اعتبر سعد الدين العثماني، صبيحة الأحد 8 ماي، بقاعة 11 يناير الكبرى بفاس، أنه لأول مرة في تاريخ المغرب، يناقش المغاربة دستورهم قبل صدور مشروعه. وأكد رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، في مهرجان خطابي، نظمته الهيئات الموقعة على النداء الديمقراطي، وهي حركة التوحيد الإصلاح، وحزب العدالة والتنمية، والإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية، ومنظمة التجديد الطلابي، وشبيبة العدالة والتنمية، -أكد العثماني-، أن أهم شيء يريده المغاربة من اللجنة، هو وضع دستور يسمح بتحديث وتأهيل هياكل الدولة، بدون منطق التحكم في القرارات والمؤسسات، ليختتم مداخلته بالتأكيد أن الضامن لنجاح الورش الإصلاحي في المغرب هو استمرار ضغط الشارع والمواطنين. وذات الندوة اعتبر مصطفى الرميد، أن العهد الجديد اتسم بتأسيس حزب للدولة كواجهة لهذا العهد، داعيا إلى الوقوف ضد التحكم السلطوي للأحزاب، وإلى إسقاط حزب الهمة، وأكد الرميد أن هناك مطالب يجب أن تواكب مسيرة الإصلاح، منها إلغاء مظاهر القمع، ومحاسبة المفسدين والمتورطين في التجاوزات. وفي نفس السياق، أبدى امحمد الهلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، خشيته من أن تكون "كتائب الفساد والاستبداد أخذت زمام المبادرة لإسقاط مسيرة الإصلاح"، وطالب الهلالي بإطلاق سراح جل المعتقلين السياسيين، وفي مقدمتهم معتقلي ما يسمى السلفية الجهادية. وقال الهلالي أنه بعد أن بدأت الحركة تلمس مؤشرات الارتداد والنكوص، "قلنا اليوم سننخرط في الحراك الشعبي إلى جانب حراكنا السياسي، وقررنا المشاركة في المسيرة العمالية بالبيضاء، التي شارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، فتقاسمنا مع العمال عيدهم الأممي، وتعانق شباب النداء الديموقراطي مع شباب حركة 20 فبراير"، يقول الهلالي. بدوره حذر جامع المعتصم، رئيس المجلس الوطني للإتحاد الوطني للشغل بالمغرب، من العوائق التي قد تحول دون تحقيق الإصلاح، وذكر منها معسكر الفساد الغير مستعد للتنازل، والذي يعتبر أن أي إصلاح ضرب لمصالحهم، واعتبر المعتصم أن هناك حاجة لتأهيل الأحزاب السياسية والنقابات، لكي تكون قادرة على التفاعل مع الإصلاح، ودعا جامع المعتصم وزارة الداخلية إلى رفع يدها عن الانتخابات المغربية. هذا وأعربت عزيزة البقالي، نائبة رئيسة منتدى الزهراء، عن أملها أن يكون للأسرة موقع متميز في الدستور، وأم يكون أيضا موقع كريم للمرأة المغربية، وحملت البقالي الدولة المغربية مسؤولية حماية كرامة المرأة التي تهان وتستعبد في شركات تهجير الفتيات المغربيات للخارج، حسب قولها، وأضافت البقالي، "ليس لنا الإستعداد كمغاربة لأن نحكم بقوانين تخالف هويتنا وتخالف تشريعاتنا الإسلامية، ومستعدون للانخراط في مسير الإصلاح، دون المساس بثوابتنا الوطنية والدينية". وخلال نفس المهرجان الخطابي، ألقى مصطفى بابا الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية،كلمة، ألح فيها على أن الشعب يريد دستورا جديدا ينطلق من هويته، ويريد أيضا دولة ديموقراطية مدنية، واعتبر المتحدث أن المغرب اليوم، "أمام لحظة تاريخية وحاسمة تضعنا كشباب أمام خيارين، إما أن نكون أو لا نكون"، وأضاف قائلا، "ونحن اخترنا أن نكون، نتحد لحماية حقوقنا ومستقبل أبناءنا ووطننا، لحماية حقنا في العيش الكريم وفي تعليم جيد وقضاء مستقل". [email protected]