احتفى مركز مغارب للدراسات في الاجتماع الإنساني بكتاب عالم السوسيولوجيا الدكتور مصطفى محسن "الخطاب السوسيولوجي: شروط التكوين وآليات إنتاج المعرفة"، وذلك في شكل قراءة علمية أطرها كل من الدكتور رشيد الجرموني، والدكتور عبد الرحيم العطري. وترأس جلسة القراءة الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب، مبينا أن هذه الجلسة العلمية تعد احتفاءً بالكتاب والكاتب، موردا أن هذا المؤلَّف يعتبر إحدى الكتابات المتميزة للدرس السوسيولوجي بالمغرب، بل هو بمثابة سيرة ذاتية للسوسيولوجيا بالمغرب". وأفاد الجرموني، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، بأن الكتاب يناقش نشأة وتطور المعرفة في علم الاجتماع، مردفا أن الكتاب يعالج سوسيولوجيا السوسيولوجيا؛ حيث جعل "علم الاجتماع" موضوعا للدراسة والتفكير. ونوّه بالموقف النقدي للكاتب الذي سعى إلى مقاربة المعرفة السوسيولوجية بالوعي الاجتماعي، وبيان علاقة علم الاجتماع بغيره من العلوم الإنسانية، ليختم الجرموني قراءته بالتوقف عند أطروحة محسن في بيانه لأزمة علم الاجتماع في الوطن العربي وعواملها. وأكد العطري، أستاذ السوسيولوجيا بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، أن أطروحة هذا الكتاب لا يمكن فهمها بمعزل عن بقية كتب محسن، وقسم ورقته القرائية إلى أربعة محاور كبرى، أو أربع عتبات على حد تعبيره؛ وسم العتبة الأولى بعتبة العتبة، وهي العنوان، والعتبة الثانية تدور حول معلن الكتاب، أما العتبة الثالثة فهي مضمر الكتاب، وآخر العتبات سؤال الكتابة. وختم القارئ كلامه بالحديث عن أزمة علم الاجتماع واحتمالات الباحث السوسيولوجي اليوم بين أن يكون كاتبا أو خبيرا أو مناضلا أو مدرسا، ويظل الأصل، بحسب رأيه، أن تخدم هذه المهام وظيفته الأصلية وهي الكتابة وعدم الاغترار بالتحاليل الشفاهية. وختم محسن بالتقديم لكتابه والتعريف بمضامينه، مشيرا إلى ضرورة استكمال الاستقلال المعرفي والفكري، وتقديم منظورات جديدة لعلم الاجتماع بتثمين المنظورات القديمة وتوسيع دوائرها، وإعطائها مضمونا يتناسب مع تطور العلوم والاستفادة من المنظورات الجديدة للعلم. وفي الأخير نادى الكاتب بالمراجعة النقدية لمؤلفات الاستشراق والكولونيالية وتساءل: هل كل هذه الدراسات هي مؤدلجة وخادمة للمؤسسة الكولونيالية؟ أم إن هناك ما هو إيديولوجي وما هو علمي فيها؟".