انتقدت اليونان بشدة، قرار تركيا إقامة حفل ديني وتلاوة القرآن الكريم في متحف آيا صوفيا، ليلة أمس الأربعاء، بمناسبة ليلة القدر واعتبرت أن هذه الخطوة "لا تتماشى وقيم المجتمعات الديمقراطية والمتحضرة". ودعا نائب وزير الخارجية اليوناني يانيس اماناتيديس، منظمة اليونيسكو لدعم بلاده في هذه القضية والعمل على "حظر إقامة أية صلوات أو قراءات للقرآن الكريم داخل آيا صوفيا". وأضاف عقب مباحثاته مع مساعد المدير العام لليونيسكو فرانشيسكو بانداران، اليوم الخميس في أثينا، أن "الخطوة التركية استفزازية وموقفنا واضح فآيا صوفيا مصنفة ضمن التراث الإنساني ويجب ان تبقى كذلك". وفي مؤتمر صحافي عقب المباحثات، قال المدير العام المساعد لليونيسكو إنه يجب الحفاظ على آيا صوفيا كمتحف كما هو وضعها الحالي باعتبارها واحدة من أهم المواقع الثقافية في العالم وذات رمزية عالية بالنسبة للعديد من الثقافات . وإضاف ليست هذه المرة الأولى التي نبلغ فيها الجانب التركي بضرورة أن يبقى وضع آيا صوفيا كما هو قائم ونكرر هذا الموقف، حسب قوله. وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان في وقت سابق، اليوم الخميس، "إننا ندين تلاوة القرآن وإقامة الصلاة في آيا صوفيا بحضور مسؤولين أتراك وفي حفل نقله التلفزيون". وأضاف البيان أن "آيا صوفيا مصنفة ضمن التراث الإنساني لليونيسكو وأي محاولة لتحويلها الى مسجد من خلال إقامة الصلوات وتلاوة القرآن وأعمال من هذا القبيل يمثل إهانة للمجتمع الدولي الذي عليه التجند لمواجهة مثل هذه الأفعال"، داعيا تركيا للتحلي ب"قيم المجتمعات المتحضرة والكف عن إيذاء مشاعر المسيحيين عبر العالم". ويعود بناء كاتدرائية آيا صوفيا الواقعة في قلب اسطنبول للقرن السادس الميلادي من قبل الدولة البيزنطية، وتعتبر أبرز رمز ديني بالنسبة للمسيحيين الأرتدوكس والكنيسة الشرقية. وظلت لسنوات أم الكنائس الارتدوكسية قبل تحويلها بعد فتح القسطنطينية (اسطنبول) بقيادة السلطان محمد الثاني العام 1453 الى مسجد. وتم إغلاق المسجد لأربع سنوات ابتداء من 1931 إبان دخول عهد العلمانية في البلاد، ليتحول الى متحف في قرار دخل حيز التنفيذ عام 1935. وفي شهر إبريل العام 2015 شهد متحف آيا صوفيا أول تلاوة لآيات قرآنية منذ حوالي 85 عاما، على لسان علي تل، إمام مسجد أحمد حمدي أكسكي في أنقرة، خلال افتتاح معرض "النبي محمد في ذكرى مولده ال 1444" تحت شعار "حب النبي".