أثار هدف الفوز المتأخر للمنتخب الأيرلندي على نظيره الإيطالي مساء الأربعاء الماضي الأجواء الاحتفالية فجأة بعدما بدت الأجواء مشحونة نوعا ما حتى ذلك الوقت في فرنسا البلد المضيف ليورو 2016. وامتدت احتفالات الأيرلنديين وغناء مشجعيهم مع تناول الكحوليات ولكن دون أي أحداث شغب. إنه أمر رائع. ورغم هذا، يجب توخي الحذر من البطل الجديد للمنتخب الأيرلندي وهو روبي برادي الذي سجل الهدف مستغلا مشاركة المنتخب الإيطالي في هذه المباراة بتشكيلة تضم ثمانية أو تسعة لاعبين احتياطيين، بعدما ضمن المنتخب الإيطالي التأهل وصدارة المجموعة قبل خوض هذه المباراة. ولم يدفع المنتخب الإيطالي حتى بحارسه المخضرم جانلويجي بوفون. حسنا، هذا ليس محظورا. ولكنك قد تتحدث عن بعض التشويه في البطولة، لأن المنتخب التركي الذي تغلب على التشيك 2 - صفر وحصل على المركز الثالث في المجموعة الرابعة ودع البطولة من الدور الأول بعدما كان في طريقه لدور الستة عشر حتى جاء ذلك الهدف ليحرمه من التأهل. وبالنظر إلى دور الستة عشر، يسمو اللقاء بين المنتخبين الأسباني والإيطالي فوق كل شيء آخر. التقى نفس الفريقين في نهائي يورو 2012 وفازت اسبانيا 4 - صفر. ووقوع المنتخب الأسباني في مواجهة إيطاليا بهذه المرحلة المبكرة من البطولة يعود لسقطة من المنتخب الأسباني نفسه في مباراته مع كرواتيا حيث تقدم بهدف سجله ألفارو موراتا لكنه خسر 1 - 2 أمام كرواتيا. وعلى أي حال، لم يكن فوز المنتخب الكرواتي على حامل اللقب مفاجأة بالنسبة لي. قبل بداية البطولة، وضعت المنتخب الكرواتي في قائمة المرشحين للفوز باللقب. ببساطة ، لأنهم أقوياء. وعندما يسمح فريق قوي مثل المنتخب الأسباني لنفسه بالسقوط، تكون النتيجة هي مواجهة مبكرة على غرار المباريات النهائية مثل المواجهة بين المنتخبين الأسباني والإيطالي. ويخوض المنتخب الأسباني هذه المباراة وهو مرشح بقوة للفوز فيها نظرا لمجموعة اللاعبين المتميزين في صفوفه ومنهم أندريس إنييستا. فالمنتخب الأسباني سيواصل حرصه على الاستحواذ والسيطرة على الكرة. وفي المقابل، سيعتمد المنتخب الإيطالي على شن الهجمات المرتدة. ولهذا، ستصطدم ثقافتان كرويتان في هذه المباراة. أتمنى عبور المنتخب الأسباني لأنه سيلتقي نظيره الألماني في الدور التالي إذا تغلب المنتخب الألماني على سلوفاكيا في دور الستة عشر. أعتقد أن الأفضل لألمانيا هو مواجهة أسبانيا وليس إيطاليا التي يصعب مواجهتها خاصة مع اعتماد المنتخب الإيطالي على الدفاع المتماسك ليوفنتوس الإيطالي. أعتقد أنني شخص وطني. وعلى الورق، تبدو المواجهة بين المنتخبين الألماني والسلوفاكي شبه محسومة. ولكن ما من شيء واضح ومحسوم تماما في هذه البطولة الأوروبية. شهد دور المجموعات الكثير من التذبذب. حتى الآن، لم يقدم المنتخب الألماني الأداء المقنع في البطولة الحالية بفرنسا رغم وجود الحماس والإمكانيات لدى لاعبي الفريق. المنتخب الكرواتي هو من كان أكثر إقناعا. كان المنتخب