خليل فايد شاب مغربي ولج قناة "إم بي سي سبورت برو" كأول معلق مغربي بالدوري السعودي لكرة القدم، بعد أن كان يعلق على فيديوهات "يوتيوب" مستخدما ميكروفونا لا يتجاوز سعره 70 درهما. ولم يكن "ابن بني ملال"، الذي اكتشف عالم التعليق الرياضي في سن التاسعة، على علم بأنه، في يوم من الأيام، سيعيش الحلم الذي رافقه منذ الصغر، وهو الذي "كان مهووسا بالتعليق أينما حل وارتحل؛ إذ كلما رافق والده خارج المنزل، إلا وشرع في التعليق على مباراة من المباريات مطالبا إياه بحسن الإنصات"، تقول أمه بكل فخر، وهي التي كانت تظن أن "الموهبة التي طورها خليل مجرد هوس سيزول مع الزمن". ازداد المعلق الشاب بمدينة سطات سنة 1995، وكانت النشأة ومرحلة الطفولة بمدينة بني ملال، تربّى في كنف أسرة ربّها أستاذ وربّتها اختارت أن تتفرغ لشؤون البيت. حصل على شهادة الباكالوريا في شعبة الآداب وتمكن السنة الماضية من نيل شهادة الإجازة في الأدب الإنجليزي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة مولاي سليمان بالمدينة ذاتها، وهو الآن يتابع دراسته بالكلية نفسها عبر المراسلة. ولطالما استهوى فن التعليق الرياضي خليل الطفل؛ إذ "كنت أستخدم هاتف أبي لتسجيل مقاطع صوتية، لكن بعد ذلك نسيت الأمر تماما، ثم عادت الفكرة من جديد عندما بلغت من العمر 15 سنة"، يقول الشاب، قبل أن يبدأ سنة 2011 بالتعليق على مقاطع فيديو على الإنترنيت، وذلك عبر دمج الصوت بالصورة باستعمال تقنيات هاوية، مشددا، في هذا الإطار، على "الدور الذي لعبه التطور التكنولوجي في إيصال صوتي إلى فئة عريضة من الناس، ومن بينهم معلقون معروفون ومؤسسات إعلامية رياضية كبرى". وأشاد فايد بالدور الذي لعبه موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"؛ حيث قال إنه "تمكن من التواصل مع ما يزيد عن 100 إعلامي في الميدان الرياضي من جميع الدول العربية الذين قاموا بالتوجيه وتقديم النصائح، وتصحيح الأخطاء التي كنت أرتكبها في الأيام الأولى"، وذلك من أجل تحقيق حلمه في أن يكون معلقا مشهورا، علاوة على توجهه نحو "المنتديات الإلكترونية التي كانت تضمن لي رجع الصدى بتعليقات تكون إيجابية أحيانا وسلبية أحايين أخرى". ولم يكن عمر الشاب يتجاوز 18 ربيعا حينما توصل بأول عرض للاشتغال بمؤسسة إعلامية رياضية، ويتعلق الأمر بقناة "الرياضية السعودية" التي طرقت باب خليل الذي لم يتردد في قبول العرض، إلا أن صغر سنه حال دون تمكنه من الحصول على تأشيرة ولوج بلاد الحرمين الشريفين، وهو السبب نفسه الذي منعه، بعد مرور أربعة أشهر، من الاشتغال ضمن طاقم قناة "لاين سبورت" السعودية، إلا أن هذا لم يمنعه من الاشتغال كمعد تقارير عن بعد مع قناة "الرياضية السعودية" في برنامج "واحد على عشرة" لمدة شهرين، قبل أن تشترط عليه الالتحاق بمقرها، وهو الشيء الذي لم يكن قادرا عليه. والتحق فايد، قبل قرابة أربعة أشهر، بقناة "MBC PRO SPORTS"، ليعلق على أول مباراة له، في شهر ماي الماضي، جمعت بين "الفيصلي" و"الشباب"، وبذلك يكون أول مغربي يعلق على الدوري السعودي. في هذا السياق، قال خليل: "أتشرف بكوني أول مغربي يعلق على هذا الدوري، وأتمنى أن أكون قد شرفت التعليق الرياضي المغربي ورفعت راية المغرب في الميدان الإعلامي". *صحافي متدرب