أولت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية أبرز عناوينها لإضفاء الطابع الرسمي على رفض الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري لمشروع قانون يمنع تسريح الموظفين، ولزيارة وزير الخارجية البرازيلي الجديد للأرجنتين، وكذا لإصلاح نظام التقاعد بالبرازيل، ولأحداث العنف التي تخللت المظاهرات التي شهدتها، السبت الماضي، مدينة فالبارايسو بالشيلي. فبالأرجنتين، تطرقت الصحف المحلية لإضفاء الطابع الرسمي على "الفيتو" الذي استخدمه الرئيس ماكري، الجمعة الماضي، ضد مشروع قانون صادق عليه البرلمان بغرفتيه ويتعلق بمنع تسريح الموظفين، ولزيارة وزير الخارجية البرازيلي الجديد للأرجنتين، وكذا لسلسلة التدابير التي تدرس الحكومة الأرجنتينية إمكانية اتخاذها لتعزيز التقارب مع ساكنة جزر المالوين. وهكذا توقفت الصحف عند لجوء الرئيس ماكري إلى استخدام حق "الفيتو"، وفق ما يخوله له دستور البلاد، للاعتراض على مشروع قانون قدمته المعارضة وصادق عليه البرلمان بمجلسيه، ويتعلق بمنع تسريح الموظفين خلال مدة 180 يوما وينص على منح تعويضات مضاعفة لمن يتم فسخ عقودهم خلال هذه الفترة. وأبرزت الصحف المحلية أن قرار الرفض اكتسى طابعا رسميا بعد نشره اليوم الاثنين بالجريدة الرسمية للبلاد، مشيرة إلى أن حيثيات القرار وجهت انتقادات لحكومة الرئيسة السابقة كريستينا دي كيرشنير بشأن المسؤولية عن تدهور سوق الشغل بالأرجنتين خلال السنوات الأخيرة، من خلال توفير فرص شغل "غير لائق" وغير قار. وذكرت يومية "كلارين" أن حيثيات القرار المنشور بالجريدة الرسمية الأرجنتينية دافعت، بالمقابل، عن السياسات المعتمدة من قبل الحكومة للنهوض بقطاع الشغل من أجل إيجاد فرص شغل "ذي جودة" من خلال مشاريع تنموية ملموسة، من قبيل حزمة من التدابير الرامية التي أعلنتها الحكومة بهدف دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة بالبلاد، والتي توفر، حسب الحكومة نفسها، نحو 70 في المائة من مجموع مناصب الشغل بالبلاد وتشغل حوالي 4 ملايين أرجنتيني. من جانب آخر، توقفت الصحف الأرجنتينية عند وصول وزير الخارجية البرازيلي الجديد، جوزي سيرا، مساء أمس الأحد، إلى بوينوس أيرس، في أول زيارة له خارج البلاد، حيث من المنتظر أن يجتمع، اليوم الاثنين، مع كل من الرئيس ماكري ووزيرة الخارجية الأرجنتينية، سوسانا مالكورا، ووزير المالية، الفونصو برات غاي. وتناولت صحيفة "أمبيتو فينانسييرو" من جهتها، التصريحات التي ادلى بها سيرا قبيل توجهه للأرجنتين، والتي أكد من خلالها على ضرورة إصلاح السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، "ميركوسور"، بشكل يتيح لأعضائه إمكانية إبرام اتفاقيات للتجارة الحرة مع دول أو تكتلات اقتصادية أخرى. من جانبها، ذكرت يومية "لاناسيون" أن الحكومة الأرجنتينية تدرس سلسلة من التدابير الكفيلة بتعزيز التقارب مع ساكنة جزر المالوين المتنازع بشأنها مع بريطانيا، ومن ضمنها، إمكانية إعادة إحياء الرحلات الجوية تجاه الجزر، والمعلقة منذ سنة 2003، وتوفير الخدمات الصحية لفائدة سكان الجزر بالأرجنتين لتفادي اضطرارهم للسفر إلى بريطانيا من أجل العلاج، وكذا المنح الدراسية وتعزيز التعاون العلمي مع الجزر. وأضافت الجريدة أن الأمر يتعلق بخطة تقوم على "أساس إنسانية" تروم تعزيز التقارب مع ساكنة جزر المالوين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار المرحلة الجديدة من العلاقات الدبلوماسية التي يريد الرئيس ماكري ربطها مع بريطانيا. