادو دي ساو باولو" استقالة إدواردو كونيا من رئاسة مجلس النواب بأنها "فرصة" ستسمح بإعادة تنظيم البرلمان وإقرار معايير جديدة من المسؤولية في تدبير الشؤون العمومية. وأوردت الصحيفة أن "خروج البلاد من أزمتها، يقتضي برلمانا بتركيبة تعطي الأمل للمجتمع"، مشيرة إلى أن ذلك يقتضي تحقيق الانسجام" الذي لم يتحقق حتى الآن وأن استقالة كونيا ليست سوى الخطوة الأولى لبلوغ ذلك. من جهتها نقلت صحيفة "أو غلوبو" عن وزير العدل، ألكسندر دي مورايس، قوله إنه كان من الحكمة إنهاء مسلسل إقالة الرئيسة روسيف، المتهمة بالإضرار بميزانية الدولة من خلال تلميع الحسابات العمومية، قبل انطلاق دورة أولمبياد ريو، مشيرا إلى أن الغموض الذي يثيره موضوع الإقالة يمكن أن يسهم في نفاد صبر البرازيليين ويدفع بهم إلى الخروج إلى الشارع للتظاهر والاحتجاج. وبالشيلي، ركزت الصحف المحلية اهتمامها على إصلاح النظام التعليمي وسبل مكافحة أعمال العنف في منطقة أراوكانيا (جنوب)، حيث تطرقت لانعقاد مجلس وزاري، الاثنين بقصر "لامونيدا"، مقر الحكومة، وذلك في أعقاب إحالة الحكومة مؤخرا لمشروع قانون على أنظار البرلمان يتعلق بإصلاح نظام التعليم العالي، مشيرة إلى أن هذا الإصلاح كان موضع انتقادات قوية من قبل المعارضة والحركات الطلابية. وذكرت صحيفة "إلميركوريو" أن الرئيسة باشليت ستستقبل في قصر "لامونيدا" وفدا برلمانيا، يضم عشرة نواب وأربعة أعضاء بمجلس الشيوخ، يمثلون منطقة أراوكانيا من أجل بحث سبل تفعيل سياسة تنموية جديدة في المنطقة ومكافحة أعمال العنف التي تشهدها هذه الأخيرة.