رفع ناظوريون، من ملبي دعوة حركة "شباب 20 فبراير" للتظاهر في مسيرة 24 أبريل، شعار: "قولوا للملك.. المفسدين دايرين بك" ضمن الوقفة التي استهلت بها خرجة الأحد بساحة حمان الفطواكي.. وهو الموعد الذي شهد مشاركة تعد الأكبر في تاريخ خرجات ذات الحركة الشبابية كما عرف اختيار أطول مسار مخترق منذ الشروع في الدعوة لمسيرات "التغيير المرغوب". مسيرة 24 أبريل بالناظور استطالت على طول تسعة شوارع حاملة لأسماء محمد الخامس والحسن الثاني فيوسف ابن تاشفين والحسن الأول، ثم المسيرة والجيش الملكي، قبل معاودة النفوذ عبر جزء من ذات المسار السابق قطعه.. وصولا إلى شارع الجنرال محمد أمزيان وساحة التحرير التي اختتمت بها مسيرة الاحتجاج. وقد اتسمت خرجة "شباب 20 فبراير الناظور" بحضور نوعي وسيادة للتنظيم الذاتي، كما رصد وعي كافة المشاركين بثقل ضمان الأمن العام وسلامة الممتلكات العمومية والخاصة بتشكيل سلاسل بشرية عفوية تقي كافة المنشئات والعربات من أي مضار محتملة.. خصوصا وأن المقاربة الأمنية المرصودة واكبت الاستراتيجية المرسومة على المستوى الوطني بتغييب عناصر حفظ النظام وتجنيد أعداد كبيرة من رجال الاستعلامات لمواكبة المتظاهرين بالتدوين الورقي والتصوير الرقمي. ناظوريو 24 أبريل رفعوا شعارات من بينها "مَا دار والو.. المنوني يمشي بحالو"، "المغرب يا جوهرة.. خرجوا عليك الشفارة"، "الفساد هنا ولهيه.. وهاد الشعب شكون يحميه"، "الجماهير تتكلم.. يسود، يسود وما يحكم"، "شعب الريف سير.. حتى النصر والتغيير"، "الصحة فيها بادو.. وراجلها فالما والضو"، زيادة على شعارات مرفوعة بأمازيغية الريف من قبيل: "المغرب نْغْ.. الفساد أثْنْسُوفْغْ" و "البحر يْتْتَّانْغْ.. المخزن يْنْقّانْغْ" و"زِي الهمّة آرْ عبَاس.. أشفّار غَارْ أومَاسْ".. اختلال تنظيمي بسيط عرفه ختم مسيرة 24 أبريل بوصولها إلى منتهاها بساحة التحرير من مدينة الناظور، إذ شرع عدد من المنتمين لنشطاء المجتمع المدني والحركة الأمازيغية في رفع شعارات الخرجة بمواكبة من إقدام أحد أعضاء "تنسيق 20 فبراير الناظور" على إلقاء "كلمة ختامية مذكرة بمطالب التغيير والإصلاح".. في حين دخل ذات المحتجين على هذا الإجراء ضمن نقاش مع بعض الحاضرين وهم ينتقدون ما أسموه "محاولة تسييس المسيرة" و"تبني خطابات حزبية ضيقة". وعلاقة بذات الواقعة صرح عبد الرحيم فوزي، بصفته عضوا بتنسيق "شباب 20 فبراير للناظور"، بقوله: "ما حدث ضمن مسيرة 24 أبريل بالناظور يعد تعبيرا عن مسعى وارد في الحسبان منذ مدة بإمكانية بروز نوايا الركوب على المبادرة الشبابية التي أفلحت في تكريس الخيار السلمي والدفع بالقوات العمومية صوب مقارها عوض محاولة التصدي للمتضاهرين"، وأردف: " بعض التنظيمات من داخل ما يصطلح عليه جزافا بمجلس الدعم تحاول البروز أمام الرأي العام بمظهر ضابط الإيقاع دون أن تفلح في مسعاها". كما استرسل فوزي ضمن تصريحه بتأكيده على أن "المفاجأة ضمن موعد 24 أبريل كمنت في إصرار فرد محسوب على تنظيم يساري راديكالي على إعطاء ما أسماه كلمة ختامية للمسيرة رغما عن كون الكلمات المخصصة يوم الخرجة قد ألقيت بالفعل من قبل المحتجين المشاركين كمغاربة دون أي تواجد مفترض لألوان الطيف السياسي".. مضيفا: "هذا التصرف المقدم عليه من ذات العنصر، المنتمي أسفا لتنسيق حركة شباب 20 فبراير بالناظور، أضيف أيضا لما رصد من عدم إخفائه تعامله مع أجهزة الاستعلام وهو يرشدهم إلى مسار الخرجة بشكل مفضوح".. قبل أن يختم بقوله: " كافة أعضاء التنسيق المحلي للحركة مجبرون حاليا على إيجاد جواب شاف لتساؤل جوهري منصب على مدى سلامة التنظيم الشبابي من الاختراقات الأمنية الراغبة في التدجين.. فحركة شباب 20 فبراير لا يمثلها أي أحد، كما لا يمكن لأي كان أن يعين نفسه ناطقا باسمها، ولا يمكن أبدا للمشككين بادئ الأمر في نوايا شباب الحركة، أو المكتفين بحضور محتشم ضمن خرجاتها السابقة، أن يحاولوا فرض أنفسهم على نضالها الراقي عن أي حسابات انتخابية". أمّا رشيد احساين، رئيس جمعية أنوال للتنمية والتواصل، فقد أورد بأن "الجمعية كانت واضحة في خيارها منذ البداية بكونها أول تنظيم قانوني يساند شباب 20 فبراير على المستوى الوطني بأن طالب من المغاربة صراحة بالخروج ضمن المسيرة الاستهلالية لهذه الاحتجاجات الرافعة مطالبا مشروعة هي من صميم تطلعات عموم الشعب المغربي"، وواصل احساين بتأكيده على أن "جمعية أنوال للتنمية والتواصل، وهي تؤكد استمرارها في التواجد داخل حركة شباب 20 فبراير ووضعها لزيها التنظيمي بعيدا عن التأثير في خيارات الشباب، فإنها ترى بأن إقدام بعض التنظيمات وأولها الحزب الاشتراكي الموحد بالناظور على إنشاء ما أسمي مجلسا لدعم الحركة لا يعد إلا محاولة متأخرة لمحاولة الركوب على نضال الشباب وفق مقاربة مستهترة ومستخفة بمطالب شباب مغرب اليوم". ويرى رشيد احساين ضمن تصريحه "ضرورة الإشادة بالدور الكبير الذي تلعبه عناصر تنظيمات جد محترمة، أبرزها جماعة العدل والاحسان والحركة الأمازيغية، بابتعادها عن سلوكيات الإنزالات والترامي على الزعامة.. رغما عن كونها تتوفر على أعداد كبيرة قادرة على تمكينها من هذا الدور الذي تطمح إليه تنظيمات من طينة الاشتراكي الموحد واليسار الجذري غير القادرة على ملء قاعة متوسطة الحجم في أكبر مواعيدها فبالأحرى قدرتها على تحريك الشارع".. ودائما حسب تعبير احساين.