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بإصلاح نظام التقاعد، وبالمعلومات الجديدة في سياق التحقيق في قضية "الغسل السريع للأموال" التي كشفت عن وجود شبكة فساد واسعة داخل شركة النفط العمومية "بتروبراس"، وكذا بزيارة وزير الخارجية جوزي سيرا إلى البرازيل. وذكرت صحيفة "إستادو دي ساو باولو" أن الحكومة المؤقتة تدرس إمكانية تحديد الحد الأدنى لسن التقاعد في 65 سنة بالنسبة للرجال و63 بالنسبة للنساء، ووضع نظام جديد للتنقيط بهذا الخصوص. واضافت أن هذا المقترح قد لا يلقى موافقة المركزيات النقابية، مشددة على أن "اعتماد الحد الأدنى لسن التقاعد بالنسبة للعمال النشيطين يبقى هو الخيار الأفضل لوقف النمو المتسارع لنفقات الحماية الاجتماعية، التي تقدر بحوالي 700 مليار ريال (6ر196 مليار دولار)، كما أن 12 في المائة من البرازيليين يتجاوز سنهم 65 عاما، ومن المنتظر أن تنتقل هذه النسبة إلى 22 في المائة سنة 2030، وإلى 33 في المائة في افق سنة 2040. من جهتها، تحدثت صحيفة "أو غلوبو" عن اتفاق بين وزير التخطيط الحالي، روميرو جوكا"، وسيرجيو ماتشادو، الرئيس السابق لشركة "ترانسبيترو"، التابعة لشركة بتروبراس، من أجل "وقف النزيف" الذي تسبب فيه التحقيق في قضية "الغسل السريع للأموال". وأشارت اليومية إلى وجود تسجيلات سرية لمحادثات بين الرجلين، أعرب فيها ماتشادو عن مخاوفه بشأن اتهامه من قبل الشرطة الفيدرالية في إطار التحقيق. من جهتها، تطرقت يومية "فوليا دي ساو باولو"، إلى زيارة وزير الخارجية البرازيلي الجديد إلى الأرجنتين، والتي تروم "تعزيز التحالف مع الرئيس ماكري"، وكذا "العلاقات المتميزة" بين البلدين. وأضافت أن المباحثات التي سيجريها سيرا مع كل من الرئيس ماكري والوزيرين برات غاي ومالكورا ستتمحور حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وكذا بين بلدان الميركوسور، مشيرة إلى أن التطورات الأخيرة للأزمة في فنزويلا ستتم مناقشتها أيضا. وفي الشيلي، تطرقت الصحف المحلية للمظاهرات التي شهدتها، السبت الماضي مدينة فالبارايسو (على بعد مائة كلم من العاصمة سانتياغو)، تزامنا مع تقديم الرئيسة ميشيل باشليت للإعلان الحكومي السنوي المتعلق بالسياسات العمومية في مختلف المجالات بالمؤتمر الوطني. وتوقفت الصحف، في هذا الصدد، عند إدانة الحكومة لأعمال العنف، التي تخللت، المظاهرات التي شهدتها مدينة فالبارايسو، والتي أسفرت عن وفاة شخص، حيث نقلت عن المتحدث باسم الحكومة، مارسيلو دياز، قوله إن أعمال العنف هاته ارتكبها "منحرفون"، مضيفا أن الحكومة ستتخذ الإجراءات اللازمة لتقديم مرتكبي هذه الأعمال إلى العدالة. وتطرقت صحيفة "لاتيرسيرا"، في هذا الصدد، إلى التصريحات التي أدلت بها الرئيسة باشليت، لإحدى الإذاعات المحلية، والتي أدانت من خلالها هذه الأفعال، التي أدت إلى وفاة حارس أمن، اختناقا إثر حريق تسبب فيه عدد من المحتجين الملثمين. وأشارت إلى ان الرئيسة باشليت، التي وصفت هذه الأعمال بأنها "غير مقبولة"، أكدت في تصريحاتها أن "الأمر لا يتعلق بشباب يناضل من أجل الديمقراطية"، بل بأعمال عنف يقف وراءها منحرفون.