نفذ المجازون المعطلون وعدهم، وخرجوا بالآلاف في تظاهرات فاتح ماي، مرددين شعارات تندد بالإرهاب الذي تعرضت له المدينة الحمراء الخميس الماضي، وشعارات تطالب بتوظيفهم في أسلاك الوظيفة العمومية. وكشفت في ذات السياق، مصادر مطلعة، أن حوالي ستة آلاف مجاز مُُعطل ينضوون تحت لواء الاتحاد الوطني للمجازين المعطلين بالمغرب، خرجوا للتظاهر إلى جانب الطبقة العاملة، حيث انطلقت مسيرتهم من ساحة باب الأحد بالرباط، حيث شاركوا في المهرجان الخطابي الذي نظمته المنظمة الديمقراطية للشغل، من خلال كلمة ألقتها رئيسة الاتحاد، عبرت بواسطتها عن مطالب المعطلين الملحة لزملائها وزميلاتها، والمتمثلة في حقهم في التوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، لتنطلق بعد ذلك مسيرة المعطلين في اتجاه محطة القطار، مرورا بشارع محمد الخامس، في موكب جماهيري حاشد، رفع خلاله المعطلون لافتات، وقد كتبت عليها شعارات المطالبة بتشغليهم، مرددين هتافات ينتقدون فيها سياسة الإقصاء التي تعرضوا لها في خطوة وصفها بيان سابق لهم ب"الإهانة"، مشيرين إلى أن هذا السلوك يضرب في العمق مصداقية المدرسة العمومية، والجامعة المغربية. وفي نهاية المسيرة، التي عرفت حضور مجموعة الصمود الوافدة من مدينة تزنيت، ألقى سعيد الشعبي، نائب رئيسة الاتحاد، كلمة ملتهبة، استنكر فيها تماطل الحكومة في الاستجابة لمطالب المجازين المعطلين، مطالبا بتوظيفهم المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وتعويض المجاز المعطل عن سنوات البطالة، داعيا إلى تمكينهم فورا من بطاقة النقل والتطبيب بالمجان، مُهددا بتنفيذ أشكال نضالية سلمية غير مسبوقة في إطار ما يسمح به القانون، محذرا من مغبة التحاق المجازين المعطلين بأي حركة احتجاجية لها طابع سياسي، في حالة تماطل الجهات المعنية في الاستجابة لمطالبهم المشروعة، مشيرا إلى أن مجموعات المعطلين المجازين، إلى حدود اليوم لا زالت مطالبها تقتصر على ماهو اقتصادي محض، رافضة استغلالها من أي جهة سياسية، مؤكدا بأن الحكومة تملك من الحلول ما يمكن من توظيف المعطلين المجازين، سيما وأن الاتحاد الوطني للمجازين المعطلين يعتبر في جميع بلاغاته وبياناته بأنه قوة اقتراحية، وليس فقط حركة احتجاجية. وعلاقة بالموضوع، تابع الشعبي :" لا معنى لأي حديث عن أي إصلاح دستوري وسياسي، في غياب مقاربة اجتماعية تنتشل أبناء الشعب من مستنقع البطالة، وتنقلهم إلى تبوأ وضع اجتماعي متوسط يمكنهم من ظروف عيش كريم.