قدم باراك أوباما العديد من اللحظات الفارقة كرئيس للولايات المتحدة.. لكن مقتل أسامة بن لادن قد يصبح الحدث الاهم بالنسبة له سياسيا. وأعلن أوباما الذي ينتمي للحزب الديمقراطي في وقت متأخر ليل الاحد أن قوات أمريكية قتلت زعيم تنظيم القاعدة وعثرت على جثته. ويمثل قتل بن لادن انتصارا كبيرا لاوباما في مجال الامن القومي فيما يبدأ لتوه حملة لاعادة انتخابه في 2012. فيما يلي لمحة عن المنافع التي سيجنيها أوباما من وراء العملية الناجحة: تحويل الاهتمام ألحق القلق بشأن زيادة أسعار البنزين وأسلوب معالجة الاقتصاد اضرارا سياسية بأوباما. وسيحول اعلانه المؤثر عن مقتل بن لادن اهتمام الرأي العام الامريكي الى نجاحه كقائد عام وهو ما سيخلق صورة ذهنية قوية له. كما أن التوقعات بتراجع المخاطر السياسية قد تقلص من الارتفاع الكبير في أسعار النفط. الوفاء بالعهد: خلال حملته الانتخابية في 2008 تعهد أوباما باعادة القوات الامريكية من العراق مع تعزيز جهود الحرب في افغانستان والجهود الامريكية لملاحقة بن لادن. ومع وجود جثة بن لادن بحوزة الامريكيين يمكن للرئيس الامريكي القول انه أوفى بتعهد اخر مما سيمنحه مصداقية فيما يسعى للبقاء في البيت الابيض لفترة جديدة. التباهي على المعارضة: طالما تمتع الجمهوريون بسمعة في السياسية الامريكية بانهم اقوى من الديمقراطيين في مسائل الامن القومي. لكن مع نجاح هذه العملية تحت قيادته يمكن ان ينتزع اوباما هذا الفضل من معارضيه وينسبه لنفسه ولحزبه-- وهو ما قد يكون أداة لتغيير قواعد اللعبة السياسية يحتفظ بها في جعبته. وكان قد استعصى الايقاع ببن لادن خلال حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش سلف أوباما. تعبئة المشاعر الوطنية: كما كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لحظة فارقة في رئاسة بوش فان قتل بن لادن سيكون كذلك بالنسبة لرئاسة أوباما. فقد التهبت المشاعر الوطنية بين الامريكيين في أعقاب الهجمات الامر الذي ساعد بوش على الفوز بفترة رئاسة ثانية. وقد يستفيد أوباما الذي دعا الامريكيين يوم الاحد الى الوحدة كما فعلوا في 2001 من فورة جديدة من المشاعر الوطنية. وبالرغم من أن صور تسرب نفطي والمتاعب الاقتصادية ستبقى فان مقتل بن لادن سيكون له أثر أكبر على الاقل في الاجل القصير مما سيمنح رئاسته انتصارا تاريخيا يمكن أن يحتفل به الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء.