اكتست حسابات نشطاء موقعي التواصل الاجتماعي (فيسبوك/تويتر)، باللون الأحمر، تضامنًا مع المحاصرين في حلب، بالتزامن مع استمرار قصف طائرات النظام للسوريين بالمدينة. وتحت هاشتاغ (وسم) "#حلب_تحترق" (تصدر المرتبة الأولى عالميًا على موقع تويتر، بأكثر من نصف مليون تغريدة) تفاعل نشطاء ومستخدمو "فيسبوك"، و"تويتر"، مع الأحداث الدموية في حلب، كما غيروا صورهم التعريفية إلى اللون الأحمر. وتنوعت تغريدات وتدوينات المشاركين في هاشتاغ (#حلب_تحترق) بين "إدانة الحكام العرب، ومقارنة القصف الجوي على حلب، بوقائع مشابهة في غزة (الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على القطاع) والغوطة (استخدام النظام الكيماوي في استهداف سكان سوريا) ورابعة (فض اعتصام لأنصار أول رئيس مدني منتخب في مصر محمد مرسي، والذي أفضى بقتل ما يزيد عن 1000 في 14 غشت 2013)". ونشر ناشطون في حملة "حلب تحترق" الإلكترونية، صورا لضحايا قالوا، إنها "تعود لأطفال ونساء من مدينة حلب قتلوا وجرحوا، جراء قصف جوي على المدينة"، كما بثوا المشاركون، مقاطع فيديو مسجلة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومواقع إخبارية إلكترونية، لسكان المدينة، وهم ينقذون المصابين وينقلون جثث القتلى. الكاتب والباحث في الشأن الفلسطيني، إبراهيم حمامي، كتب في تغريدة على موقع "تويتر": "من خذل فلسطين 60 سنة لن ينصر سوريا في ست سنين، لا تتأملوا خير من حكام العرب هم أول المتآمرين وآخر المنجدين، لا نامت أعين الجبناء. حلب تحترق". وفي تغريدة أخرى على "تويتر"، قال الناشط الإعلامي، يوسف البحيصي، "حلب مدينة المآذن والقباب، لن تقام فيها صلاة الجمعة لأن المصلين إما جريح، أو شهيد، أو رجل يبذل كل جهده برفع الأنقاض عن الأطفال والنساء الموجودين تحتها". وتصاعدت العمليات القتالية في مدينة حلب، التي تتعرض أحياؤها منذ أيام لقصف عنيف من قبل طيران النظام وروسيا، لم تسلم منه المستشفيات والمنشآت الصحية، وكذلك المدنيين، فضلاً عن تدهور الأوضاع الإنسانية هناك، وهو ما أعربت الأممالمتحدة عن قلقها إزاءه، واعتبرت استهداف المشافي "انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي". قصف لليوم التاسع تواصل الطائرات الحربية والمروحيات العسكرية قصفها على مدينة حلب شمالي سوريا لليوم التاسع على التوالي، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بأنه خلال الأيام الثمانية الأخيرة، لقي 244 مدنيا مصرعهم على الأقل بينهم 43 طفلا و27 امرأة جراء قصف قوات النظام والضربات الجوية التي استهدفت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بالأحياء الشرقية من المدينة، وقصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة على مناطق سيطرة قوات النظام في الأحياء الغربية لمدينة حلب. وأسفر القصف المروحي بالطائرات الحربية على أحياء خاضعة لسيطرة المعارضة بشرق المدينة، عن سقوط 148 قتيلا بينهم 22 طفلا و14 امرأة، بينما وقعت تلك العمليات من القصف في نحو 20 حيا بينها الصاخور وصلاح الدين، وبستان القصر، والكلاسة، والسكري، وفقا للمرصد. القصف أسفر أيضا عن تدمير عشرات المنازل والممتلكات المدنية فضلا عن إصابة عشرات الأشخاص بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم أطفال ونساء. من ناحية أخرى، لقي 96 مدنيا مصرعهم بينهم 21 قاصرا و13 امرأة في هجمات بعشرات القذائف محلية الصنع والصواريخ وأسطوانات الغاز على مناطق تخضع لسيطرة قوات النظام غربي حلب، إذ وقعت تلك العمليات في أكثر من 20 حيا غربي حلب، مثل منيان، والموكامبو، وحلب الجديدة، والأشرفية، وسيف الدولة، والخالدية، والسليمانية. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أسفرت الهجمات عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة بينهم نساء وأطفال فضلا عن الأضرار المادية بممتلكات المدنيين، ومن بين الضحايا في عمليات القصف على حلب بالأيام الثمانية الأخيرة، هناك 50 شخصا على الأقل، وفقا لمنظمة (أطباء بلا حدود) لقوا مصرعهم في قصف جوي على مستشفى القدس بشرق المدينة مساء الأربعاء. واتهمت الولاياتالمتحدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بوقوفه وراء هذا الاعتداء وهو الأمر الذي نفته القوات المسلحة السورية. من ناحية أخرى، بدأت الليلة الماضية في سوريا هدنة جديدة لوقف إطلاق النار في محافظة اللاذقية وريف دمشق، اتفقت عليها روسياوالولاياتالمتحدة، في محاولة للحد من أعمال العنف بسوريا، لكنها لا تشمل مدينة حلب، التي تمثل البؤرة الأكثر سخونة في النزاع حاليا.