تحولت الطاقة النووية الفرنسية إلى محط تجاذب بين المغرب والجزائر بعد أن أبدت باريس استعدادها الكامل لتقديم المساعدة لكل بلد يرغب في امتلاك الطاقة بهدف استعمالها في أغراض سلمية. "" وبدأت حرارة هذا التجاذب ترتفع داخل أروقة قصر الإيلزيه بعد أيام فقط من إنهاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي زيارته للمغرب، حيث أكد أن بلاده ستساعد الرباط على بناء قطاع للطاقة النووية للاستخدامات المدنية لدعم التنمية، وهو ما دفع الجزائر لإرسال وزيرها في الطاقة والمناجم شكيب خليل، أمس الاثنين إلى باريس بهدف التباحث حول إمكانية التعاون في المجال النووي المدني. وصرح المسؤول الحكومي، للإذاعة الوطنية، "سنبحث بالخصوص، علاوة على المسائل المتعلقة بالمحروقات، في الغاز والتعاون في المجال النووي المدني". ويلتقي خليل وزير البيئة والتنمية المستدامة الفرنسي جان لوي بورلو ووزيرة الاقتصاد والمالية كريستين لاغارد، وممثلين عن الشركات الفرنسية في قطاع الطاقة. وسبق أن وقعت الجزائر، في التاسع من يونيو مع الولاياتالمتحدة بروتوكول اتفاق في مجال النووي المدني. وتملك الجزائر حاليا مفاعلين نوويين تجريبيين في درارية بضواحي العاصمة الجنوبية، وفي عين وسارة قرب الجلفة (270 كلم جنوب العاصمة). وبني مفاعل درارية، وهو بقوة ثلاثة ميغاوات، بالتعاون مع الارجنتين، في حين أنجزت الصين مفاعل عين وسارة الذي يعمل بقوة15 ميغاوات. وتشرف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام على تفتيش المفاعلين. أما المغرب فلديه مفاعل نووي صغير أميركي الصنع وشراكة مع فرنسا في مشروع أبحاث ذرية، لكنه يريد المضي خطوة للأمام في التعاون وبناء محطة كهرباء تعمل بالطاقة النووية في المنطقة المحيطة بمراكش. ولا تملك الرباط احتياطياً من الغاز مثل الجزائر، لكنها تتوفر على احتياطي من المواد الفوسفاطية التي تحتوي على اليورانيوم. وقال ساركوزي، خلال زيارته الأخيرة للمملكة، "من الواضح أنه خيار سياسي واقتصادي مهم جدا بالنسبة لكم كرؤساء شركات. تصوروا أن يصبح المغرب غدا أول بلد عربي يحصل على الطاقة النووية المدنية"، وتابع موضحا "تصوروا ما يمكن أن يعنيه الأمر للعالم بأسره، أن يتجهز المغرب بمصنع لتحلية مياه البحر يعمل بمفاعل نووي، ما يمكن أن يعني الأمر بالنسبة للاستقرار وللاستثمارات في العالم بأسره، أن يحصل بلد على محطة نووية لإنتاج الكهرباء". وتأتي هذه التحركات المدنية في وقت تستعد الجزائر لتسلم، نهاية السنة الجارية، 6 مقاتلات حربية روسية من طراز "ميج سو-3 "، في حين يتهيء المغرب لاقتناء طائرات "إف 16" الأميركية عقب رفضه العرض الفرنسي بشراء طائرات "رافال". كما ينتظر أن تتسلم الجزائر 16 طائرة حربية من مقاتلات "ياك 130" بحلول عام 2009، بمقتضى الاتفاق العسكري بين البلدين في مارس 2006، والذي يتضمن اقتناء الجزائر 28 طائرة من طراز سوخوي، 30 إضافة إلى 34 طائرة من طراز "ميج29" مع القيام بأعمال صيانة السفن الحربية الجزائرية الروسية الصنع، في صفقة بلغت قيمتها المعلنة وقتئذ نحو 7.5 مليار دولار.