بعد قرار الملك محمد السادس إلغاء التأشيرة على المواطنين الصينيين لدخول التراب المغربي، ابتداء من فاتح يونيو 2016، شرع العديد من السياح الصينيين الراغبين في استكشاف المملكة، وتنوعها السياحي الزاخر، بالتوافد على مطار الدارالبيضاء. ووطأت أقدام أول فوج سياحي صيني أرض المغرب في الأيام القليلة الماضية، بعد قرار إلغاء التأشيرة، وهو الفوج الذي عبر عن فرحته الغامرة لزيارة المملكة، خاصة بعد إلغاء "الفيزا" التي كانت تشكل أكبر عائق أمام "ملوك التسوق" في الماضي. وخلال أيامهم الأولى، زار السياح الصينيون مدينة مراكش ومنطقة مرزوكة، فانبهروا بجمال "المدينة الحمراء"، ومناظر أمواج الرمال في الجنوب، وفي طريقهم من مرزوكة إلى فاس عبروا جبال الأطلس بحلته الربيعية الجميلة، كما زاروا مدينة شفشاون. ووفق منابر صينية، فإن السياح انجذبوا إلى جمال مختلف المناطق المغربية، لكنهم فوجئوا بوجود متسولين قاصرين في بعض المدن، ضايقوهم في أحيان كثيرة، خاصة على مستوى إشارات المرور، كما سجلوا "غياب" الشرطة السياحية في بعض المدن، باستثناء مراكش. ويرى مراقبون أنه لابد من زيادة عدد عناصر الشرطة السياحية، وتعميمها في جميع المدن والمناطق السياحية بالمغرب، من أجل حل مشكلات أي سائح قد يتعرض للاستغلال في أي فندق أو مطعم أو سيارة أجرة، أو للسرقة والابتزاز، أو مضايقات أو سوء المعاملة. ومن ملاحظات السياح الصينيين أيضا بطء الإنترنت وضعف إشارات "الويفي" في مطار الدارالبيضاء، كما أن معظم "الرياضات" والفنادق السكنية الخاصة مملوكة للأجانب، لكن بالمقابل أشادوا بحفاوة استقبال المغاربة للأجانب من دون أي تمييز أو عنصرية. يذكر أن العديد من وسائل التواصل الاجتماعية الصينية أُغرقت في الفترة الأخيرة بمنشورات حول المغرب ومؤهلاته السياحية، خاصة التي تتناسب مع الذوق الصيني، ومنها المناطق الخلابة في جنوب البلاد، ومدن مراكشوشفشاون وغيرهما. وتجدر الإشارة إلى أن الصين تعد البلد الأول المصدر للسياح في العالم. ووفق تقرير معهد السياحة الصيني، التابع لمصلحة الدولة للسياحة، فقد بلغت نفقات السياح الصينيين في الخارج أكثر من 164 مليار دولار، ويصل عددهم سنويا نحو 135 مليون سائح. ويتراوح متوسط إنفاق السائح الصينى الواحد على التسوق فقط حوالي 10 آلاف دولار في كل زيارة خارج الصين، ما دفع دولا عديدة إلى أن تخطب ود السائح الصيني، وتوفر له جميع السبل للسياحة والتسوق في ظروف مريحة.