أفردت الصحف الصادرة ببلدان أمريكا الجنوبية، حيزا هاما من صفحاتها للزيارة المرتقبة للرئيس الأرجنتيني، ماوريسيو ماكري، إلى الولاياتالمتحدة، ولتصاعد الاحتجاجات بفنزويلا، ولعودة الاحتجاجات الطلابية إلى الشوارع بالشيلي للمطالبة بإصلاح قطاع التعليم، ولقرار القضاء البرازيلي فتح تحقيقات مع ثمانية وزراء وعشرات المشرعين المتهمين بالتورط في أكبر قضية فساد تهز البلد الجنوب أمريكي. فبالأرجنتين، تطرقت يومية "لاناسيون" للزيارة التي يعتزم الرئيس ماكري القيام بها إلى الولاياتالمتحدة في 27 ابريل الجاري، حيث من المنتظر أن يلتقي بنظيره الأمريكي، دونالد ترامب، بالبيت الأبيض لبحث عدد من المواضيع المرتبطة بالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها وتعزيزها، وكذا العلاقات بين السوق المشتركة لأمريكا الجنوبية، الميركوسور، والولاياتالمتحدة، والأزمة في فنزويلا. ونقلت الصحيفة عن الرئيس ماكري قوله، في مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية للأنباء، "سنبحث العلاقات بين البلدين، لقد سبق أن اتصلت به هاتفيا، وهو يدرك بأننا بدأنا مع إدارة (باراك) أوباما وستتواصل معه"، في إشارة للرئيس ترامب. من جهتها، توقفت يومية "إنفوباي" عند تصاعد موجة الاحتجاجات بفنزويلا ضد الرئيس نيكولاس مادورو، مشيرة إلى أن الأخير تعرض لاعتداء من قبل حشد من المواطنين عقب إلقائه كلمة في بلدة سان فيليس، مشيرة إلى أن المواطنين قاموا بإلقاء أشياء على مادورو يعتقد ان من بينها حجارة كما قاموا بإتلاف سيارته. واشارت إلى أن الاعتداء جاء بعدما وصف مادورو المتظاهرين المناهضين لحكومته ب"المتطرفين اليمينيين"، على إثر اندلاع مظاهرات احتجاجا على منع زعيم المعارضة هنريكي كابريليس من تولي أي منصب عمومي لمدة 15 عاما. وأوردت الصحيفة أن طالبا في التاسعة عشرة من عمره توفي اثر اصابته الاثنين برصاصة خلال مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين يطالبون باستقالة الرئيس مادورو، وهو ثاني قتيل في ظرف أسبوع خلال المظاهرات التي دعت اليها المعارضة، التي تطالب بتحديد موعد للانتخابات المحلية المؤجلة، وبرفع القيود عن ممارستها لسلطاتها في البرلمان وعن زعيمها هنريكي كابريليس. وبالشيلي، اهتمت الصحف، وبينها "لاتيرسيرا" و"لاناسيون"، بخروج الالاف من الطبة بالشيلي إلى الشوارع، الثلاثاء، احتجاجا على ما يصفونه ب''أزمة" قطاع التعليم بالبلاد، في الوقت الذي يستعد فيه البرلمان لبدء مناقشة مشروع قانون يتعلق بإصلاح التعليم العالي. واشارت الصحف إلى أن اتحاد طلبة الشيلي يعتبر أن الإصلاحات التي قامت بها حكومة الرئيسة ميشيل باشليت، التي كانت وعدت في حملتها التي قادتها إلى تولي رئاسة البلاد، بإصلاح القطاع، غير كافية وتبقي على مكامن الخلل في النظام التعليمي الحالي، على الرغم من وعود الحكومة بإقرار نظام يضمن جودة ومجانية التعليم. وبالبرازيل، اهتمت الصحف المحلية، على الخصوص، بالضجة التي اثارها قرار إدسون فاشين قاضي المحكمة الاتحادية العليا، وهي أعلى هيئة قضائية بالبرازيل، فتح تحقيقات مع ثمانية وزراء وعشرات المشرعين المتهمين بالتورط في أكبر فضية فساد تهز البلد الجنوب أمريكي. واشارت الصحف إلى أن الإعلان عن هذه القائمة جاء على إثر اتفاق تعاون قضائي بين ممثلي الادعاء ونحو 77 موظفا من شركة "أوديبريشت'' البرازيلية العملاقة للبناء، اتهموا في إفاداتهم، بموجب هذه الاتفاق، عشرات الساسة بتلقي رشاوى لمساعدة الشركة على الفوز بعقود مربحة مع شركة "بتروبراس" النفطية العمومية. وكتبت يومية "أو غلوبو" أنه في أعقاب الزلزال الذي سببه نشر "قائمة فاشين" التي تضم أسماء 108 من المسؤولين تلاحقهم تهم الفساد وغسل الأموال وجرائم مالية أخرى، بات القلق يسود الأوساط السياسية، مشيرة إلى أن الكشف عن هذه القائمة أربك سير بعض الجلسات بالبرلمان، الثلاثاء، حيث أن الكثير من النواب انسحبوا من الجلسات العامة للاطلاع على القائمة. ونقلت اليومية عن كلاوديو كوتو، المتخصص في العلوم السياسية بمؤسسة "جيتوليو فارغاس" قوله إن أيا من الأسماء الواردة في هذه القائمة لم يتفاجأ بها، معتبرة أن ذلك يدل على "الفساد الممنهج داخل الأوساط السياسية". من جهتها، اعتبرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" أن الكشف عن قائمة فاشين سيشجع على ظهور متعاونين جدد مع القضاء من بين المتهمين، من خلال الإدلاء بإفادات من شانها تسهيل التحقيقات مقابل الاستفادة ن أحكام مخففة.