وصف الجيلالي سميك، الكاتب المحلي لنقابة الاتحاد المغربي للشغل بالجديدة، حكومة بنكيران ب"المتعنتة تجاه المطالب المشروعة التي قدمتها المركزيات النقابية"، ما سيزيد الأمور احتقانا، حسب تعبيره، داعيا إياها في الوقت نفسه إلى "العودة إلى الصواب، وفتح حوار جاد ومسؤول مع النقابات التي تسعى إلى الاستقرار المهني والسلم الاجتماعي، مقابل تسوية الوضعية المزرية التي تعيشها الطبقة الكادحة". وأشار الجيلالي سميك، في تصريح لهسبريس، إلى أن الاحتفال باليوم الأممي فاتح ماي "يأتي عقب عدة محطات نضالية واحتجاجات ضد السياسة اللاشعبية لحكومة بنكيران"، في الوقت الذي عبّر تنظيمه النقابي، بقيادة الميلودي مخاريق، عن "مواقف ثابتة وشجاعة للدفاع عن مطالب الطبقة العاملة"، حسب تعبيره. من جانبه طالب حسن النازيهي، كاتب الاتحاد المحلي للكونفيدرالية الديمقراطية للشغل بالجديدة، الحكومة المغربية بضرورة التعامل المسؤول في إطار التفاوض الثلاثي الذي ينعقد هذه الأيام، مع الحرص على الحوار البنّاء غير المبني على منهج الانفراد بالقرارات، مشيرا إلى أن حكومة بنكيران "همّشت التنظيمات النقابية والسياسية والجمعوية". وأضاف النازيهي، بصفته عضوا في المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لهسبريس، أنه "لا يمكن الحديث عن مجتمع بدون تنظيمات نقابية وجمعوية وسياسية"، مؤكّدا أن "قوة تلك الهيئات في صالح الدولة، ما يفرض خلق شراكة حقيقية مع الفاعلين الاجتماعيين والحركة النقابية بصفة عامة". المهدي الإدريسي، الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أشار، في تصريح لهسبريس، إلى أن "التنظيم النقابي يحتفل بالمحطة العمالية بإقليم الجديدة من أجل معالجة مشاكل العمال المطالبين بحقوقهم، والتعبير عن معاناتهم من خلال رفع صرخاتهم"، مؤكّدا أن "ملفات القطاع الخاص تأتي على رأس المشاكل التي تعرفها الساحة العمّالية". وأورد المتحدث ذاته أن "القطاع الخاص يعاني من عدة مشاكل، إذ إن الكثير من الباطرونا يعتبرون معاملهم إقطاعية للعبيد، يفعلون بهم ما يشاؤون، فيأمرون ويُطاعون ولا يقبلون الرأي الآخر، وفور تأسيس مكتب نقابي داخل المعمل، يبدأ مسلسل التضييق والطرد التعسفي"، حسب تعبيره، واصفا شركات المناولة ب"شركات النّخاسة التي تتاجر في البشر"، ومؤكّدا أن "فئة حراس الأمن الخاص تباع وتشترى بثمن بخس". وجاءت تصريحات المسؤولين النقابيين خلال مشاركتهم في تخليد عيد العمّال بمدينة الجديدة، والذي عرف تنظيم مهرجانات خطابية من طرف مجموعة من التنظيمات النقابية، بحضور بعض مسؤوليها المحليين والإقليميين والجهويين والوطنيين، عرفت تقديم كلمات أجمعت على أن فئات عريضة من العمّال تعيش وضعا غير مشرّف. وفي الوقت الذي اختارت نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في مدينة الجديدة، الاقتصار على تنظيم مهرجان خطابي بمقرها المحلي، نظم كل من الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، والاتحاد المغربي للشغل، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل، مسيرات احتجاجية ببعض الشوارع الرئيسية وسط المدينة، رفع خلالها العمّال والعاملات لافتات احتجاجية، وردّدوا شعارات مطالبة بتمتيعهم بجميع الحقوق التي يكفلها القانون من جهة، وتحفظ كرامتهم من جهة ثانية.