رغم أن مدينة العيون لازالت غير مصنفة في خانة المدن الكبرى، كما هو الشأن بالنسبة لمراكش والدار البيضاء، وحتى أكادير، إلا أن مشكل التنقل، وخاصة إلى الأحياء البعيدة عن مركز المدينة، يبقى أكبر المشاكل التي تقض مضجع الساكنة. سيارات الأجرة على كثرتها يختار عدد من سائقيها عدم التوقف لأكثر من زبون واحد؛ فيما يرفض عدد منهم الاستجابة لمواطنين يطلبون التوجه نحو أحياء بعيدة، كحي الراحة والعودة والوفاق، وحي 84، بالإضافة إلى حي 25 مارس، ما يجعلهم ينتظرون لفترات تطول في انتظار سيارة أجرة "قد تأتي وقد لا تأتي". ولا يخفي أحمد، وهو سائق أجرة لأكثر من عشر سنوات، أن عددا من سائقي الأجرة لا يأبهون بزبنائهم، ويختارون الأحياء القريبة من مركز المدينة، وذلك لتجنب الأحياء البعيدة، متهما ما أسماهم "وافدين جددا على المهنة" بعدم الاستجابة للمواطنين. هذه الوضعية أنعشت سوق النقل السري، إذ قدر أحد المشتغلين فيه بأن مدينة العيون تعرف وجود ما يناهز 500 سيارة ل"الخطافة"، في حين اعترف بأن هذا العدد تناقص خلال السنوات الثلاث الأخيرة، نتيجة ظهور حافلات النقل الحضري في عدد من الخطوط، وبثمن زهيد. أسعار زهيدة مع توسع المدينة خلال العشرية الأخيرة، وظهور أحياء جديدة، بدأت أزمة التنقل تتفاقم، وهو ما عجل بتأسيس شركة للنقل عبر الحافلات، بدأ عملها الفعلي في نونبر من سنة 2012، وقامت في البداية بتغطية 15 خطا في مختلف الأحياء بالمدينة، وتصل إلى حي "25 مارس"، الذي يعد أول الأحياء التي يصادفها زائر مدينة العيون القادم من مدينة السمارة. وفي الوقت الذي لا يتجاوز سعر تذكرة حافلات مدينة العيون درهمين، لا يعتمد سائقو سيارات الأجرة على العداد، كما هو الشأن بالنسبة لنظرائهم في المدن الكبرى، إذ يحدد ثمن التنقل عبر سيارات الأجرة في خمس دراهم فقط، وهو ما يجعلها الأرخص على المستوى الوطني، في حين يصل هذا السعر في مدينة كلميم على سبيل المثال إلى ستة دراهم. "الكويرات" مصطفى، سائق إحدى سيارات النقل السري، أو ما يعرف ب"الكويرات"، في العيون، لا يتوانى عن التأكيد أنه إلى جانب زملائه الذين اختاروا العمل في مجال النقل السري يعدون ضامنا رئيسيا لتنقل ساكنة المدينة الصحراوية، مضيفا في حديث لهسبريس أن هذه السيارات ساهمت لسنوات في تنقل قاطني الأحياء البعيدة. وشدد المتحدث ذاته على أن عددا من سائقي "الكويرات" يتهربون من رجال الأمن، إذ يعمدون إلى تجنب بعض الشوارع الرئيسية، خاصة شارعي السمارة ومحمد الخامس، وكذا سوق "سكيكيمة"، بالإضافة إلى بعض الأحياء، كحي المطار وسوق الجمال.