بمشاركة متميزة في الدورة العاشرة لمعرض بكين الدولي للسياحة، يواصل المكتب الوطني للسياحة إصراره الحثيث على ترسيخ حضور المغرب في السوق الصينية الواعدة والفوز بحصة لائقة منها، مرتكزا في ذلك ما تزخر به المملكة من مؤهلات كبيرة. وأوضح مندوب المكتب في بكين خالد فتحي أن المعرض شكل فرصة للقاء والتواصل مع وسائل الإعلام والمهنيين الصينيين من أجل التعريف أكثر بوجهة المغرب وبمنتوجه السياحي المتميز. وبحث الفاعلون المغاربة ونظراؤهم الصينيون، في عدة لقاءات أجريت خلال المعرض، سبل إقامة شراكات وإبرام عقود للترويج والتسويق السياحي بالمدن الكبرى المصدرة للسياح مثل بكين وشانغهاي وغوانجو وشنجن وسيتشوان. وقال فتحي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الممثلية ركزت في هذه الدورة على وسائل الإعلام الصينية المتخصصة في السياحة والأسفار عبر الشبكة الالكترونية، لما أصبح لها من دور في المجتمع الصيني ولتعزيز القرب والتواصل مع أوسع عدد من الجمهور. وتعد سوق الأنترنت بالصين أحد الركائز المهمة في التعرف على الوجهات السياحية العالمية والقيام بحجوزات. وتبين من خلال اللقاءات التي أجراها الفاعلون والمهنيون المغاربة أن هناك اهتماما ملحوظا، من قبل نظرائهم الصينيين بوجهة المغرب لما ينعم به من استقرار بمنطقة شمال أفريقيا وحوض المتوسط. وأكد مدير المعرض إدوارد ليو أن المغرب "قادر وله كل مؤهلات الجذب للفوز بحصة محترمة من سوق الصين السياحية الضخمة، إذ يكفي ذكر الدارالبيضاء، التي تشكل علامة تجارية بارزة لإثارة فضول السياح الصينيين لزيارة المغرب". وأضاف إدوارد ليو، الخبير في السياحة العالمية، في تصريح للوكالة أن ما يحتاجه المغرب هو القيام بحملة إعلانية بكل المواصفات لترسيخ حضوره في هذه السوق، التي قال إنها ستصدر 150 مليون سائح في أفق 2020، إذا ما واصل الاقتصاد الصيني نموه بالوتيرة الحالية. وكانت المنظمة العالمية للسياحة قد توقعت أن يبلغ عدد السياح الصينيين في 2020 مائة مليون سائح. وقد بلغ عدد السياح الصينيين، خلال 2012 أزيد من 80 مليون سائح، أنفقوا خلال أسفارهم حوالي 104 مليار دولار. وأوضح الطيبي خطاب المدير الإقليمي للشرق الأوسط وآسيا بالمكتب الوطني المغربي للسياحة أن المكتب سيواصل توسيع مشاركته في المعارض بالصين، إذ إضافة إلى معرض بكين، الذي يعد الأهم، فإن المكتب سيشارك في معرضي شانغهاي وغوانجو. وأشار إلى أن المكتب، الذي قطع أشواطا في التعريف بالوجهة المغربية في الصين، سيكثف حملات ترويجية بهذه المدن بتعاون مع وكالات الأسفار التي تنظم رحلات للوجهات البعيدة. كما سينظم المكتب زيارات لفائدة وكالات الأسفار بهذه المدن للتعرف عن قرب على المنتوج السياحي المغربي (المدن التاريخية الصحراء- التقاليد والتاريخ- المطبخ المغربي). ومن جانبها رأت حياة جبران المديرة العامة لإحدى وكالات الأسفار المغربية أن هذه الجهود لا بد أن تصاحبها بعض الخطوات الملموسة، مثل تعزيز ميزانية المكتب وتوفير الوسائل الضرورية، وفتح خط جوي مباشر بين المغرب والصين، مضيفة أن مواصلة التركيز على الأسواق التقليدية، التي بلغت درجة الإشباع، تؤثر على جهود المكتب وقدراته. ودعت إلى منح مجموعة من الشباب الذين يتقنون اللغة الصينية، والذين قامت بعض الوكالات بتكوينهم بوسائلها الخاصة، بطاقة مرشد سياحي لتقديم خدمات أفضل للسياح الصينيين، مشددة على ضرورة النهوض بالمواقع الأثرية الوطنية وتجهيزها بكافة المستلزمات. وقد أقيم الجناح المغربي، الذي فاز بجائزة أحسن تصميم، على مساحة 72 متر مربع، وقد تم تصميمه وتهيئته وتجهيزه بطريقة مغربية مائة بالمائة. وزار المعرض أكثر من 30 ألف شخص وشارك فيه أزيد من 4000 منعش سياحي جاؤوا من 80 بلدا ومنطقة.