جمهورية غانا الدولة 46... والبقية تأتي بعد حين    عبد الله البقالي يكتب حديث اليوم..    السكوري: الحكومة مستعدة للقيام بتعديلات جوهرية في قانون الإضراب    يونس السكوري: الحكومة مستعدة للقيام بتعديلات جوهرية بمشروع قانون الإضراب استجابة لمطالب الشغيلة    شركة "ريان إير" تطلق خطا جويا جديدا يربط بين مدريد والداخلة    لامين يامال يفضل نيمار على ميسي    الكوكب يتجاوز رجاء بني ملال وينتزع الصدارة والمولودية ينتفض برباعية في شباك خنيفرة    إصابة جديدة تبعد الدولي المغربي أشرف داري عن الملاعب    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    وفد عن مجلس الشيوخ الفرنسي ينوه بالزخم التنموي بالداخلة لؤلؤة الصحراء المغربية    بعد إلغاء اجتماع لجنة العدل والتشريع لمجلس النواب الذي كان مخصصا لمناقشة إصلاح مدونة الأسرة    الذهب يتراجع بعد أن وصل لأعلى مستوياته في نحو أربعة أسابيع    المغرب إلى نصف النهائي في"دوري الملوك"    تعيين مهدي بنعطية مديرًا رياضيًا لأولمبيك مارسيليا    الكأس الممتازة الاسبانية: برشلونة يتأهل للنهائي بعد فوزه على بلباو (2-0)    كأس الرابطة الانجليزية: توتنهام يفوز في ذهاب نصف النهاية على ليفربول (1-0)    مشروع قانون الإضراب.. السكوري: الحكومة مستعدة للقيام ب "تعديلات جوهرية" استجابة لمطالب الشغيلة    حصيلة حرائق لوس أنجليس ترتفع إلى خمسة قتلى    كيوسك الأربعاء | هيئات سيارات الأجرة تدعو لمناظرة وطنية للحسم في جدل تطبيقات النقل    المنصوري تشرف على توقيع اتفاقيات لتأهيل مدن عمالة المضيق الفنيدق    الريف يتوشح بالأبيض.. تساقطات ثلجية مهمة تعلو مرتفعات الحسيمة    طنجة: ثلاث سنوات حبسا لطبيب وشريكه يتاجران في أدوية باهظة الثمن للمرضى    ترامب يقف أمام نعش الراحل كارتر    جيش إسرائيل يفتك بأسرة في غزة    الحكومة تبدي استعدادها للقيام ب "تعديلات جوهرية" مشروع قانون الإضراب    الشرطة بطنجة تُطيح ب'الشرطي المزيف' المتورط في سلسلة سرقات واعتداءات    هجوم على قصر نجامينا يخلّف قتلى    قريباً شرطة النظافة بشوارع العاصمة الإقتصادية    لقاء يجمع مسؤولين لاتخاذ تدابير لمنع انتشار "بوحمرون" في مدارس الحسيمة    ناسا تعدل خططها لجلب عينات صخرية من المريخ    "الضحى" و"مجموعة CMGP" يهيمنان على تداولات البورصة    السجن المحلي لطنجة يتصدر وطنيا.. رصد 23 حالة إصابة بداء "بوحمرون"    "الباسبور" المغربي يمكن المغاربة من دخول 73 دولة بدون "فيزا"    الإعفاءات الجزئية لفائدة المقاولات المدينة: فتح استثنائي لقباضات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يومي السبت والأحد    ديديه ديشان يؤكد نهاية مشواره التدريبي مع المنتخب الفرنسي بعد مونديال 2026            إصدار العدد الثاني من مجلة الإيسيسكو للغة العربية    إيران تطلق سراح الصحافية الإيطالية سيسيليا سالا بعد ثلاثة أسابيع من اعتقالها في طهران    استعدادات لميلاد مؤسسة عبد الله اشبابو للفكر والثقافة بمدينة طنجة    "عجل السامري" الكندي: تأملات فلسفية في استقالة ترودو    ترامب ينشر خريطة جديدة للولايات المتحدة تضم كند    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    بنسعيد: الدعم الاستثنائي للصحافة بلغ 325 مليون درهم خلال سنة 2024    المغرب يسجل أدنى مستويات المياه السطحية في إفريقيا خلال عام 2024    عامل إقليم السمارة يشيد بأهمية النسخة الثامنة لمهرجان الكوميديا الحسانية    مولاي إبراهيم الشريف: مهرجان مسرح الطفل بالسمارة يعزز بناء جيل مثقف    منظة الصحة العالمية توضح بشأن مخاطر انتشار الفيروسات التنفسية    نجم موسيقى الستينيات "بيتر يارو" يرحل عن 86 عاما    "الصدفة" تكشف عن صنف من الورق العتيق شديد الندرة    ارتفاع أسعار النفط وسط تقلص إمدادات    أوجار يدعو الوزراء إلى النزول للشارع ويتحدث عن نخبة اقتصادية "بورجوازية" ترتكب جريمة في حق الوطن    مواجهة تفشي بوحمرون يجمع مسؤولي الصحة والتعليم بالحسيمة    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    دراسة: الحليب لا يفرز البلغم عند الإصابة بنزلات البرد    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    الأوقاف تعلن عن فتح تسجيل الحجاج إلكترونيا لموسم 1447 هجرية    مدوّنة الأسرة… استنبات الإصلاح في حقل ألغام -3-    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دباغة الجلود بفاس .. حرفة قديمة تجذب السياح وتؤرق الصناع
نشر في هسبريس يوم 09 - 05 - 2016

وسط المدينة القديمة بفاس تقع أكبر دار لدباغة الجلد بالمغرب، إنها "دار الدباغ شوارة" التي يعود تأسيسها إلى سنوات خلت، وبالضبط مع وجود اليهود المغاربة بالمدينة، فمعهم ظهرت الحرفة التي تحولت إلى صناعة تشكل اليوم مصدر رزق المئات من أبناء فاس.
