عين على الزبون، والعين الأخرى على طرف الشارع، وبين الفينة والأخرى تتنقل العيون معا لتراقب رنين الهاتف المحمول الذي قد يحمل خبرا عاجلا لا يحتمل التماطل.. هذا حال تجار الأكياس البلاستيكية بحي عمر بن الخطاب في اليوم الأول من "زيرو ميكا". "اللي خاف نجا" يعتبر سوق الأكياس البلاستيكية بحي عمر بن الخطاب، "درب ميلان" سابقا، أحد الأماكن المعروفة على الصعيد الوطني، حيث تصطف محلات بيع المنتوجات البلاستيكية، سواء بالجملة، أو التقسيط. بعض أصحاب المحلات، حاول التأقلم مع الوضع الراهن، وحاول النأي بنفسه عن الدخول في لعبة الكر والفر مع لجنة المراقبة التي فعلت نشاطها اليوم الجمعة فاتح يوليوز 2016، وهو التاريخ الذي حدد لانطلاق عملية " زيرو ميكا" الذي يروم جعل المغرب بدون أكياس بلاستيكية. تحولت العديد من المحلات التجارية من بيع البلاستيك إلى أنشطة أخرى كتجارة الحفاظات، وغيرها من التجارة المسموح بها.. وكأنهم عملوا بالمثل الشعبي المغربي القائل "اللي خاف نجا". العروض البديلة تتوافد أمام القرار بمنع تصنيع وبيع البلاستيك، لوحظ توافد كبير لشركات بديلة مختصة في الصناعات الورقية الاستهلاكية، فسوق الجملة لتجارة المواد والأكياس البلاستيكية يعد أحد أكبر الأسواق في المغرب المسوق للأكياس والمواد البلاستيكية، وبالتالي فهي فرصة مناسبة جدا للشركات الذكية المختصة في صناعات الورق، لعرض خدماتها على أصحاب المحلات بأثمنة تنافسية، حيث ينكب عدد كبير من أصحاب المحلات على دراسة العروض المقدمة لها، والتأني في اختيار الأنسب، خاصة وأن محلات البلاستيك بدرب ميلان يقصدها آلاف الزبائن للتزود بالسلع سواء بالجملة أو بالتقسيط. استغلال الفرصة والوقت الميت يرى بعض تجار سوق درب ميلان للبلاستيك أن النقص الحاد في الأكياس البلاستيكية، والقرار الذي اتخذه أصحاب العديد من المحلات التجارية بتغيير أنشطتهم، يشكل فرصة عظيمة للحصول على مداخيل استثنائية، خاصة وأن الفكرة القائلة بأن كل محضور مرغوب، تسيطر عليهم، وترفع من سقف طموحاتهم.. بعض أصحاب المحلات التجارية يحاولون الحصول على كميات كبيرة من المواد والأكياس البلاستيكية تحسبا لنفاذ المخزون، وانقطاع الإنتاج، وبالتالي قد يستغلون الأمر في المضاربة بالأكياس البلاستيكية حين تحين الفرصة. الكمية المتوفرة حاليا في تناقص دائم، والحاصل على بعض منها يعتبر محظوظا، تحسبا لمستقبل مجهول قد يختبر جدية الحكومة في التعامل مع "زيرو ميكا"، خاصة وأن الكثيرين منهم ينتظرون انفراجا في القضية، بعد انتهاء " كوب 22″، حيث يسود الترقب والانتظار لاقتناص الفرصة، والحصول على مبالغ مالية في الوقت بدل الضائع. اليوم الأول تساهل وتحذير رغم التخوفات الكبيرة في سوق الجملة للبلاستيك بدرب ميلان، الذي يضم قرابة مائة محل متخصص في بيع الأكياس والمواد البلاستيكية بكل من الزنقة 7 و35 وغيرها، ورغم لعبة الكر والفر التي شهدها السوق اليوم الجمعة، حيث يعمل التجار على إقفال محلاتهم بمجرد علمهم بوجود لجنة المراقبة، فإن اليوم الأول لم يسجل أي مخالفة، أو بالأحرى، اكتفت اللجنة بتحذير أصحاب المحلات التجارية بالتساهل معهم في اليوم الأول، لكن لا تساهل في اليوم الموالي، حيث لا تنفع استعطافات، ولا طرق ملتوية لترك التاجر يصرف مخزون سلعته، وهو ما ينذر بإمكانية اندلاع مواجهات قوية، خاصة إذا علمنا أن أغلبهم يحتفظ بمخزون يقدر بملايين السنتيمات.. فهل ستتمكن الدولة من فرض "زيرو ميكا" حقا!!!