يعيش تجار أكبر سوق التمور بالجملة بالدار البيضاء أزهى أيامهم قبيل شهر رمضان الذي سيحل بعد أيام قليلة. إذ ارتفعت حركة تجارة التمور المغربية بالجملة بوتيرة لم يعتدها التجار منذ سنتين، نتيجة مجموعة من العوامل المرتبطة بالجودة العالية التي تتميز بها البضاعة القادمة من الجنوب المغربي، وبالأسعار المناسبة التي أضحت معها تنافس نظيرتها القادمة من مصر على وجه الخصوص. عبد الرزاق، تاجر تمور منحدر من مدينة زاكورة المشهورة بتمورها المتنوعة، قال إن الحركة التجارية قد ارتفعت بشكل لافت خلال هذا الأسبوع، مشيرا إلى أن الجودة العالية للتمور المغربية دفعت العديد من تجار التقسيط والمواطنين إلى الإقبال عليها. وأوضح المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن الأسعار المطبقة هذا العام في متناول شريحة واسعة من المواطنين؛ حيث تتراوح الأثمنة ما بين 10 و130 درهما، وهي تختلف باختلاف أنواع التمور التي يرغب الزبون في اقتنائها. عبد السلام فتح الله، أمين تجار التمور بسوق "درب ميلا" في منطقة درب السلطان الفداء، قال لهسبريس إن الأسعار تراجعت بشكل عام بنسبة لا تقل عن 20 في المائة كمعدل إجمالي، ورد هذا التراجع في الأثمنة إلى وفرة المنتوج الذي قال عنه إنه يتميز بجودته العالية التي تفوق المنتوج القادم من دول الشرق الأوسط. أمين تجار التمور بسوق "درب ميلا" أكد، في تصريحه، أن نسبة الإقبال على اقتناء التمور المغربية ارتفعت نتيجة التطور الكبير الذي عرفته طريقة التعبئة التي أضحت متطورة تضاهي مستوى التغليف في الدول التصدير كمصر وتونس والشرق الأوسط. وقال عبد السلام فتح الله: "العرض يفوق الطلب بنسبة كبيرة، والأسعار ستظل في مستوياتها الحالية"، وتوقع أن يرتفع مستوى الإقبال عليها مقارنة مع نظيرتها القادمة من الخارج. وبلغ سعر تمور "بوستحمي" يوم السبت ما بين 10 و15 درهما للكيلوغرام الواحد، عوض 18 إلى 20 درهما خلال السنة الماضية، فيما انخفض سعر تمور "بوزكرار" من 30 درهما في رمضان العام الماضي، إلى ما بين 20 و25 درهما في الوقت الحالي. وانخفض سعر تمور "الجيهل" من 30 درهما العام المنصرم، إلى ما بين 20 و25 درهما للكيلوغرام الواحد، في الوقت الذي تراجع فيه ثمن تمور "بورار" من 20 درهما السنة الماضية إلى 15 درهما. وبلغ سعر تمور "الخلط" ما بين 10 و25 درهما حسب الجودة، عوض 30 درهما في 2015، بينما انخفض سعر "المجهول" المغربي من 150 درهما السنة الفارطة، إلى ما بين 60 و130 درهما العام الحالي.