تعتبرغالبية المسلمين المثلية الجنسية خطيئة. وهناك من يكن للمثليين العداء باسم الدين. الإمام لودفيك محمد زاهيد في فرنسا يسعى الى تغيير هذا المنظور انطلاقا من شرح ديني، ويكشف في حوار مع DW عن الدوافع والمبررات. هل تعرفنا بشخصك بداية؟ إسمي لودفيك محمد زاهيد، ولدت في الجزائر عام 1978 وترعرعت بين الجزائروفرنسا. بعد الحرب الأهلية الجزائرية رحلت بصفة نهائية إلى فرنسا. هناك درست علم النفس وعلم الاجتماع وحصلت على الدكتوراه في هذين التخصصين. كما درست علوم الفقه وأصول الدين لمدة خمس سنوات في الجزائر. في فرنسا أسست عدداً من الجمعيات منها جمعية "الأطفال المصابين بالسيدا"، وجميعة "المثليون المسلمون"، ومسجد "المثليين في باريس" عام 2012. ذكرت أنك درست علوم الفقه وأصول الدين. هل حفظت أيضا القرآن؟ نعم حفظت نصفه في الجزائر عندما كان عمري 17 عاماً. منذ متى بدأ اهتمامك بموضوع المثلية في الإسلام؟ كنت دائما ملتزما ولا أزال كذلك. لما كنت في الجزائر بدأت أعيد النظر في عدد من الأمور الخاصة بالتزامي، خصوصا أن مرحلة التسعينيات في الجزائر كان يسود فيها التياران السلفي وتيار الإخوان المسلمين. ولاحظت حينها أنه ليس للمثليين مكان وسط التيارين الإسلاميين اللذين ذكرت. في تلك الفترة بالضبط أخذت مسافة بيني وبين التعاليم الاسلامية التقليدية وبدأت رحلة البحث عن التربية الروحية. قمت بتجربة مع البوذية التي تعتمد على التأمل الروحي. لكن خلال تلك الرحلة التي قمت بها اكتشفت أن تحريم المثلية لا يقتصر على الإسلام فقط، والجميع يبرر ذلك من خلال نصوص غير موجودة أصلاً. تحدثت عن عدم وجود مكانة للمثليين بين الإسلاميين. لكن غالبية المسلمين ضد المثلية الجنسية؟ صحيح، لقد قيل لهم منذ عقود طويلة إن المثلية حرام. وهذا يشمل اليهود والمسيحيين كذلك. وكانت المثلية تعتبر في الغرب حتى وقت قصير بأنها مرض نفسي أو عقلي. لكن الذين يحرمون المثلية يستشهدون بسور من القرآن، وتحديدا بقصة قوم لوط. هل هناك اختلافات في قراءة تلك النصوص؟ هناك حوالي ستين موضعاً في القرآن تم فيها ذكر قوم لوط، لكن يكن الحديث إطلاقا عن المثلية الجنسية أو حتى الشذوذ الجنسي. القرآن تحدث فقط عن فاحشة قوم لوط وعن الشهوة. وابن حزم مثلا لم ير في القرآن أي تحريم للمثلية. القرآن ندد فقط بالاغتصابات وقطع الطريق وأعمال السرقة التي كان يقوم بها قوم لوط. منتقدوك يعتبرون شروحاتك خروجا عن الإجماع ويعتمدون في ذلك على نصوص قرآنية وعلى حديث نبوي يقول "لا تجتمع أمتي على ضلالة". كيف ترد؟ أعتقد أنه يجب أن نكون دائماً منفتحين على معارف علمية جديدة. هناك أيضا حديث يقول بأن الله يرسل في كل قرن من يجدد للناس دينهم. وحتى الاجماع في السياق العربي الإسلامي الحالي له دوافع نفسية، لأن للعرب وللمسلمين شعور بالخوف من الآخر، وهم بصدد البحث عن حلول لأزماتهم. حسب التعاليم الإسلامية يجب أن تعتمد كل علاقة جنسية على أرضية علاقات زوجية. هل يشكل الزواج شرطا لممارسة المثلية؟ المخنثون كانوا يعيشون في بيت الرسول الكريم، ولم يكن يعتبرهم مرضى أو مجانين. لقد تم طرد البعض منهم عندما اكتشف أنهم يكذبون أو يتحرشون بنسائه. أبو هريرة حاول قتل بعضهم لكن الرسول منعه من ذلك. يعني أن المخنثين (المثليون بلغة العصر)، كانوا يمارسون المثلية بدون نظام الزواج. ونعرف أنه في العديد من الدول الإسلامية قد يقترن رجل بآخر وقد تقترن امرأة بأخرى، غير أن الأمر يبقى خفيا، حيث هناك خوف من ردود أفعال محيطهم. وماذا عن بعض الأمور الأخرى التي يعتبرها غالبية المسلمين حراما، كالزنا، وشرب الخمر مثلا؟ تخصصي هو المثلية الجنسية. لست خبيرا في كل المواضيع. لكن الإصلاح والتجديد مهم. عملي يرتبط بالميولات الجنسية. لكن ألا ترى أن الحديث في الغرب عن المثلية الجنسية في العالم الإسلامي هو فقط ورقة ضغط سياسية تجاه الدول الاسلامية؟ طبعا، وهنا أود القول إن الملسلمين كانوا متسامحين مع المثليين إلى أن جاء الاستعمار. المستعمرون هم الذين نشروا ثقافة تحريم المثلية في العالم الإسلامي. ففي الدول الغربية كان المثليون يتعرضون لكل أشكال الاضطهاد كالقتل أو الإحراق أمام العموم. قمت بتأسيس مسجد للمثليين في باريس. المنتقدون يرون أنه لا يمكن تحديد مميزات المصلين كمثليين أو غير مثليين؟ المسجد الذي قمت بتأسيسه ليس خاصا بالمثليين فقط، بل هو مفتوح للجميع ولغير المسلمين أيضا، مسيحيين ويهود. يمكنهم متابعة المسلمين أثناء الصلاة أو القيام بشعائرهم داخل المسجد. ففي عهد الرسول الكريم محمد، كان يسمح لغير المسلمين بدخول المسجد. ماهي المشاكل التي تعرضت لها كإمام أشهر علنا مثليته الجنسية؟ في البداية كانت هناك تهديدات بالقتل. لكن الأمر تراجع مع مرور الزمن. * ينشر بموجب اتفاقية شراكة مع DW عربية