دعا الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف إلى ضرورة التساؤل حول دور الحكومات الغربية، خاصة الأوروبية، في دعم الأنظمة الديكتاتورية، وذلك ضمن كلمة له أثناء تسليم جوائز مسابقة "البوبز" لأفضل النشاطات الإلكترونية، في إطار فعاليات منتدى "DW" العالمي للإعلام ب"بون" الألمانية. باسم يوسف، المقيم حاليا بالولايات المتحدةالأمريكية، وهو مقدم برنامج "البرنامج" الساخر واسع الانتشار الذي توقف عن البث عام 2014 لأسباب سياسية، قال إن التساؤل حول الدور الغربي في دعم الأنظمة الديكتاتورية يفسر اتفاق تلك الحكومات مع نظيراتها في دول أخرى على صفقات النفط والسلاح، مضيفا: "لا يجب أن تغضوا الطرف عن دوافع ازدهار هذه الأنظمة الديكتاتورية". وعرف ثاني أيام الدورة التاسعة من منتدى "DW" العالمي للإعلام تنظيم حفل تسليم الجوائز للفائزين في مسابقة ""The Bobs 2016، التي تعد أكبر جائزة عالمية في مجال التدوين ومواقع "الويب" وتعنى بأفضل النشاطات الإلكترونية، وهو الموعد الذي حضره مسؤولو المؤسسة الألمانية، إلى جانب إعلاميين من مختلف دول العالم. ونال مشروع "razor's Edge" من بانغلاديش الجائزة الأولى في صنف "الصحافة المجتمعية"، والذي ينبه إلى المخاطر التي يتعرض لها المدونون في البلاد الآسيوية، خاصة العلمانيون منهم، جراء بث مقاطع للفيديو على موقع "يوتيوب" تشير إلى تعرض الكثير من المدونين والكتاب لاعتداءات متكررة خلال العام الماضي، فيما قالت لجنة التحكيم إن اختيارها جاء من باب "أن العمل تجسيد حي يبين كيف يمكن لفت الانتباه إلى وضع مروع في هذا البلد". وعادت جائزة فئة "التكنولوجيا في خدمة الصالح العام" إلى مشروع إيراني عبارة عن تطبيق للهواتف الذكية يعرف ب"إرشاد" ويساعد على التبليغ وتحديد أماكن ما يسمى ب"شرطة الإرشاد الدينية" في إيران، ويروم مساعدة الإيرانيين على تحقيق بعض الحريات الفردية عبر تحذير المواطنين غير الملتزمين ب"الزي الشرعي" والقواعد الصارمة المفروضة على اللباس، بعيدا عن رقابة الشرطة ومعاقبة المخالفين. وترى لجنة التحكيم أن التطبيق يساعد الكثير من المواطنين، خاصة النساء الإيرانيات، لاسيما وأن هناك الملايين ممن يتعرضن للمضايقات، وأحياناً للاعتقال، من قبل شرطة الإرشاد في إيران. وفازت المبادرة الهندية "أوقفوا هجمات الأسيد" بجائزة أفضل مشروع في مجال "التغيير الاجتماعي"، وهي التي تدافع عن نساء تعرضن لهجمات بمواد حمضية حارقة في الهند وطالتهنّ تشوهات، وبالتالي دُفعوا إلى الإقصاء والعزلة والتفرقة وسط المجتمع؛ حيث يسعى القائمون على الفكرة إلى بناء الجسور بين المواطنين والضحايا، مثل افتتاح مقهى "شيروس هانغ أوت" لتمكين ضحايا "الأسيد" من العمل باستقلالية تامة، دون التعرض إلى مضايقات. أما مشروع "مركز الجمال السياسي" الألماني فحاز جائزة أحسن مبادرة في فئة "الفنون والثقافة"؛ إذ يقوم على تنظيم فعاليات فنية وسياسية تهدف إلى دفع المواطنين إلى الاحتجاج والمطالبة بالتغيير، من قبيل مشروع "الموتى قادمون" احتجاجاً على سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين، والاحتجاج على بيع الأسلحة للمملكة العربية السعودية. وترى مؤسسة "دويتشه فيله" أن اختيار الفائزين بجائزة "البوبز" للعام الجاري جاء بعد عرض 56 مشروعاً ومبادرة من قبل 14 خبيراً من جميع أنحاء العالم، فيما بلغ عدد المبادرات التي تم ترشيحها أكثر من 2300، تم اختيار 126 مشروعاً منها إلى خوض المرحلة النهائية.