بدأت فعليا في فاتح يوليوز عملية "زيرو ميكا" بطنجة، مثل باقي مدن المملكة، وهي العملية التي استجابت لها المتاجر الكبرى خصوصا، بينما عرفت محلات البقالة استجابة نسبية، في حين ظل المستهلك حائرا بين قبول الأمر الواقع في بعض المحلات ومواصلة استعمال الأكياس البلاستيكية في محلات أخرى. جولةُ هسبريس بدأت من إحدى المخابز الكبرى بالحي الجديد؛ حيث استبدل أصحابها الأكياس البلاستيكية بقراطيس من الورق، ويظهر أن أغلب الزبائن متذمرون من هذا المنتج الجديد. يبدو "مراد.س" منهمكا بشكل كبير في محاولة إدخال ما اشتراه في أحد الأكياس الورقية قبل أن يتمزق هذا الأخير ويطالب بكيس أكبر حجما، لكن البائع يجيبه بأن الكيس الكبير ذا المقبضين هو للبيع بثمن درهمين ونصف. يصعق مراد ويلتفت مجيبا عن سؤالٍ سابق لنا حول الوضع الجديد: "ها أنتم ترون بأنفسكم ما يحدث، الكيس المجّاني غير كاف لحمل عدد كبير من الخبز وقابل للتمزق بسرعة، والكيس الآخر ثمنه مبالغ فيه جدا، فهو يعادل ثم وحدتين من الخبز!". يستعين مراد بكيس مجاني آخر ويحمل بضاعته بشقّ الأنفس مغادرا بينما نسأل أحد باعة المخبزة عن الوضع فيجيب: "بحسب ما سمعنا، فإن هذا أفضل للبيئة، نحن ليس أمامنا سوى الاستجابة ما دام في الأمر عقوبات وغرامات، لكن من المؤكد أن الزبائن سيعانون كثيرا قبل أن يتعوّدوا على الوضع". من جانبها محلاّت البقالة مازالت تستجيب بشكل بطيء جدا لعملية "زيرو ميكا"؛ حيث يقول لنا حمدان، بائع مواد غذائية: "الحقيقة أننا ما زلنا نستعمل الميكا في هذه اللحظة، ورغم أن ثمن الكيلوغرام منها قد ارتفع بشكل كبير، لكن البدائل المناسبة مازالت غير متيسرة أو متوفرة إلى حدّ اللحظة، خصوصا أن الزبون نفسه يرفض أن تضع له مجموعة من المواد في قرطاس ورقي غير مجهز لحملها". وعلى موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كثرت ردود الفعل المتندرة بين من يودّع "الميكا"، ومن ينشر صورا تسخر من الوضع الجديد، وتتساءل عن الحلول الممكنة في هذه الحالة أو تلك. "عبد الرحمن.ب" قام بنشر صورة لشخص يمسك قطع خبر بخيط متصل بينها، في إشارة إلى أنها الطريقة الوحيدة لحمل الخبز في غياب "الميكا"، بينما كتب "عبادة.ع": "هاد اليومين كونا كنهضرو على المنع ديال الميكا وهو يتكلم واحد الطفل صديقي فقال: بنكيران مدوخ مع راسو كان عليه يمنع الكارو حيت هو أضر من الميكا". من جهته نشر عبد "السلام.س" صورة لرئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل وهي تستعمل كيسا بلاستيكيا، وكتب معلقا: "لا أظن أننا أكثر تقدما من ألمانيا.. ثم إن منع الميكا للحفاظ على البيئة واستقبال النفايات الإيطالية لحرقها هنا أمران بينهما برزخ لا يلتقيان". وكتب "محمد.و" عن بدء تطبيق القرار في مقر عمله: "اليوم في العمل وتطبيقا للقرار الوزاري، تخلينا عن مخزون بمآت الآلاف للأكياس البلاستيكية التي تحمل اسم المؤسسة التي نشتغل فيها.. سؤالي هو: في نظر مسؤولي الوزارة.. ما مصير مخزون الشركات من هذه السلعة؟ ألن تكون مخصصة للحرق وبالتالي تلوث إضافي للبيئة أو في أحسن الأحوال إعادة تدوير وبالتالي مصاريف واستهلاك لموارد طاقية جديدة؟".