أصدر الكاتب الإسرائيلي ذو الأصول المغربية دانييل بن سيمون كتابا جديدا يرصد فيه عددا من المعيقات التي تواجه المهاجرين القادمين من بلدان أخرى إلى إسرائيل، في إطار هجرتهم إليها، وذلك انطلاقا من تجربته كواحد من الشباب الذين تَرَكُوا أوطانهم الأصلية من أجل الاستقرار هناك. ونشر موقع "هآريتس" الإسرائيلي، في نسخته باللغة الإنجليزية، مقتطفات من الكتاب؛ حيث تحدث دانييل بن سيمون، في الباب الأول الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية، عن قدومه إلى إسرائيل في سن صغيرة رفقة أخته، ولم يتردد في وصف المجتمع الإسرائيلي، لأول وهلة، بأنه "مجتمع يقدس المعتقدات بالرغم من تعدد هوياته". بن سيمون أفرد أجزاء كبيرة من كتابه لتسليط الضوء على تكلفة الهجرة التي أداها أمثاله، وعرج على مفاهيم كثيرة في هذا المجال، كالتعايش والاندماج داخل المجتمع الإسرائيلي، ليخرج بإحدى أهم الخلاصات، وهي التأكيد على أن اليهود ذوي الأصول المغربية لم يتمكنوا من تحقيق الاندماج الكامل في ذلك المجتمع، و"لا يزالون على الهامش" على حد تعبيره. في المقابل، استطاع عدد من المهاجرين القادمين من بلدان أخرى تحقيق الكثير من الأشياء التي لم يتمكن اليهود المغاربة من تحقيقها بعد. وفي الوقت الذي صرح فيه بأن "المغاربة" لم يكن العنوان الأصلي للكتاب، وبأن هذا الاختيار جاء لعوامل خارجية، قال بن سيمون إن كتابه يرصد قضية المهاجرين من خلال قصته الشخصية، ويختزل لحظات الألم التي مر منها اليهود المغاربة، محاولا تبسيط ما أسماه "الخطاب متعدد الأوجه للهجرة"، في إشارة إلى ما يعيشه القادمون من المغرب من مشاكل عدم الاندماج. وحاول الكاتب حل اللغز الكامن وراء هجرة المغاربة إلى إسرائيل بالرغم من التعايش الحاصل بين اليهود والمسلمين بالمغرب في مختلف المستويات، موردا أن مسألة لمّ الشمل ووضع حد ل"الشتات" التاريخي الذي عاشه اليهود، تعتبر من أبرز العوامل التي كانت وراء اختيارهم الرحيل عن المغرب والبحث عن وطن ثان لهم. وفيما عالج بن سيمون مسألة الهوية وتحديد مفاهيمها بشكل دقيق، اعتبر أنها لا تتغير مع الزمن، كتأكيد على احتفاظ اليهود المغاربة بهويتهم رغم عيشهم في إسرائيل لسنوات. كما اعتبر أن مسألة اللغة تبقى من أكثر المشاكل التي تواجه المهاجرين واللاجئين المنتقلين من بلاد إلى أخرى، بما في ذلك الوضع في إسرائيل. *صحافية متدربة