رفضت وزارة الخارجية التركية "استياء" نظيرتها اليونانية، من تلاوة القرآن الكريم في متحف آيا صوفيا في اسطنبول خلال شهر رمضان، وقالت إن "هذا الأمر غير مقبول"، فيما دعت اليونان تركيا من جديد لاحترام المواقع المصنفة تراثا إنسانيا، معتبرة أن هذا البلد "يعيش خارج سياق القرن ال21". ويأتي هذا التصعيد بين البلدين بعد ترخيص السلطات في اسطنبول لقناة تركية حكومية ببث برنامج ديني من داخل متحف "آيا صوفيا" خلال فترة السحور، طيلة أيام شهر رمضان المبارك، يتضمن تلاوة آيات من القرآن الكريم وفقرات دينية بمشاركة علماء. وانتقدت اليونان التي تعتبر نفسها الوصية على إرث الكنيسة الاورتدوكسية قرار تركيا السماح، بذلك واعتبرت أن هذه الخطوة لا تتماشى وقيم المجتمعات الديمقراطية والمتحضرة، مضيفة أن أثينا "تندد بهذه الخطوة التراجعية، والمتعصبة لبرمجة تلاوة القرآن في آيا صوفيا بمناسبة رمضان". وقال المتحدث باسم الخارجية التركية، طانجو بيلغيتش، في بيان اليوم له، إن استياء الخارجية اليونانية "أمر غير مقبول" ودعا الحكومة اليونانية إلى "التحلي بالمنطق السليم" في تصريحاتها. وأضاف المتحدث أن اليونان "تمنع بناء المساجد في أثينا، وتتدخل في الحريات الدينية لأتراك تراقيا الغربية "أقصى شمال شرق اليونان"، وتخلط بين الحداثة ومعاداة الإسلام". ومباشرة عقب ذلك ردت الخارجية اليونانية ببيان جديد نقلته وكالة الانباء الرسمية دعت فيه مرة اخرى أنقرة لوقف "تلاوة القرآن في آيا صوفيا"، مضيفة أن تركيا اذا لم تستوعب بعد أو لم تبذل جهودا لاحترام التزاماتها في حماية المواقع المصنفة تراثا إنسانيا فهذا يعني أن البلد لا يعيش في سياق القرن ال21". وأضافت الخارجية اليونانية أنه من المعروف ان هناك احتراما ومساواة بموجب القانون للمواطنين في تراقيا، حيث يوجد أكثر من 320 مسجدا . وتقول تركيا إن منطقة تراقيا الغربية تضم مجموعة من الأقليات التي تصر أثينا على عدم الاعتراف بها، ويأتي في مقدمتها الأتراك البالغ عددهم 121 ألف نسمة. كما تضيف أن أثينا هي العاصمة الأوروبية الوحيدة التي لا يوجد فيها مسجد، وكانت الحكومة اليونانية قدمت للبرلمان عام 2000 مشروع بناء مسجد، إلا أن قرار البناء لم يصدر إلا عام 2011، بعد نقاشات استمرت 11 عاما، ورغم عرض الحكومة مناقصة البناء، إلا أن اعتراض القساوسة وكبار رجال الدين المتشددين تسبب في تأجيل المناقصة التي لم تطرح بعد. ويعود بناء كاتدرائية آيا صوفيا الواقعة في قلب اسطنبول للقرن السادس الميلادي من قبل الدولة البيزنطية، وكانت كنيسة ارأدوكسية جرى تحويلها بعد فتح القسطنطينية بقيادة السلطان محمد الثاني عام 1453 إلى مسجد. وتم إغلاق المسجد لأربع سنوات إبان دخول عهد العلمانية في البلاد، وتم تحويله إلى متحف في قرار دخل حيز التنفيذ عام 1935. وفي شهر إبريل من العام 2015 شهد متحف آيا صوفيا أول تلاوة لآيات قرآنية منذ حوالي 85 عاما، جاءت على لسان علي تل، إمام مسجد أحمد حمدي أكسكي في أنقرة، خلال افتتاح معرض "النبي محمد في ذكرى مولده ال 1444" تحت شعار "حب النبي".