اختارت لجنة التحكيم مدونة “أسامة الرمح” العربية لتفوز بلقب “أفضل مدونة عربية”، كما كان للمدونين العرب نصيب أيضاً في فئة “أفضل مدونة إنكليزية”، حيث فازت مدونة “توك ماروكو”، المهتمة بشؤون المغرب بهذا اللقب بعد مناقشات صعبة دامت يومين بين أعضاء لجنة تحكيم مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات، تم الإعلان مساء اليوم الخميس (15 أبريل/ نيسان) عن الفائزين في برلين في إطار فعاليات مؤتمر “ري.بوبليكا” الذي يهتم بالمدونات والشبكات الاجتماعية والمجتمع الالكتروني. ووقع اختيار لجنة التحكيم على المدونة الكينية “أوشاهدي” للفوز بجائزة أفضل مدونة عالمية. ومدونة “أوشاهدي” هي مبادرة أقامتها مجموعة من الصحفيين الكينيين لنقل صورة عن أحداث العنف وجهود السلام إلى الرأي العام العالمي. ومع الإقبال الكبير على المشاركة في المدونة، التي يعني اسمها “شهادة”، تحولت من مجرد مبادرة يقوم بها بعض الهواة إلى موقع احترافي. واتسع نطاقها ليشمل عدة دول إفريقية أخرى، وصولاً إلى أوروبا والولايات المتحدة أيضاً. فريق التحكيم اختار هذا المشروع الرائد لأنه يجمع الأشخاص من كل أنحاء العالم، ويهتم بإطلاع العالم بمشاكل الأقليات والأشخاص المهمشين في البلدان المختلفة. منافسة قوية على جائزة “مراسلون بلا حدود” أما جائزة “مراسلون بلا حدود”، والمخصصة لدعم حرية التعبير، فقد فازت بها مدونة إيرانية تحمل اسم “نحن صحفيون” للمدونة زهيلا باني ياجوب. وقد اختارتها لجنة التحكيم لأنها “من الصحفيات القليلات اللاتي مازلن يدافعن عن الحرية في إيران”. باني ياجوب تعرضت للاعتقال للمرة الثالثة على التوالي بعد الانتخابات الإيرانية، كما حكم على زوجها الصحفي أيضاً بالحبس سبع سنوات. وقد نافست في هذه الفئة بقوة مدونة سعودية تحمل اسم “حلم أخضر”، وتسلط الضوء على الفئات المهمشة في المجتمع السعودي، والتي تعيش تحت خط الفقر. لكن اختيار لجنة التحكيم وقع في النهاية على المدونة الإيرانية، وهو ما ترجعه عضو لجنة التحكيم العربية، أميرة الحسيني، إلى أن المدونات الإيرانية لديها قصص تجذب الرأي العام العالمي، وتضيف: “عندما نتحدث عن وجود مدونات عربية تهتم بقضايا عامة وتنتقد السياسة أو تتحدث في موضوعات اجتماعية تهم الرأي العام، فهذا الأمر لا يستقطب لجنة التحكيم مثل القول بأن هناك صحفية إيرانية تدافع عن حرية التعبير وتسعى لإخلاء سبيل زوجها المسجون. فهذه القصة تستقطب الرأي العام العالمي بشكل أفضل”. لكن المدونة البحرينية الناشطة تؤكد أيضاً أنها وجدت عملية التحكيم في غاية النزاهة، وأن أعضاء اللجنة كانوا جميعاً في رأيها صحفيين ذوي خبرة كبيرة وعبروا عن آرائهم بكل موضوعية. “أسامة الرمح” – أفضل مدونة عالمية في رأي الجمهور وكان من المفاجئ أن يصوت الجمهور لمدونة “أسامة الرمح” العربية كأفضل مدونة عالمية، بنسبة تصويت 62 بالمائة. وقد فازت هذه المدونة أيضاً بجائزة “أفضل مدونة عربية”، حيث رأت لجنة التحكيم أنها “مدونة حيوية، ذات أسلوب ساخر، وتطرح موضوعات كثيرة ومتنوعة تتراوح بين الثقافة والمجتمع والسياسة”، كما تؤكد الحسيني. ويضيف منسق القسم العربي للمسابقة زاهي علاوي، أن ما يميز هذه المدونة أيضاً هو كونها تمثل الشباب العربي بشكل عام، ولا تقتصر على الشباب الأردني فقط. أما أسامة الرمح، الذي يشارك للمرة الثانية في مسابقة دويتشه فيله، فقد فوجئ بالفوز، وفوجئ بالأكثر بترشيحه لفئة “أفضل مدونة عالمية”، ولتصويت الجمهور له. وهو يعتبر هذا الأمر إنجازاً كبيراً له ولمدونته. أسامة أكد في حديث لموقعنا أنه اختار التدوين “بالصدفة”، ويضيف: “لقد بدأ الأمر من باب الملل والرغبة في تجربة شيء جديد، لكن بعد أن رأيت تفاعل القراء معي، أردت أن أستمر في التدوين، وأن أنقل كل أصوات الشباب. أنا أجد موضوعاتي في عيون الشباب، ولا أتبع مواقف معينة، لكني فقط أعبر عن جيل الشباب وأفكاره”. جائزة “أفضل مدونة إنجليزية” تذهب إلى المغرب أما المفاجئ في نتائج المسابقة فهو فوز مدون عربي بجائزة “أفضل مدونة باللغة الإنجليزية”، عن مدونته Talk Marokko، عن فئتيها: تصويت الجمهور وجائزة لجنة التحكيم. وتؤكد أميرة الحسيني أن هذه المدونة تغطي ثغرة في التدوين الشمال إفريقي، الذي كان في السنوات الماضية يكاد يقتصر على اللهجات العامية أو الفرنسية إلى جانب اللغة العربية. وترى الحسيني أن وجود مدونة إنجليزية تهتم بالشؤون المغربية أمر هام لفتح قنوات للحوار، وهو ما جعل لجنة التحكيم تتحمس لها. وقد كان هذا بعينه هو هدف إنشاء هذه المدونة حسبما يؤكد صاحبها، المغربي هشام، والذي قال في حديث لموقعنا: “لقد كان هناك تعطش للحوار حول موضوعات تخص المغرب، فخلقنا هذا الفضاء واخترنا اللغة الإنجليزية لتجاوز الحاجز اللغوي الفرنسي في دول المغرب”. هشام بدأ في التدوين في عام 2007، ودفعته في بداية الأمر روح الاستطلاع، حتى وجد في الانترنت فضاء واسع للتعبير دون قيود ولتبادل الآراء بين أشخاص من خلفيات مختلفة ولهم آراء مختلفة. فبدأ مع زميلة أمريكية له هذه المدونة التي أرادت فتح باب التواصل بين كل من يهتم بشؤون المغرب في العالم. ويتم اختيار الموضوعات التي تطرح للمناقشة بكل ديمقراطية، حيث يتم التصويت بين أعضاء المدونة قبل القيام بفتح باب النقاش.