الجزائر تنزعج من اقتناء المغرب لفرقاطة عسكرية واحدة من فرنسا ! "" في الوقت الذي تؤكد فيه كل مؤشرات الاقتصاد والسياسة والاستراتيجية نجاح الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الدولة الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب، سارعت الجزائر وصنيعتها البوليزاريو إلى انتقاد مضامين هذه الزيارة ونتائجها. أولى الانتقادات التي وجهتها الجزائر كانت حول التصريحات الواضحة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي بخصوص قضية الصحراء المغربية، وجدد فيها ساركوزي تأكيده على الموقف الفرنسي الداعم لمبادرة المغرب التي وصفها ب «الجادة وذات مصداقية». بالنسبة للبوليزاريو فإن هذه التصريحات فيها نوع من الانحياز للمغرب، كما أوردت ذلك وكالة الصحافة الفرنسية من مقتطفات بيان أصدرته قيادة الانفصاليين ونشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، لتعود صحيفة الخبرالجزائرية كعادتها إلى الموقف الفرنسي من قضية الصحراء بكثير من التجريح في حق المغرب وعلاقته بفرنسا. أما ثاني ردود الفعل الجزائرية من زيارة الرئيس الفرنسي فكانت حول صفقة اقتنى بموجبها المغرب فرقاطة وحيدة متعددة الاختصاصات من طراز فريم. وقد رأت صحف جزائرية أخرى في ذلك ما أسمته جريدة الشروق الجزائرية مسعى مغربيا مكثفا للتسلح بهدف إعادة التوازن الاستراتيجي إلى المنطقة. وفي الوقت الذي يشكل فيه موقف الجزائر والبوليزاريو من تصريحات ساركوزي حول الطابع الجاد للمبادرة المغربية امتدادا لسياسة النزيق الفارغ أمام كل تقدم يحرزه ملف الصحراء مع تأكيد الدول الكبرى تأييدها للمبادرة المغربية، فإن الحديث عن تسلح المغرب وسعيه إلى إعادة التوازن للمنطقة يحمل في المقابل كثيرا من أوجه الغرابة، وذلك لاعتبارات متعددة: أولا، إن التوازن الاستراتيجي والعسكري الذي تتحدث عنه بعض أقلام الجزائر ليس توازنا مختلا، بل هو توازن لصالح المغرب، كما تعكس ذلك معطيات الواقع على الأرض، حيث يمارس المغرب سيادته على كل ترابه، دون وجود لأي من إمارات الإرهاب “ذات الاستقلال الكامل” عن الدولة كالتي توجد لدى الجارة الجزائر. ثانيا أن التهويل من اقتناء المغرب لفرقاطة وحيدة هو سلوك غريب، وفيه كثير من التضليل، مقارنة بحجم الصفقات الكبرى التي عقدتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، جريا وراء سراب الزعامة العسكرية والاستراتيجية للمنطقة. ولعل العودة إلى تاريخ هذه الصفقات التي أبرمتها الجزائر كفيل بتوضيح ذلك.. أهم الصفقات العسكرية التي وقعتها الجزائر هي تلك التي أبرمتها مع روسيا في شتنبر 2006 بهدف شراء دعم روسيا للبوليزاريو، وقد بلغت قيمة هذه الصفقة 7 مليارات أور ضمت شراء أربعين طائرة مقاتلة (ميغ 29) و ثمانية وعشرين طائرة للمطاردة (سوكوا 30) وست عشرة طائرة للتدريب (ياك 130) وأربعين مصفحة وثمانية أنظمة للصواريخ أرض جو (S300pmu) ومعدات بحرية وبرية أخرى. كما سبق لمصادر إعلامية روسية أن كشفت عن صفقة تسلح جزائرية روسية جديدة تتعلق بتجديد وعصرنة الأسطول البحري الحربي الجزائري باقتناء فرقاطتين. كما تعتزم الجزائر شراء بوارج حربية روسية من طراز جديد ويتم تصنيعها في إسبانيا في إطار عرض تقدمت به موسكو مؤخرا للعديد من الدول.