الوحيد الذي قدم كرة جيدة في أول مباراتين له بالبطولة (أمام تركياوالتشيك). سيكون المنتخب الكرواتي بنجومه لوكا مودريتش وإيفان بيرسيتش وإيفان راكيتيتش وماريو ماندزوكيتش هو المرشح الأقوى في مباراته أمام البرتغال في دور الستة عشر. سجل كريستيانو رونالدو هدفين للبرتغال أمام المجر لينتزع التعادل 3 - 3 ولكنني أشعر ببعض الإحباط من المنتخب البرتغالي الذي ينتظر ببساطة تسديدة عبقرية من رونالدو، وهذا ببساطة ليس كافيا. وعانى المنتخب الفرنسي لتحقيق الفوز في مباراتيه أمام منتخبي ألبانيا ورومانيا اللذين ودعا البطولة من الدور الأول. وفي مواجهة المنتخب السويسري، خرج الفرنسيون بنقطة التعادل فقط لأن هذا الفريق قليل الخبرة نسبيا ما زال يحاول أن يتعلم كيف يتعامل مع الضغوط التي يعانيها أصحاب الأرض. ورغم الأداء الرائع والانسجام في التمريرات خلال مبارياته الودية استعدادا للبطولة الحالية، لم يتحرر المنتخب الفرنسي بعد. ولكن المنتخب الأيرلندي منافسه في دور الستة عشر لن يكون هو المرشح الأقوى في هذه المواجهة رغم كل هذه النشوة التي نالها من العبور للدور الثاني. وفي المباراة بين المنتخبين المجري والبلجيكي، سيلتقي أحد الفرق التي حققت مفاجأة كبيرة وهي المجر مع أحد المنتخبات التي يرشحها الناس بشكل هادئ للمنافسة على اللقب، أي بلجيكا. الأداء الرائع للمنتخب المجري في الدور الأول كان معجزة. ما من أحد تنبأ بوصول المنتخب المجري لدور الستة عشر. لاعبو المنتخب المجري تجمعوا سويا لخمسة أسابيع، ويمكن ملاحظة هذا. ولكن المنتخب البلجيكي لديه قائمة أفضل، وهو شيء ليس له دلالة مفرطة باستثناء لاعبين مثل كيفن دي بروين وإيدن هازارد اللذين يمكنهما تقديم الكثير . ويمتلك المنتخب الإنجليزي فريقا سريعا وشابا ولاعبين متعطشين للنجاح. إنهم الأوفر حظا للفوز في مباراة الفريق أمام أيسلندا رغم الإمكانيات البدنية العالية للمنتخب الأيسلندي والتي ساهمت في بلوغ الفريق دور الستة عشر دون التعرض لأي هزيمة. وتبدو المباراة المرتقبة بين المنتخبين السويسري والبولندي مواجهة متكافئة ومتزنة دون ترشيحات كبيرة لفريق على الآخر. يضم كل من الفريقين لاعبين جيدين. يعتمد المنتخب البولندي على مهاجمين بارزين هما روبرت ليفاندوفسكي وأركاديوز ميليك. المنتخب السويسري يجيد السيطرة على مجريات اللعب بل وسيطر على الكرة بشكل أكبر من نظيره الفرنسي خلال مباراتهما بالدور الأول. أخيرا ، هناك المباراة بين منتخبي ويلز وأيرلندا الشمالية اللذين كان من الصعب للغاية توقع نجاح أي منهما. ولكن عندما يكون لديك لاعبا مثل الويلزي جاريث بيل نجم ريال مدريد ، والذي سجل ثلاثة أهداف، يحظى فريقك ببعض الأفضلية في مثل هذه المباريات. أتوقع أن تكون المواجهة بدنية بالفعل، وأن تكون بأسلوب بريطاني. وأتمنى ألا نشاهد مزيدا من المباريات التي تعتمد على أسلوب الخروج بأقل الخسائر. *لاعب دولي ألماني سابق -ينشر بالاتفاق مع وكالة الأنباء الألمانية - د.ب.أ