واصل قطار المنتخب الأرجنتيني دهس منافسيه في بطولة كوباأمريكا (المئوية) بعدما بلغ الدور النهائي للبطولة بتغلبه على نظيره الأمريكي برباعية أخرى في مباراة نصف النهائي، ليتبادر إلى أذهان جميع المتابعين سؤال هام: من يقدر على إيقاف الأرجنتين؟. استطاع ال"ألبيسيليتسي" أن يقدم لوحة فنية رائعة في هذه البطولة تحت قيادة ليونيل ميسي، الذي يأبى إلا أن يقدم أحد إبداعاته الكروية في كل مباراة، فضلا عن جونزالو إيجواين الذي بات يعرف طريق شباك المنافسين مع المنتخب من جديد. واستطاع هذا الثنائي بمفردهما تسجيل نصف أهداف الفريق في البطولة حتى الآن، 9 أهداف، حيث سجل ميسي خمسة أهداف وهيجواين أربعة، لتصبح الأرجنتين صاحبة أقوى هجوم في البطولة حتى الآن. وبات نجم برشلونة الإسباني الهداف التاريخي لراقصي التانجو بالهدف الذي سجله في مباراة الولاياتالمتحدة من ركلة حرة برصيد 55 هدفا، متفوقا على النجم السابق جابرييل باتيستوتا. وليس الخط الأمامي وحده هو الذي قاد الأرجنتين لتقديم هذه العروض القوية وبلوغ النهائي لمواجهة منتخب التشيلي الفائز على كولومبيا بهدفين لصفر، بل إن دفاعها أيضا هو الأقوى في البطولة بعدما استقبلت شباكهم هدفين فقط خلال المباريات الخمس التي لعبوها. وكانت العقبة الوحيدة في طريق رفقاء ليونيل ميسي نحو بلوغ النهائي الثالث لهم في البطولات الكبرى، بعد نهائيي المونديال عام 2014 في البرازيلوكوباأمريكا العام الماضي في تشيلي، هو المنتخب التشيلي الذي تغلبوا عليه بهدفين لواحد في مستهل المشوار في دور المجموعات. وبعد هذه المباراة راح المنتخب الأرجنتيني يدهس المنافس تلو الآخر، بعدما تمكن من إمطار شباك بنما بخماسية نظيفة قبل أن يختتم لقاءاته في دور المجموعات بثلاثية في شباك بوليفيا. وفي الدور ربع النهائي، أمطر شباك فنزويلا برباعية مقابل واحد كان للنجم ليونيل ميسي الفضل الأكبر فيها عندما سجل هدفا وصنع إثنين آخرين. أما في مباراة نصف النهائي أمام الولاياتالمتحدة، فكان العبء الأكبر على خط الوسط الذي استطاع إيقاف لاعبي أصحاب الأرض حتى أنهم لم يسددوا حتى كرة واحدة على مرمى سرخيو روميرو. وكان ثلاثي الوسط المكون من خابيير ماسكيرانو وأوجوستو فرنانديز وإيبر بانيجا بمثابة صمام الأمان أمام هجمات الأمريكيين وهو ما منح الحرية الكبيرة لثلاثي الهجوم في أداء أدوارهم فقط. وكان أوجوستو فرنانديز، هو بمثابة الاكتشاف الجديد في هذه البطولة والذي حل مكان لوكاس بيليا، ولكن يبدو أن الإصابة التي تعرض لها في الفخذ ستحول دون مشاركته في المباراة النهائية ليعود بيليا لمكانه من جديد. وفي خط الدفاع، يلعب نيكولاس أوتاميندي دور القائد في ضبط إيقاع الرباعي الدفاعي ليكونوا بمثابة حائط الصد أمام سرخيو روميرو. وسيفتقد المنتخب الأرجنتيني في مباراة التتويج أمام التشيلي خدمات جناحه المخضرم إيزيكيل لافيتزي الذي تعرض لإصابة قوية في المرفق الأيسر بعدما تعرض لسقوط قوي إثر اصطدامه بأحد اللوحات الإعلانية خلف مرمى المنتخب الأمريكي. وسيكون اللاعب الأقرب لتعويض غياب لافيتزي هو أنخل دي ماريا الذي تعافى من الإصابة العضلية التي تعرض لها خلال مباراة بنما في دور المجموعات، في الوقت الذي تبدو فيه حظوظ إيريك لاميلا قوية للمشاركة أساسيا أيضا. وأيا كان اسم الشريك الثالث في الهجوم إلى جانب ميسي وإيجواين، فإن راقصي التانجو على أتم استعداد لاعتلاء منصات التتويج هذه المرة ورفع اللقب الأول القاري في تاريخهم مع ال"ألبيسيليستي" خلال مباراة النهائي فجر الإثنين المقبل أمام التشيلي. *إفي