تحظى جماعة دار بوعزة، التي تقع في الجنوب الغربي لمدينة الدارالبيضاء، بمؤهلات جغرافية و اقتصادية وسياحية هامة و متنوعة... نطمح من خلال هذا المقال، ملامسة مدى تأثير و مساهمة هذه المعطيات في ترسيخ علاقة التبادل و التبعية، بين هذا المجال الجغرافي و مركز الدارالبيضاء. دار بوعزة : معطيات جغرافية متنوعة 1- موقع جغرافي استراتيجي: يكمن الاهتمام ب"الموقع" في البحوث و الدراسات الجغرافية، في كونه أحد العوامل المفسرة لتركز الانسان و استقراره بمجال ما، و هذا يرجع إلى اهميته الطبيعية و الاقتصادية و الاستراتيجية…الخ.و بالنظر الى قربها من "المدينة الميتربول" فإن لجماعة دار بوعزة، ارتباط وثيق و تبادل لعلاقات التأثير و التأثر بمركز الدارالبيضاء، فضلا عن امتدادها على الساحل الاطلنتي ب 22 كلم تقريبا. 2- طبوغرافية يغلب عليها الطابع الهضبي: تنتمي الجماعة إلى هضبة الدارالبيضاء، التي تعتبر جزءا من الهضاب الساحلية المنخفضة، تتميز بإنفتاحها على البحر، و انحدارها الضعيف الذي يقدر ب (2%).تعرف المنطقة شكلان مورفولجيان: الاول يتمثل في الكتبان الرملية،التي توازي خط الساحلي وتظهرعلى امتداد "واد مرزك"ثم تتلاشى غرب الجماعة.و الثاني يتكون من الشريط الساحلي، الذي يمتد إلى شاطىء طماريس بالجنوب الغربي. 3- معطيات بيومناخية:جعلت من الجماعة قوة جذب مهمة : أ- المناخ: إن موقع الجماعة و امتدادها على الشريط الساحلي الاطلنتي، يجعل من مناخها مناخا معتدلا و رطبا، إذ تتراوح درجة الحرارة شتاء ما بين 13° و25°،و الحرارة الدنيا مابين 3° و 5°.اما صيفا فتصل الحرارة القصوى الى 40°. ب- التربة:إن ضعف مكونتها العضوية و جودتها، انعكس على طبيعة الغطاء النباتي السائد الذي يتميز بهيمنة الاحراش و اشجار الطرفاء. معطيات اقتصادية: دار بوعزة ارتباط اقتصادي وثيق بالدارالبيضاء 1- الفلاحة: تراجع ملحوظ لفائدة انشطة غير فلاحية: تقدر المساحة الصالحة للزراعة بجهة الدارالبيضاء الكبرى ب 66470 هكتار، أي ما يعادل 58,3 % من المساحة الاجمالية للجهة و0,7 % من المساحة الصالحة للزراعة على المستوى الوطني. و للإشارة فإن 51,3 % منها على مستوى الجهة، تتركز بإقليم النواصر.تحتل جماعة دار بوعزة، مساحة اجمالية للأراضي الفلاحية تقدر ب 12502 هكتار، إذ تعد الفلاحة من أهم القطاعات الاقتصادية بها، و تمثل الأراضي البورية المرتبة الأولى بمساحة إجمالية تصل 8552 هكتار.أما الأراضي السقوية فمساحتها تصل إلى مايعادل 3950 هكتار،وتعتبر زراعة الحبوب النشاط الزراعي الأول داخل الجماعة، حيث أن نسبة مساهمتها من المساحة الإجمالية المزروعة تقدر ب 70.3% أي ما يعادل 7725 هكتار، إضافة إلى منتجات فلاحية أخرى.لكن رغم هذه المؤهلات التي تزخر بها ، إلا أن القطاع الفلاحي في تراجع تدريجي لفائدة قطاعات اقتصادية أخرى.