ما إن تطأ قدماك دار الدباغة بفاس حتى تقع عيناك على عدد من العمال، أغلبهم شيوخ تجاوزوا الستين، منهمكين في فرك الجلد وغسله ودبغه، وتطغى على المكان رائحة قوية ألفها المشتغلون هناك..ما إن تقترب من الصناع حتى تتأكد أنهم قانعون بما تدره عليهم حرفتهم.
ويقول البياري محمد، أحد الدباغة: "الصناعة الشريفة هي الأساس، بها نعيش، سواء بالقليل أو الكثير"؛ لكن سرعان ما بدأ زملاؤه بالبوح ببعض مشاكلهم، التي تتمثل في غياب ضمان صحي، واستخدام مواد كيماوية لها تأثيرات سلبية، وارتفاع أسعار المواد الأولية.
وفي هذا الإطار يقول نور الدين، رجل متوسط العمر، ذو ملامح ولكنة فاسية، يشتغل دباغا منذ حوالي 26 سنة: "الربح الوحيد من هذه المهنة هو العمل الشاق.. نعمل فقط لنربي أبناءنا"، موضحا أن مدخوله اليومي لا يتجاوز 60 درهما، عليه أن يعيل منه أسرته التي تتكون من زوجته وابنيه.
ويتحدث نور الدين عن بعض مشاكل العمل في الدباغة قائلا: "الصناعة التقليدية لم يعد فيها ربح على الإطلاق، نظرا للغش الذي بات يطبعها"، مضيفا: "كانت هذه الصناعة مفيدة للصحة قديما، نظرا لأنه كانت تستخدم فيها المواد الطبيعية فقط، لكن اليوم، بما أنه باتت تستعمل فيها مواد كيماوية، فإن الأمر يخلف أضرارا وانعكاسات سلبية على صحة الدباغ"، مسميا بعض المواد التي أصبح الدباغ يستخدمها، من قبيل "لاسيد واسترا والباتا وغيرها...".
ومن بين المشاكل الصحية التي أتى نور الدين على ذكرها أيضا غياب التغطية الصحية أو أي تعويض وتأمين في حالة الحوادث، قائلا: "هنا من خانته صحته يكون مصيره الفراش، فلا توجد أي تعويضات أو ضمان اجتماعي يمكن أن يستفيد منه الصانع".
وتعرف دار الدباغة بفاس مؤخرا حالة من الركود بسبب أشغال إعادة ترميميها، والتي انطلقت قبل شهور، وهو ما يجعل الدباغين يعشون حالة من البطالة. ويقول هشام المراكشي، الذي يشتغل في الدباغة منذ حوالي 25 سنة: "لا أعرف مهنة أخرى غير دباغة الجلد..هي مصدر رزقي الوحيد"، مشيرا إلى أن العمل قل مؤخرا بسبب أعمال ترميم دار الدباغة.
ويضيف المراكشي: "حوالي ألف دباغ في المدينة لا يشتغل منهم في الوقت الحالي سوى مائة شخص، نظرا لإقفال دار الدباغة من أجل إعادة إصلاحها"، مشيرا إلى أن التعويض الذي يتم تقاضيه بسبب إغلاقها لا يكفيه هو وأسرته، وهو حال الكثيرين.
من جانبه يوضح خالد، عضو جمعية دار الدباغ بفاس، أنه منذ أن تم إقفال جزء من دار الدباغ باتت الدولة تعوض الدباغين بمبالغ تناهز ألفي درهم شهريا، في انتظار إعادة فتح محلات عملهم والعودة لممارسة صناعتهم، مشيرا إلى أن دار الدباغ كانت في حالة مزرية قبل إعادة استصلاحها وإطلاق ورش ترميمها.
ومن بين المشاكل التي وقف دباغو فاس على ذكرها لهسبريس أن المواد الأولية التي يتم الاشتغال بها في هذه الحرفة يعرف ثمنها ارتفاعا متزايدا. وفي هذا الإطار يقول البياري: "المواد الأولية التي نشتغل بها تعرف ارتفاعا، وبالتالي يرتفع ثمن الجلد الذي نعده، إلا أنه حينما نريد أن نبيعها للصانع أكثر من الثمن المعتاد فإنه يحتج على ذلك"، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي كان فيه إعداد الجلود يكلف مبلغ 100 درهم أصبح اليوم يتجاوز 250 دهما، وإعداد حوالي 50 جلدة بات يكلف 7000 درهم.
ورصد المتحدث بعض المواد التي عرفت أثمانها ارتفاعا، من قبيل "الدباغ" الذي كان ثمنه 300 دهم وأصبح اليوم 500 دهم.
وتبقى دباغة الجلود من أكثر الحرف التقليدية المغربية قدما، إذ يتم توارثها أبا عن جد، وفي فاس تلعب دورا سياحيا مهما، إذ يقبل السياح على زيارة دور الدباغة هناك بشكل متزايد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.