يشارك المكتب الوطني المغربي للسياحة في الدورة السادسة لمعرض بكين الدولي للسياحة والسفر الذي يختتم فعالياته اليوم الاثنين ، وذلك في إطار أنشطته الترويجية للوجهة السياحية المغربية في السوق الصيني الضخم. ويصدر السوق الصيني حاليا إلى الخارج أزيد من 25 مليون سائح سنويا ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى أزيد من 100 مليون سائح بحلول عام 2020. وتعد هذه المشاركة الرابعة للمكتب في هذا المعرض الذي يعد الأكبر من نوعه على جنوب شرق آسيا، ويضم الوفد المشارك بالإضافة الى مسؤولي المكتب وكالات أسفار مغربية وممثلين لقطاع الفندقة والمرشدين السياحيين. وقال الطيبي الخطاب، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وآسيا بالمكتب الوطني المغربي للسياحة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الصين تمثل حاليا وجهة رئيسية لاهتمام السلطات السياحية المغربية بالنظر لامكانياتها الكبيرة كسوق مصدرة للسياح. وأضاف أن هذا الاهتمام ترجم في بداية العام الجاري من خلال تعيين مندوب دائم للمكتب في بكين في شخص خالد فتحي، وبدأ برنامج تسويقي كبير استهدف أولا وكالات الأسفار الكبرى في عدد من المدن الصينية، ثم حملات إعلامية بالإضافة الى الحضور المستمر في المعارض السياحية التي تنظم في مختلف المدن الصينية. وأشار إلى أن المكتب سيدعم استراتيجيته الترويجية في السوق الصيني من خلال تكثيف الحملات الترويجية والإعلامية، وخلق تظاهرات مغربية ثقافية وفنية من خلال تنظيم أسبوعين ثقافيين مستقبلا في الصين بمشاركة فرق فنية مغربية. وأوضح الخطاب أنه على الرغم من عائق البعد الجغرافي إلا أن ذلك لا يمنع السياح الصينيين من السفر والتجوال في مناطق نائية حيث يصل هذا العدد حاليا الى أزيد من 400 ألف سائح سنويا في فرنسا ومثلها في عدد من البلدان الأوربية ثم 70 ألف في مصر وتركيا واليونان، معربا عن أمله في تسريع الخطوط الملكية المغربية فتح خط جوي مباشر بين الدارالبيضاءوبكين، والذي بامكانه تقليص مدة الرحلة الى 11 ساعة فقط، وتسهيل وصول مزيد من السياح الصينيين. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن المكتب سينفذ خلال هذه السنة برنامجا تكوينيا لفائدة مجموعة من المرشدين السياحيين لتعليمهم اللغة الصينية يكون في مرحلة أولى في معهد "كونفشيوس" لتعليم اللغة الصينية بجامعة محمد الخامس بالرباط، ثم لاحقا من خلال تنظيم دورة مكثفة في الصين. من جهته اعتبر خالد فتحي أن استرتيجية التسويق السياحي التي تنهجها ممثلية المكتب في بكين تروم بالأساس التعريف بالوجهة المغربية كواحدة من أفضل الوجهات للسفر والاستجمام في حوض المتوسط، حيث يتم التركيز على كبريات وكالات الاسفار ومحطات التلفزيون والمجلات السياحية المتخصصة والتي تم مؤخرا تنظيم جولات لها في المغرب من أجل الاطلاع عن كثب على الامكانيات السياحية المغربية. وأشار إلى أن البرنامج التروجي يشمل هذه السنة تكثيف الحملات الإعلامية والترويجية وتنظيم حملات موجهة في كبريات المراكز المصدرة للسياح، علاوة على برمجة موقع أنترنيت باللغة الصينية ومطبوعات ونشرات مصورة حول المغرب باللغة الصينية. ونظم المكتب المغربي للسياحة على هامش المعرض ورشة عمل مع وكالات الأسفار الصينية، كما أجرى لقاءات واتصالات مع عدد من الفاعلين السياحيين الصينيين، خصوصا من هونغ كونغ ومكاو وإقليم غواندونغ وهي المناطق الأكثر تصديرا للسياح الصينيين الى الخارج، حيث أعربوا جميعهم عن أسفهم لغياب خط جوي مباشر بين المغرب والصين والذي يحد بشكل كبير من تدفق السياح الصينيين الى المغرب. وقالت وانغ لي ممثلة إحدى وكالات الاسفار في مدينة غوانزهو، لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن المغرب وجهة رومانسية بالنسبة للعديد من الآسيويين لكن مشكلة النقل الجوي تظل أكبر العوائق التي تحد من تدفق كبير للسياح هذا في الوقت الذي عرفت فيه وجهات مماثلة أو أقل مثل تركيا ومصر تدفقا كبيرا للسياح الصينيين بعد فتح خطوط نقل مباشرة. وأضافت إن غالبية الدول المستقبلة للسياح في الشرق الأوسط لديها خطوط جوية مباشرة حاليا مع الصين ومنذئذ وحركة السياحة مزدهرة بل إن الحجوزات في أعلى مستوياتها بالنظر لكون الصين تستقبل أيضا وفودا سياحية كبيرة من هذه البلدان يقدمون على مدار العام للصين للتسويق، فبين الصين والإمارات مثلا هناك ثمانية رحلات يوميا في المعدل تربط دبي وأبو ظبي بكبريات المدن الصينية، ثم رحلات أخرى منتظمة يوميا بين بكين أو شنغهاي وكل من القاهرة واستنبول والجزائر العاصمة والدوحة وصنعاء. وأوضحت وانغ أن مشكلة الخطوط المباشرة مع الصين لا تعاني منها فقط بعض الوجهات المتوسطية الأكثر استقبالا للسياح من قبيل المغرب بل حتى المنطقة الإفريقية والتي توفد للصين سنويا أزيد من مائتي ألف سائح غالبيتهم يأتون للتجارة، وهؤلاء يمرون عبر وجهة ثالثة غالبا ما تكون أوربا أو دبي بالنظر لغياب خطط مباشرة. ويعد معرض بكين الدولي للسياحة والسفر واحدا من أبرز المعارض السياحية المتخصصة في الصين ويشارك في فعاليات الدورة االسادسة للمعرض هذا العام أزيد من 800 عارض يمثلون 90 دولة ويتوقع أن يصل عدد زوار المعرض هذا العام إلى أزيد من 40 ألف زائر من مهنيي السياحة والفندقة.