06 ماي, 2016 - 07:49:00 "منطقة أهل تفنوت بإقليم تارودانت التي تضم 3 جماعات قروية صارت منكوبة". بهاته العبارة رد عزيز أيت الهامش رئيس جماعة أهل تفنوت (تارودانت) في تصريح لموقع "لكم" على ما وقع ليلة الأربعاء التي وصفها ب"الأسود" في جماعة أهل تفنوت (حوالي 6 آلاف نسمة) وجماعة توبقال (10 آلاف نسمة) وجماعة إكيدي (10 آلاف نسمة) التابعين إداريا لقيادة أوزيوة دائرة تالوين (تارودانت). أيت الهامش، الذي حاضرته السيول والفيضانات في موقع "إرزي" بسبب انهيار جبلي بالمقطع الطرقي على الطريق الاقليمية 1737، لم يقو على الوصول إلى الضفة الأخرى لتفقد أحوال جماعته الترابي، فبقي بمعية رئيس الدائرة والقائد وعناصر الدرك الملكي وعناصر السلطات ينتظرون "ما بيدهم حيلة" يروي عزيز أيت الهامش. ويضيف: الطريق مقطوعة والوسائل غير متوفرة للعبور نحو الضفة الأخرى، انضاف إليها ضعف تغطية الهاتف النقال وانعدامها في كثير من الدواوير بالمنطقة، فضلا عن طبيعة الفيضانات التي اجتاحت المنطقة في وقت قياسي، بحسب تعبيره. ما الذي وقع بالضبط؟ يقول أيت الهامش: حوالي الرابعة من مساء أمس الأربعاء، ضربت رعدة منطقة أهل تفنوت كانت مصحوبة ب"التبروري"، غير أن الكمية الكبيرة للتساقطات المطرية تدفقت في دقائق. لحسن الحظ أن الساكنة توصلوا بإخطار من قبل أعوان السلطة بوجود اضطرابات جوية، غير أنه لم يعد لديهم متسع من الوقت لاتخاذ كل الاجراءات والاحتياطات لضيق الوقت، يروي أيت الهامش. أي حصاد الأرواح أكد أيت الهامش أنه إلى حدود مساء اليوم (الخميس)، توفي شاب في جماعة توبقال عبد الكبير الادريسي في الثلاثينيات من عمره دوار ونزورت، وهو يباشر أشغال الصيانة في إحدى المنازل لتجرفه السيول. وأضاف أن سيدة كانت برفقة رجل في سيارة خفيفة من نوع "بيرلانكو" في جماعة إكيدي، باشروا قطع شعبة اسمها "ثلاث نوملست"، حيث كان مستوى المياه في المتناول وغفلتهم السيول. وأوضح أيت الهامش أن الشاب نجا بنفسه من السيارة، فيما بقيت السيدة عالقة بالناقلة لتلقى حتفها على التو، لم يعثر على جتثها إلا صباح اليوم الخميس، فيما السيارة عثر عليها بعيدة عن الموقع في دوار "أكرض نوكادير". أما ما راج بخصوص فقدان راعي غنم ينحدر من دوار "أنميتر" قبيلة "ومومن" على تراب جماعة أهل تفنوت، فقد أكد متحدث موقع "لكم" أنه عثر عليه لاحقا اليوم في حالة صحية عادية. مقر الجماعة تضرر والأرشيف ضاع مقر الجماعة القروية "أهل تفنوت"، لم يسلم من الضرر، فأرشيف الجماعة الترابية الأم (التي كنت في السابق تلم جماعتي توبقال وإكيدي) منذ ستينيات القرن الماضي تضرر. يشرح أيت الهامش، وهو يشير إلى صور مقر جماعته الترابية، قائلا: الأرشيف ضاع وغمرته الأوحال، شأنه شأن حواسيب مقر الجماعة ومكاتبها وأبوابها بسبب قوة انهيار السيول والأتربة والصخور. الكل سار ممتلأ بالطمي، والحواسيب عثرنا عليها في فدادين مجاورة. يتأسف أيت الهامش لما وقع متحدثا لمراسل موقع "لكم": لقد راسلنا منذ أكثر من 4 أشهر، مصالح وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك بتارودانت من أجل بناء منشأة فنية وتغيير مسار "الشعبة" التي تخترق السوق الأسبوعي "أسراك"، لأن مقر الجماعة وسقها مهدد في مثل هاته الحالات، نتمنى أن يسمع صوتنا، وأن تتكرر مثل هاته المأساة"، يشرح في حسرة وتعسر. موقف السلطات ويضيف أيت الهامش: ما عقد من تدخل فرق الإنقاذ والسلطات المحلية، كون وادي "تيزغين" يعزل ساكنة "أهل تفنوت"، إذ ما يزال هذا الأخير مغمورا بالسيول ومستوى المياه مرتفع لا يسمح بالعبور من قبل الساكنة ولا فرق الإنقاذ، إضإفة لمحدودية وسائل الانقاذ في ظل محاصرة السيول لتلك المداشر والمواقع الجبلية. ويروي المتحدث أنه على مستوى قبيلة "ومومن" في جماعة أهل تفنوت التي تضم 21 دوارا، فيصعب الوصول إليها ومعرفة ما تعيشه المنطقة من وضع نظرا لانقطاع التيار الكهربائي بها، وصعوبة العبور إليها، فضلا عن عدم وجود تغطية الصبيب الهاتف النقال. خسائر فلاحية وأضرار كبيرة في الممتلكات يؤكد أيت الهامش أن الأراضي الفلاحية لم تسلم من السيول والفيضانات، حيث الساكنة تمارس فلاحتها بتقنية المدرجات، بعضها جرفته السيول وبعضها ملأ بالأتربة وغمرته الأوحال، فيما أخرى أتلفت بسبب "التبروري". ومن بين الأشجار الذي ظلت الساكنة تندب حظها العاثر من يوم الأربعاء "الأسود"، كما يصفونه، أشجار الجوز والتفاح والخوخ وغيرها، فضلا عن نفوق عدد من المواشي، في انتظار دعم استثنائي من السلطات لتجاوز الضرر المادي والنفسي الذي طال ساكنة المنطقة، يحكي متحدثنا. المباني ولطبيعة بناءها الطيني، تفاوتت أضرارها بين انهيارات جزئية وأخرى كلية، كما هو شأن مسجد قديم في "إغيل نمي ومومن" الذي هدمته السيول بالكاد. ويشرح : "المحلات التجارية بالسوق الأسبوعي "أسراك"، الذي يقام كل يوم سبت، فإن أضراره متفاوتة بين ما غمرته الأوحال، وبين ما تعرض منها لشقوق، وما هدم منها جزئيا يتطلب إصلاحات على وجه الاستعجال".