هذا هو آخر ما وصلت له أرض الشهداء بعدما ورثها جيل الإستقلال المفرنس ، ولم يسبقنا في هذا المجال أحد؟؟ في بداية الأمر تفاجأ الكثيرون ممن إطلعوا على المسألة هذه ولكن السياسة الحالية التي تقوم بها البلاد وهي لا قانون للقانون لا تدعوا لكل هذه الفاجعة. وفي ضوء التطورات الدولية والظغوطات القادمة من الخارج على الدول العربية ومن بينها الجزائر، والتي تقر بتغيير في بعض المناهج الدراسية التي تمس بالمستعمرات القديمة وأهم ما يمكن التكلم عنه "التاريخ" و"الشريعة" وحتى الجغرافيا التي تتغير ملامحها يوما بعد يوم في ظل الإستعمار والهيمنة. والجديد هذه المرة كان في كتاب السنة الخامسة"التربية المدنية" حيث قام وزير التربية الوطنية "أبوبكر بن بوزيد"بحذف مقطع من النشيد الوطني الذي يتوعد فيه الثوار فرنسا بالحساب وهاهو السيد الوزير يؤلف تاريخا جديدا لهذا البلد. ربما ما كتب في الماضي عن رأي الجزائر في فرنسا عن عدوتها التاريخية لم يعد يعجب هذا السيد. ولا ندري إن كان قد نسي أو تعمد أن يحذف شطرا مهما جدا في تاريخنا..ليس لأنه يقول: يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب يافرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب .. يا فرنسا قد مضى وقت العتاب وطويناه كما يطوى الكتاب يافرنسا إن ذا يوم الحساب فاستعدي وخذي منا الجواب .. وجاء بعد أوليك الرجال الشرفاء رجال يفرطون في هذه الحقوق، وربما هو"إصلاح " بمنظورهم؟؟لكنه تزوير يشوه ذاكرة الجيل القادم وينسيه في دعائم التي تأسس بها الوطن وأن الحرية التي يتمتع بها اليوم جاءت بالدم والنار... بات الوطن بهؤلاء "رجال التزوير" يعاني من الإنفصال في الشخصية بين ماضي إستعماري لم يزرع القنابل فقط بل عاداته وتصرفاته وشخصيته ولغته التي يتحرك بها كل لسان .وبين الجهود المبذولة لتعريب هذا اللسان لأنه من المفروض أنه عربي والدليل ان الجزائر عضو في جامعة العرب. ولكن لم يمر الموضوع ببساطة فالمهتمون بهذا البلد وعروبته رفعوا شكوا للرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" الذي بالرغم أنه يخاطب شعبه بتلك اللغة إلا انه من المصممين على عروبة الجزائر. ..بالأمس قلصوا حق اللغة العربية في التدريس وزوروا التاريخ...وشوهوا بعض كتب الشريعة...واليوم جاء دور النشيد الوطني كي يحرف ويبتر منه اللب الذي نبض به الثوار لأجل أن تتحرر هذه الأرض..ولا ننسى أن نذكر بأن هذا المقطع من النشيد كان مطلب فرنسي في السابق وأمرت فرنسا أن يحذف كي تتم معاهدات الصداقة (الجزائرية الفرنسية). إلا أن الجزائر طلبت من الصديقة أن تعتذر عن جرائمها وأبت أن تفعل؟؟ وها نحن لم نسمع الإعتذار بعد.وربما لن نسمعه في ظل "ساركوزي اليهودي" وفي نفس الوقت نتنازل عن ثوابتنا وتاريخنا وكرامتنا...وليس بعيدا أن يكتبوا أن الجزائر هي قطعة فرنسية....من أجل ماذا؟؟؟ببساطة ليس لنا شخصية