تفاجأ الكثير من المتتبعين لزيارة الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية بقرار إلغاء التأشيرة على المواطنين الصينيين لدخول المغرب، واعتبره مراقبون سيأتي بالنفع على البلاد خصوصا في الجانب السياحي، إذا ما تم تهييء الظروف الملائمة لاستقبال هذا المنتوج السياحي الجديد. السائح الصيني، أو "ملك التَّسوق"، أصبح هدفاً رئيسياً لكل دول العالم؛ حيث تعتبر الصين من أكبر الدول المصدرة للسياحة؛ إذ يسافر نحو 117 مليون سائح صيني سنويا إلى مختلف الجهات السياحية العالمية، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد ليصل الى أكثر من 200 مليون سائح بحلول سنة 2020. كما بلغت نفقات الصينيين في الخارج، وفق تقرير معهد السياحة الصيني التابع لمصلحة الدولة للسياحة، إلى 164.8 مليار دولار. ويرجع ترف السائح الصيني إلى ارتفاع مستويات دخل الفرد الصيني، الذي بدأت ثقافته في التغير نحو الانفتاح أكثر على الاستهلاك. ويتراوح متوسط إنفاق السائح الصينى الواحد على التسوق فقط حوالي 10.800 دولار في كل زيارة خارج الصين، لذا نجد أن الهند، وقبلها اليابان والتايلاند وماليزيا والإمارات المتحدة، ودول أوربية عديدة، تخطب ود السائح الصينى، وتوفر له جميع السبل للسياحة والتسوق في ظروف مريحة. وحتى يكون للمغرب نصيب مهم من هذا المارد السياحي، ويحْذو حذوَ العديد من الدول التي سبقته إلى ذلك، يرى مختصون أن جذب السياح الصينيين إلى المغرب يتطلب المزيد من الجهود، منها المطارات التي يتعين أن تكون فيها عبارات الترحيب باللغة الصينية، إلى جانب إدراجها في المواقع السياحية الرسمية. ويذهب البعض إلى ضرورة أن يقوم المغرب على تجهيز الفنادق والبرامج السياحية بالقدر المناسب لطبائع ورغبات السائح الصيني، التي تختلف بعض الشيء عن طبيعة السائحين من مختلف دول العالم الأخرى، وأيضا إدماج الخدمات المصرفية التي تعتمد "يونيون باي" الصينية في الأبناك والمطاعم والمحلات التجارية الكبرى، وهي البديل الصيني لخدمتي "فيزا" و"ماستركارد". أما على الجانب الصيني، فيقترح المختصون إنشاء خطوط جوية مباشرة بين الصين والمغرب، وكذا السماح للخطوط الجوية الصينية بتوفير خطوط بين الصين والمغرب، وفتح مكاتب سياحية مغربية بالصين، خاصة في المدن الكبرى كبكين وشنغهاي ومدينة غوانزو الجنوبية. ويجب التفكير بموازاة ذلك في طرق جذب السياح، وإنعاشها من خلال العديد من الوسائل الجديدة، كالإشهار داخل مواقع التواصل الإجتماعية الصينية، وإطلاق إعلانات مبدعة لتسويق المنتوج السياحي المغربي الغني بالموروث الثقافي والمزارات السياحية الجذابة، إضافة إلى الاستقرار والأمن اللذين ينعم بهما مقارنة بدول الجوار. ولم يعد يفصل المغرب عن سنة 2020 إلا ثلاث سنوات ونصف السنة من أجل بلوغ هدف عشرين مليون سائح، وهو التحدي الذي أكد مراقبون أنه لابد أن يكون للسائح الصيني نصيب مهم فيه، في حالة ما إذا تضافرت الجهود لإنجاحه.