وقد ساهم توالي سنوات الجفاف خلال عقدي الثمانينيات والتسعينات، في تخلي الفلاحين عن ممارسة الزراعة، و اللجوء الى أنشطة غير فلاحية وغيرمهيكلة. كما أدى التمدين العشوائي المتنامي بهذا المجال الى تقلص الأراضي المزروعة. 2- أنشطة صناعية: تكريس لتبادل العلاقات بين الدارالبيضاء و ضواحيها اهتم الرأسمال الصناعي، منذ المرحلة الاستعمارية بضواحي الدارالبيضاء،وقد ازداد استقطاب المجال الضاحوي للمنشآت الصناعية بعد الثمانينيات من القرن الماضي. نتج عن رغبة الرأسمال الصناعي، والاستقرار في هذا المجال، ارتفاع الطلب على الأراضي الصناعية، مما تسبب في تقلصها وارتفاع أثمانها. كما أن اشتداد المضاربة العقارية على الأراضي بالأحياء الصناعية، أرغم مجموعة من المؤسسات الصناعية،التوجه الى المجالات الريفية المحيطة بالدارالبيضاء،.لقد تم تعزيز النشاط الصناعي بالجماعة بعد انجاز "تصميم التهيئة" الذي ساهم في الرفع من الوحدات الصناعية من 42 وحدة سنة 2003، الى ما يعادل 92 وحدة صناعية سنة 2006 . و يرجع استقرار المؤسسات الصناعية داخل هذا المجال، إلى عدة عوامل محفزة تارة و ضرورية تارة أخرى.كما أن اكتساح الصناعة بشكل تدريجي ، يعبر ليس فقط على مؤهلات هذا المجال،بل كذلك بالصعوبات التي تعاني منها الدارالبيضاء، مما يؤكد وجود علاقات التفاعل بين المركز والهامش. 3- التجارة والخدمات بدار بوعزة: تتميز بالضعف، و بالتركز الكبير داخل المراكز التجارية و السوق الأسبوعي: - يقع السوق الأسبوعي "أربعاء أولاد جرار"، على مساحة تقدرب 11 هكتار، يستقبل حوالي 400 تاجر و 4000 زبون) ، مما يجعله قطب جذب تجاري و خدماتي داخل دار بوعزة. - مراكز خدماتية و تجارية: تتوطن بمركز الجماعة، و على طول الشريط الساحلي، و كذلك المحلات التجارية و الخدماتية المتوطنة على طول المحاور الطرقية. و بشكل عام تعرف التجارة والخدمات، هيمنة محلات البقالة و المطاعم.تفرض الدارالبيضاء هيمنتها على دار بوعزة على مستوى الهيكلة المجالية للانشطة التجارية. 4- المنتوج السياحي المحلي:موجه للساكنة البيضاوية: تعد جماعة دار بوعزة وجهة سياحية للساكنة البيضاوية، فهي تحظى بشريط ساحلي ، وتتمتع بفترات معتدلة طويلة للحرارة بمعدل 8 أشهر في السنة، فهي قبلة للسياح الذين يمارسون الرياضات الشاطئية.. وتتوفر على مناطق سياحية مهمة: منطقة "طماريس"، ومنطقة "واد مرزك"، تم منطقة "الفردوس" التي تضم المركب السياحي البرج.يستهدف المنتوج السياحي -الذي تقدمة دار بوعزة- الفئات الاجتماعية الوسطى والغنية لذا فهو منتوج انتقائي. وأخيرا، فإن التطورات التي عرفتها الأنشطة الاقتصادية لجماعة دار بوعزة، تؤكد مدى الارتباط والتبعية بالدارالبيضاء، من خلال تراجع الانشطة الفلاحية مقابل نمو الأنشطة الصناعية و السياحية. المراجع: Monographie de la région du grand Casablanca, Haut – commissariat au plan,-direction régionale du grand Casablanca, 2010. [email protected]