صدمة لايمكن استيعابها ولاتقبلها حتى في الاحلام والمنام فبالأحرى الحقيقة والواقع…؟!! لابد أن في الامر لبسا ولابد أن هناك خطأ فادحا أو حمقا غشى الادمغة وسكن القلوب وغلفها، ومرضا شديدا اكتسح الافئدة وكل الجوارح... فرغم تداول جل وسائل الاتصال لهذا الامر الجلل، لايزال العديد والعديد من الناس الحقيقيين والمؤمنين الصادقين في دهشة من أمرهم وفي مكان بين التصديق واللاتصديق، أحقا تم استهداف مسجد سيد الخلق، ورمز الاسلام ورافع لوائه ومدخل الناس في الاسلام والسلم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام !!؟ ... فلاتزال العديد من الاسئلة والاستنكارات تتناسل وتتناسل غير مستوعبة الضربة التي قسمت الدهر وألجمت ألاف الافواه من كثرة الصدمة وهول الفاجعة غير مصدقة هذا العمل الشنيع والغريب عن الاسلام ، هذا العمل الذي لن ولن يقوم به مسلم حقيقي حق ، مسلم يسلم أمره إلى خالقه ولايخشى ولايعبد إلا سواه وحده ولاشريك له، ولايرضى سنة غير سنن نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام. ولايقوم به مسلم يحترم الانسانية ويشفق على الحيوان ويرأف بكل المخلوقات بمافيها الشجر والحشرات... ويعمل جادا على سقيها وإطعامها ويتحاشى قتلها او دهسها عن غير قصد فبالأحرى بني ادم !!... الانسان الذي كرمه الله وقدسه وجعل امر محاسبته بيده... إنه سلوك غريب قمة الغرابة عن مسلم اغترف الدين الاسلامي من ينبوع الاسلام الحق، الذي اكتشفه سيد الامة الاسلامية الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ووزع مياهه الشافية من كل حقد وضغينة، وأوصى بالتسامح والتعايش وقدس الانسان وكرمه، الاسلام الذي حرم كما باقي الديانات الاخرى الاعتداء على المساجد والكنائس !!؟... وأنا بدوري كلما حاولت استيعاب هذا العبث وهذه المهزلة، تعود بي الذاكرة وكأنني فقط زرت قبر النبي البارحة وليس اواخر شهر مارس، حينما التقيت بمسلمين من مختلف بقاع العالم تختلف لغاتهم وعاداتهم ولهجاتهم لكن حجوا واجتمعوا من أجل هدف واحد أحد هو زيارة قبر النبي والبكاء والخشوع الاكبر عند قبره والطواف بالكعبة المشرفة وتجديد الايمان وتقويته، حقا لا أستطيع استيعاب هذا السعار الذي أصاب العالم ولم يحترم حتى المقدسات التي تحترمها كل الديانات وكل القوانين الوضعية ... !!!؟... ولا أستطيع الجزم بالقول على أن هذا السلوك من قبل مسلمين يحجون إلى قبر الرسول وبيت الله وتسبقهم دموع الايمان والخشوع وترفعهم خصالهم عن كل ماهو دنيء ومتدني ولاأستطيع أن أنسى تلك الصورالحقيقية، التي حفرت بذاكرتي وقلبي صور مسلمين متسامحين ومتحابين في الله ولا يوجد أي هدف اخر سواه، تلك الصورة التي اخذتها عند انضمامي أثناء زيارتي للديار المقدسة إلى الاف الحشود من المسلمين الحقيقيين الذين تنهمر أعينهم بدموع التوبة والخشوع في حضرة قبر النبي وبمكة المكرمة، تلك الحشود التي أبانت لي عن التسامح والتآزر وتقديم يد المساعدة للكبار والصغار وسيادة الكلمة الطيبة وعدم الغش في الميزان وعدم النفاق واحترام النساء وتقديرهن وغيرها من الشيم التي اوصى بها الاسلام. فقد كنت أتعمد الخروج وحدي و في وقت جد متأخر من الليل وباكرا أثناء وقت الفجر، ولا اجد سوى الاحترام ولا احد يحاول التحرش او غيرها من ثقافة التمييزوالاشاعات التي سمعتها مسبقا قبل ذهابي إلى الديار المقدسة، بل وجدت الطمأنينة والراحة النفسية والدعم من قبل المسلمين و المسلمات من كل بقاع الارض سواء اللواتي يتكلمن العربية او لغات أخرى، وكان التواصل وكان التفاهم والتآزر وكان الخير والعمل الصالح هو سيد الموقف والثقة الكبيرة في الاخر وفي التجار وفرضية الغش لاغية من الأذهان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام هو الشعار السائد والمطبق بتلك الارض المقدسة . ولعمري بعد هذه الصور الواقعية التي التقطتها من هناك وعن قرب، أن اعتبر هذا السلوك البربري والهمجي والجاهلي من قبل مسلمين يدينون بالإسلام ويمتحون من مناهله الحنيفة والمتسامحة، بل أكيد هم من طينة أخرى وتربة مسقية بالعنف والدمار والقتل والتقتيل والإرهاب الذي لاملة ولادين له، الارهاب الاعمى والأصم والأبكم والذي لايجيد إلا لغة الجبن والدمار والموت لإخوانهم البشر... إن من يسعى إلى الحكم على أناس أبرياء حجوا بغية الزيادة في التقرب إلى الله عز وجل بالموت والدمار، ومن خطط ويفكر في تفجير مسجد النبي رمز الاسلام والمسلمين ويجعله ايضا بدعة والحجاج كفارا...هم لعمري مجرد قطاع طرق ومجرد دمى وعرائس الاثواب المتبقية، وروبوهات تتحكم بأدمغتها ثلة من أهل الكفر والضلال وقراصنة الجهل والتفرقة... ودينها اليتم والشتات والدماروالتفجير الادمي... ومحال كل الاستحالة أن تكون من الامة الاسلامية ودينها الاسلام...