حولت الفيضانات والسيول الجارفة التي شهدتها العديد من القرى والجماعات بإقليم تارودانت، جنوب المغرب، إلى مناطق معزولة ومنكوبة، بحيث إن الطرق المؤدية إلى أكادير ومراكش وورزازات لا تزال، إلى حدود صباح اليوم، مقطوعة، وفق مصادر محلية. وتعتبر منطقة تفنوت بإقليم تارودانت، التي تضم ثلاث جماعات هي إكيدي وأهل تفنوت وتوبقال، من أكثر المناطق تضررا بسبب السيول الجارفة للأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، فضلا عن ثلاثة دواوير في جماعة أوناين، وهي تاكوشت تيزي، وننرار أوناين، وتكنيت نكديم. وفي رصد للخسائر البشرية والمادية التي عرفتها منطقة تفنوت، قال عبد الله جكور، أستاذ وناشط جمعوي يتواجد في عين المكان، في تصريح لهسبريس، إن السيول الجارفة أفضت إلى حالتي وفاة؛ شاب تم دفنه أمس، وسيدة مُسنة غمرتها المياه داخل سيارة "ترانزيت"، فيما استطاع ركابها الآخرون الهروب قبل وقوع الكارثة. وسجل جكور وجود حالة اختفاء لراعي غنم فُقد أثره ولم يظهر إلى حدود اليوم، كما نفقت ماشيته التي كان يرعاها، مشيرا، أيضا، إلى خسائر مادية واقتصادية ومعيشية فادحة بمنطقة تفنوت؛ ومن ذلك الأضرار الجسيمة التي لحقت بالطريق الإقليمية 1737 الرابطة بين أولوز وتفنوت. وأردف الناشط الجمعوي أنه بالإضافة إلى نفوق قطعان الماشية في أكثر من منطقة بتارودانت، فإن المحاصيل الفلاحية والحقول الزراعية تضررت أيضا، وسواقي المياه تهدمت، مبرزا أن إصلاحها يتطلب عدة أيام لكي تعود إلى سابق حالها، كما أن المحلات التجارية تعرضت لخسائر مادية كبيرة. وتوقف جاكور عند وضعية أشجار اللوز والزيتون والجوز أو "الكركاع"، التي قال إنها ضاعت بسبب السيول الجارفة، كما أن محاصيل التفاح تعرضت للإتلاف جراء هطول البرَد بكميات هائلة، علاوة على ضياع كلأ المواشي، وكلها أضرار زادت من مأساوية أوضاع ساكنة تلك المناطق بتارودانت. وليست الأشجار والماشية والمحاصيل الفلاحية وحدها التي تضررت من السيول المائية بالمنطقة، يضيف الناشط الجمعوي ذاته، بل، كذلك، مكاتب مقر جماعة تفنوت التي امتلأ الكثير منها بالأوحال إلى علو زهاء ثلاثة أمتار، فيما شوهدت حواسيب الجماعة وسط المياه، علاوة على تعرض جزء من الأرشيف والتجهيزات للتلف. وبسبب نفوق العديد من رؤوس الماشية، وضياع المحاصيل الفلاحية وأشجار اللوز و"الكركاع"، وغيرهما من الأشجار المثمرة التي تشكل عصب الحياة عند سكان الدوادير والقرى الواقعة بإقليم تارودانت، فإن الهاجس الذي بات مطروحا هو كيف يعوض السكان ما ضاع منهم، وهل يمكنهم العودة سريعا إلى حياتهم الطبيعية.