لأنكم أبناؤه لا تنجحوا في دراستكم.. فكل نجاح سننسبه إلى كونكم أبناؤه لأننا تعودنا مِن مَن سبقكم تمكين ذويهم وأقاربهم من كل شيء لا يستحقونه. لأنكم أبناؤه لا تطالبوا بحقوقكم.. فكل حق أخذتموه سنحسبه ريعاً وامتيازاً حتى يظن الناس أنه لا فرق بينكم وبين من سبقكم. لأنكم أبناؤه لا تقتربوا من حزبه.. فكلُّ حركة تحركتموها أو مسؤولية تقلدتموها سنقول إنه يمكّن أبناءه من حزبه لأننا لم نتعود على ديمقراطية أحزابنا الداخلية. لأنكم أبناؤه لا تتنفسوا الهواء.. لعل منصب أباكم سيعطيكم جرعة أوكسيجين مخالفة لما يتنفس باقي المواطنين. لأنكم أبناؤه لا تخرجوا من بيتكم.. فنحن نخشى أن تزاحموا الشعب في الشوارع والطرقات والحافلات فنحن تعودنا على أن يستفيد أبناء وزرائنا من سيارات الدولة بغير وجه حق. لأنكم أبناؤه لا تشتغلوا في القطاع العام.. فمهما اجتزتم من مباريات سنفتري عليكم ونقول إنكم استفدتم من منصب والدكم. لأنكم أبناؤه لا تفكروا في ولوج القطاع الخاص.. سنتابعكم وسنعقِّب على كل صفقة استفدتم منها بحجة تمرير الصفقات خصيصا لكم. لأنكم أبناؤه أوقفوا مسار حياتكم.. حتى نشفع لكم ونترككم وشأنكم. لأنكم أبناؤه لا تقتربوا منه. لأنكم أبناؤه سنلاحقكم أينما حللتم وارتحلتم سواء نجحتم أو فشلتم...